افتتاح معرض «منمنمات جزائرية» في الشارقة

افتتح عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، مساء أمس الأول، في رواق الفنون بمنطقة الشويهين بالشارقة القديمة، معرض “منمنمات جزائرية” للفنانة سارة صراوي، بحضور هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة وعدد من المهتمين والفنانين والنقاد من ضيوف الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الفنون الإسلامية “منمنمات” التي يقام المعرض ضمن فعالياتها. ويعتبر هذا المعرض، لجهة اختصاصه بفن المنمنمة الأكثر التصاقا بفكرة المهرجان من بين المعارض العربية التي تتم استضافتها ضمن المهرجان. إجمالا، يمكن القول أن المعرض هو معالجة لإشكاليات واقعية اجتماعية راهنة يمرّ بها المجتمع الجزائري وفقا لمعايير فن المنمنمة الإسلامي على مستويي الشكل والمضمون، بل وحتى على مستوى الأسلوب الذي تتم من خلاله معالجة شخوص اللوحة التي هي هنا امرأة. فيلحظ الناظر إلى اللوحة أن المرأة تحمل الشخصية حتى في حال وجود أكثر من شخصية واحدة لها، مثلما يلحظ أن لا حوار يجري بين الشخصيات النسائية بهدف إبراز نوع من الغنى التعبيري عبر الوجه او حركة اليدين بل تجيء تعبيرية اللوحة كلها لدى سارة من خلال الشخصية – المرأة بوصفها كتلة من اللون وعلاقتها بالألوان المحيطة بها، والتي تشكل خلفية للعمل، رغم أنها خلفية تجريدية الطابع إلا أن تلك العلاقة هي التي تحقق الانسجام والتناغم بين عناصر اللوحة. ترسم سارة الصراوي شخصياتها النسائية غالبا بتقنية البورتريه فيكون إما مواجها لعين المتفرج أو بورتريها جانبيا خصوصا في تلك اللوحات التي تستدخل فيها الفنانة بعض الرموز المأخوذة من الموروث الحكائي الشفوي العربي مثل: الطاووس والديك وعروس البحر وسواها، مما هو في الأصل تجليات للمرأة في صور تشير إلى الجمال أو الغرور والإباء والجنية اللعوب التي تغوي بغنائها العذب الصيادين المساكين. غير أن ما يبقى لافتاً للانتباه في معرض منمنمات جزائرية هو مقدرة الفنانة على أن تجعل من اللون خطاباً مستقلاً بذاته يتضمن دفقاً تعبيرياً متنوعاً في اللوحة – المنمنمة ذاتها.