ابتلاع الأشياء الصلبة.. فضول خطير

الاتحاد (القاهرة) عندما يبلغ الطفل عامه الثالث، عادة ما يرافق نموه مشاكل ترتبط بمحاولاته اكتشاف البيئة من حوله مع عدم قدرته على التمييز. ومن المشاكل الشائعة خلال هذه المرحلة التقاط كل ما تقع عليه عيناه من أشياء، ووضعها في فمه، ما يؤدي إلى ابتلاعها في غفلة من الأم كالأزرار، أو قطع النقود المعدنية، أو قطع الألعاب البلاستيكية الصغيرة التي قد تعرض الطفل لمخاطر الاختناق. وتؤكد الدكتورة بثينة الطويل، اختصاصية طب الأطفال، أهمية تأمين البيئة المحيطة بالطفل الصغير، وخاصة مع تطور نموه وتمكنه من الحركة، والتقاط الأشياء الصغيرة والإمساك بها وإيصالها إلى فمه. لذا على الأم أو من يقوم بالاهتمام بالطفل الانتباه جيداً إلى عدم وجود أية أشياء صلبة صغيرة كالدبابيس وقطع الخرز والمكسرات بالقرب منه، لأنه عندما يبدأ الطفل بالتحرك في المحيط الموجود به، تصبح حمايته صعبة. وقد لا تستطيع الأم الوصول إلى الطفل قبل التقاطه شيئاً ما ووضعه في فمه، مشيرة إلى أن خير وسيلة لتجنب الضرر إبعاد الأشياء الصغيرة ورفعها من الرفوف المنخفضة التي يمكنه من الوصول إليها. كما يجب عليها وضع الأشياء الحادة القابلة للابتلاع في أماكن عالية بعيداً عن متناول الطفل. إلى جانب انتقاء الألعاب بما يناسب عمره، على ألا تحتوي ألعابه على قطع صغيرة قابلة للفصل. وتقول الطويل إن معظم ما يبتلعه الطفل يمر عادة عبر الأمعاء إلى الخارج في غضون يوم واحد أو يومين. وتستطيع الأم مراقبة براز الطفل للتأكد من خروج ما ابتلعه الطفل. وإذا أصيب الطفل بالإقياء أو امتنع عن الطعام أو شكا من ألم البطن، فإنه يتوجب مراجعة الطبيب، فقد يكون الجسم المبتلع عالقاً في الأنبوب الهضمي، مشيرة إلى ضرورة مراجعة الطبيب بعد أربعة أيام إذا لم يظهر الجسم مع البراز. حتى ولو لم تكن هناك شكوى لدى الطفل. فقد يحتاج الطبيب إلى عمل فتحة للمعدة عن طريق المريء بوساطة منظار خاص، أو فحص القصبات. ونادراً ما تستدعى الحالة اللجوء إلى الجراحة، ومن النادر أيضاً أن يعلق شيء بالمريء قبل وصولة إلى المعدة. وتلفت إلى أن الطفل يحتاج إلى رعاية طبية فورية عند قيامه بابتلاع شيء حاد مثل دبوس مفتوح أو إبرة أو مسمار أو ما شابه ذلك. أو في حالة وجود ألم في البطن، مشددة على عدم إعطاء الطفل أي مسهل لأن مثل هذا الدواء لن يجدى نفعاً، بل قد يحدث ضرراً لا داعي له. وفي حال علق ما بلعه الطفل في حلقه، تقول الطويل عادة ما يسبب دخول جسم غريب في القصبة الهوائية أو الشعب التنفسية السعال وضيق التنفس. تقول: «من الإجراءات السريعة لإسعاف الطفل حمله وقلبه إلى الأسفل مع الضرب بقوة محتملة على ظهره. وإذا كان الطفل كبيراً فيمكن أن يتمدد على الأريكة مع جعل رأسه يتدلى، وجعل القسم الأعلى من جسمه إلى الأسفل، وإذا لم تنفع هذه الإجراءات فيجب الاستعانة بالطبيب في الحال». ويضيف: «يمكن للطبيب إذا علق الجسم في المريء أن يستعمل المنظار الهضمي لتحديد موضع الجسم وأحياناً يمكن إزالته بالمنظار وتحري الأذى الذي أحدثه لمعالجته. أما إذا كان الجسم في المعدة، فالغالب أن ينتظر الطبيب مروره عبر الأنبوب الهضمي، وإذا استمر بقاؤه في المعدة لأكثر من 24 ساعة فقد يتطلب الأمر الجراحة».