يصغي آباء من الغجر، وقد جلسوا أمام طاولات خضراء صغيرة، بانتباه إلى الدروس التي يفسرها المعلم في مدرسة بمدينة تاراغونا حيث يرافقون أطفالهم لمتابعة الدروس بشكل منفصل بهدف خفض الرسوب المدرسي والأمية التي تضرب هذه الأوساط في اسبانيا.
يخبر خيسوس غونزاليس، البالغ من العمر 27 عاما "تركت المدرسة عندما كنت في الرابعة عشرة لأعمل وأساعد أهلي. وأصبحت اليوم عاطلا عن العمل. فقررت أن أجري امتحانات الشهادة المتوسطة".
ينتظر هذا الأب لثلاثة أطفال، يرتاد اثنان منهما مدرسة، ولديه أمام الصف وهو يحمل كتبه في يده بعد انتهاء صفه.
وهو يقر "لم يستوعبا بعد لماذا أرتاد المدرسة معهما. لكن يبدو أن هذه الخطوة تحمسهما".
تقع مدرسة "ميديتيراني" الابتدائية في حي فقير في مدينة تاراغونا (شرق اسبانيا) باتت تنتشر فيه اليوم الشقق المنخفضة الإيجار وهي أطلقت منذ شهر خطة لتحسين نتائج التلاميذ الغجر تقضي بتعليم أهالي نحو 20 طالبا هم بغالبيتهم عاطلون عن العمل لكي ينالوا الشهادة المتوسطة ويشجعوا في الوقت عينه أولادهم على مواصلة الدراسة.
ويعد غجر إسبانيا بأغانيهم ورقصاتهم الشهيرة جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي في البلاد والثقافة الموسيقية.
غير أن غجر إسبانيا البالغ عددهم 750 ألف شخص هم من أكثر المجموعات المهددة بالتهميش الاجتماعي في إسبانيا ويعيشون في مناطق خاصة بهم.
وبالإضافة إلى صفوف الشهادة المتوسطة، تقدم المدرسة دروسا في الإنكليزية والمعلوماتية والإسبانية للبالغين الأميين.
عدد اليوم
