الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انحراف الأحداث·· مشكلة تبحث عن حل

26 مايو 2007 01:44
بدرية الكسار وحليمة حسن: قد يكون انحراف الصغار ظاهرة عادية تشهدها الكثير من المجتمعات، ولكن عندما يحدث ذلك في مجتمع توفر فيه الدولة الرعاية الشاملة للصغار والكبار ويحظى بنعمة الرفاهية والأمن، فإن الأمر يصبح غير عادي·· ويثور التساؤل، ما الذي يجعل الأبناء ينحرفون؟ وإذا انحرفوا، كيف نعيدهم الى المسار الصحيح؟ وعلى الرغم من أن المؤشرات الأولية لا تعكس وجود ظاهرة، فإن واجب المجتمع بأثره أن يقف على الأسباب بحيث لا تقتصر المعالجة على إقامة دور لرعاية الأحداث وإنما تنصرف الجهود إلى منع حدوث الجنوح أصلاً! بداية التقت ''الاتحاد'' مع عدد من الشباب في أحد مراكز الأحداث بالفجيرة، فيقول الحدث ''م· م'' أحد طلاب المرحلة الثانوية لقد ضبط في قضية سطو على محل تجاري، وقال إنني أشعر بالندم على مرافقتي للأصدقاء الذين لا يأتي منهم سوى المشكلات''· ويوجه عبر ''الاتحاد'' رسالة الى الطلاب الذين في عمر المراهقة محذراً الطلاب من رفقاء السوء وأن يدققوا جيداً في أولئك الذين تتخذونهم أصدقاء، مطالباً الطلاب أن يهتموا بالدراسة وبمستقبلهم لأن بعد وقوع الحدث لا ينفع الصديق ولن يجد سوى الندم والحسرة وعلامات سوداء في شهادة السيرة والسلوك· ويعتبر الحدث ''ع· م'' هذه الحادثة نقطة تحول في حياته خصوصاً بعدما تخلى أصدقائه عنه في هذه القضية·· فيوضح أن أصدقاءه قد ورطوه في خطف فتاة واستغلوا سيارته لتنفيذ الجريمة ثم تنكروا له بعد ذلك وتحمل هو المسؤولية· علاج جنوح الأحداث وأشارت موزة سعيد علي هلال مديرة إدارة التربية الاجتماعية للفتيات بالفجيرة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية أن من أهداف الدار علاج حالات جنوح الأحداث وتمكينهم من الاندماج في المجتمع وأحتواء حالات جنوح الأحداث والمساهمة في وقاية الأحداث من التعرض للانحراف وتوفير العلاج والرعاية الطبية والنفسية لهم وتوفير التعليم والتربية والتوجيه الديني للأحداث وإتاحة فرص التدريب والتأهيل المهني· وقالت موزة هلال إن المركز يقدم العديد من الأنشطة والخدمات ومنها إجراء البحوث الاجتماعية والاختبارات النفسية على الأبناء لرسم طرق العلاج وتعديل أنماط السلوك، وتوفير الرعاية الصحية بالكشف الطبي الدوري، وتطوير قدراتهم ومهاراتهم باستخدام التقنيات الحديثة من خلال مختبرات الحاسب الآلي· وأضافت أن التدريب المهني يركز على تعليمهم الحرف المناسبة لميولهم وقدراتهم داخل الدار وفق برامج معينة وتنمية الهوايات المختلفة بين الأبناء بما يعود عليهم بالنفع وتشجيعهم على الإطلاع والقراءة بإنشاء مكتبة تضم شتى أنواع الكتب، وتوفير وسائل التربية الرياضية والترويجية والترفيهية الهادفة للأبناء وتعويدهم على الاعتماد على النفس من خلال خدمة أنفسهم والمحافظة على الممتلكات العامة بالدار· وأشارت موزة هلال إلى أن أعمار الأحداث بالمركز تتراوح ما بين 12 إلى 17 سنة· أسباب الانحراف وترى أن هناك عدة أسباب لانحراف الأبناء من بينهم السن الحرجة في مرحلة ''المراهقة'' وعدم وعي الأسرة بمتطلبات هذه المرحلة، وغياب التوافق الاجتماعي بين الوالدين خاصة، مشيرة الى أن كثيرا من الأحداث الفتيان ينتمون لأسر أحد طرفيها أجنبي، يضاف الى ذلك عدم توفير أماكن لتفريغ طاقاتهم، وخاصة في وقت الفراغ في الإجازة الصيفية· وتؤكد موزة هلال أن السبب المباشر في انحراف الأحداث رفقاء السوء وغياب الوازع الديني لدى الحدث· ويسعى المركز لوضع رؤية مستقبلية وذلك بتحقيق الأهداف التي وجدت الدار من أجلها وتفعيل دور المؤسسات التربوية والإعلامية للمساهمة في عملية الضبط الاجتماعي وحل المشكلات الاجتماعية والأسرية· وأوضح سعيد راشد الظنحاني الاخصائي الاجتماعي في دار التربية الاجتماعية للفتيان انه بعد استقبال الحدث وفتح الملف الخاص به يبدأ دور الاخصائي الاجتماعي ويشمل الخدمة الاجتماعية والنفسية والملاحظة والمتابعة من خلال تقديم الرعاية للحدث منذ بداية الاستلام وحتى الرعاية اللاحقة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©