الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم الغامدي: الأدب النسائي ثوري بامتياز

مريم الغامدي: الأدب النسائي ثوري بامتياز
11 ديسمبر 2013 19:31
مريم محمد الغامدي (مواليد 29 أبريل 1949) مثقفة سعودية، ولكنها ليست مثل كل النساء، ولا كل المثقفات، فتجربتها تحمل فرادتها وخصوصيتها، من حيث أنها تجمع بين كتابة القصص، التمثيل، الإعلام، الإنتاج، الإخراج، وأشياء أخرى كثيرة، هي من مواليد مدينة أسمرة، في منطقة الباحة السعودية، تحمل درجة البكالوريوس في الأدب الانجليزي، من جامعة الملك عبد العزيز عام 1989، أما لماذا مريم الغامدي؟ فذلك لأسباب كثيرة أهمها: أنها أول سعودية تملك مؤسسة إنتاج وتوزيع أعمال إذاعية وتلفزيونية ومسرحية، ومن أوائل من قرأ نشرات الأخبار عند انطلاقة قناة الإخبارية السعودية، وأول مذيعة قرأت نشرة الأخبار في إذاعة الرياض، كما أنها أول سعودية تقوم بكتابة السيناريو للأعمال التلفزيونية منذ العام 1984، كتبت أول تمثيلية إذاعية وعمرها 12 عاما، بعنوان “أصحاب القلوب الكبيرة”، ونقلت للجمهور من ميكروفون إذاعة جدّة، وغير ذلك فهي واحدة من ثلاث نساء تم تعيينهن عضوات في جمعية الثقافة السعودية. في مسيرتها العديد من التكريمات والجوائز منها حصولها على جائزة أفضل مؤلفة للدراما الاجتماعية الإذاعية، وجائزة عن كتابتها للإذاعة “الطريق إلى الجنة” في مهرجان تونس لاتحاد الإذاعات العربية، حازت عام 1985 على جائزة الجدارة عن دورها في مسلسل “شذى الأندلس” من إنتاج إذاعة صوت العرب المصرية، كرّمت في مهرجان الجنادرية 21 بعد ظهورها، صوتا وصورة في مسرحية “الجنازة”، من قبل إمارة منطقة الجوف، وهي أيضا أول امرأة سعودية يتم ترشيحها للانضمام إلى مؤسسة (من هو) الأميركية، وحازت على شهادة تقدير لجهودها في مواجهة تحديات وصعوبات العمل في المجال الإعلامي. الغامدي خصّت “الاتحاد الثقافي” بهذا اللقاء، على هامش حضورها وتكريمها في الدورة العشرين لمهرجان المسرح الأردني، الذي اختتم أعماله مؤخرا، كما تم تكريمها في مهرجان الرواد العرب في القاهرة عام 2002 برعاية أمين عام الجامعة العربية وقتذاك.. مثقفات ومدعومات ? في مسيرتك مجموعة من الكتب، فماذا تشكل الكتابة بالنسبة لك؟ ?? لدي سلسلة من الكتب، من بينها: أحبك ولكن، أسماء ونساء، وافترقنا عاشقين، غلطة نوف وغيرها.. وفي الواقع أن ما فتح لي منافذ على فضاء الكتابة هو القرآن الكريم، الذي حفظته وعمري ست سنوات، حتى أطلقوا علي في المملكة لقب (الفقيهة)، بعد ذلك كانت الإذاعة التي أعتبرها مسقط رأسي الإبداعي، ومن ثم التلفزيون، حيث بدأ شغف الكتابة، من أعمال إذاعية وتلفزيونية وإصدار الكتب، وقد استثمرت تخصصي في الأدب الإنجليزي لإنجاز أعمال تعكس الواقع المحلي والعربي، أعمال فيها المصداقية وجرأة الطرح، ليس مهماً أن تكتب وتنشر، ففي أيامنا هذه أصبح ذلك ممكنا وممهدا لكل من هب ودب، الكتابة بالنسبة لي هي دعوة صريحة للتنوير، كي ندل الناس على ما يحيط بهم من تحديات. ? كيف ترين وضع الإعلامية السعودية ومن ثم العربية حاليا؟ ?? عالم الإعلام واسع ومتشعب، والمذيعات فيه يعكسن هذا الواقع، بعضهن مثقفات، وهناك (مدعومات) بلا ثقافة وليست لديهن الخبرة والجدّية لتحمل مسؤولية هذا المنبر الصعب، أما المعايير الحقيقية التي أعرفها عن الإعلام المتميز كما عايشناه ومارسناه، فيجب أن نركز أولا على الثقة بين العمل الإعلامي والخبر والمتلقي، من خلال طرح الجديد والمستقل، بمعنى أن لايكون إعلاما تابعا، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال وضع الإعلامي المناسب في المكان المناسب، ومن ثم منح الإعلامي مساحة التعبير المناسبة ولكن مع الأسف في بعض المحطات والوسائل الإعلامية المختلفة أسند الأمر إلى غير أهله، فأصبحت المصالح الشخصية هي التي تطغى على الجودة، والتنوير، وصلاحية التعبير. ضد التصنيف ? في تجربتك الكثير مما يحكى عنه كقاصة ومسرحية، ماذا تقولين عن ذلك وأيضاً عن مصطلح الأدب النسوي؟ ?? قد لايعلم كثيرون أن في المملكة مسرحا نسائيا متكامل الجوانب، كل ما فيه مخصص للنساء، وقد نجحت بمساندة كثيرات في إنجاز وإنتاج ثلاث مسرحيات نسائية، هي: البخيلة والفشيلة، سيميا وألا، زهايمخ، ويتولى شأن هذا المسرح الأمانة العامة لمنطقة الرياض، التي توكل مهام التأليف والتمثيل والإخراج لنساء متحمسات لفن المسرح الذي يخدم قضايا المرأة بالدرجة الأولى، وربما يكون أهم ما في هذا اللون من المسارح هو تشجيع الفتيات السعوديات على ممارسة الكتابة للمسرح، وتميزت من بين هؤلاء الكاتبة المسرحية عبير الباز، التي كتبت وأخرجت مسرحية بعنوان “حافز” وحققت نجاحا لافتا. في المجال القصصي، كتبت العديد من المجموعات القصصية، وترجم بعضها إلى اللغات الإيطالية، النرويجية، الفرنسية، المجموعة الأولى بعنوان “أحبك ولكن”، و”افترقنا عاشقين”، “أسماء ونساء”، وفي الواقع أن هذه المجموعات هي جزء من سيل المجموعات التي أنجزتها روائيات وقاصات سعوديات ساهمن من خلال كتاباتهن في الحراك الاجتماعي، لذا أنا أعتبر اللون القصصي النسائي هو أدب ثوري بامتياز، ولدينا اليوم قاصات وروائيات ممتازات، منهن على سبيل المثال لا الحصر: لطيفة السالم وقصتها “الزحف الأبيض”، وهناك أمثلة كثيرة لقاصات ناجحات ومجتهدات منهن: خيرية السقاف، شريفة الشملان، بدرية البشر، أميمة الخميس، أمل شطا، سلوى دمنهوري، وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدداً لا بأس به من القاصات والروائيات السعوديات قد نلن جوائز إبداعية مهمة، ففي مجال القصة القصيرة على سبيل المثال، فازت القاصة الشابة زينب البحراني في مسابقة (بدايات) بدورتها السادسة عام 2007، عن مجموعتها “أقاصيص عابرة”، كما فازت بجائزة (إنانا الكبرى للإبداع) في دورتها الأولى عام 2007 عن قصتيها “رقصة التخمة”، و”أوغاد”. إن الحديث يطول عن مجال الكتابة النسوية للقصة والرواية، ولكني في الواقع لا أحب التصنيفات في الأدب، فالإبداع واحد، سواء أنجزته امرأة أم رجل، في النهاية يجب أن تخدم الكتابة المتلقي والمجتمع وقضايا الإنسان. فالتسمية (أدب نسوي) في تقديري هي تسمية خاطئة وقاصرة وظالمة، فالأدب بقيمته الإنسانية أولا وأخيرا، أما بالنسبة لي فالإبداع عالمي، والفن قدري، والأدب والفكر حريتي. المسرح والنقد ? كيف ترين مهرجانات المسرح في ساحة الإبداع السعودي؟ ?? المهرجانات بشكل عام ظاهرة فنية ونقدية فريدة، ومهرجانات المسرح لها خصوصيتها وهويتها ومذاقها الخاص، فهي أولا وأخيرا منصة لتطوير الذائقة الجماهيرية، والارتقاء بالثقافة الفكرية والمسرحية لفئات متعددة من الجمهور الذي يقبل على حضور المسرحيات، لقد اصبحنا اليوم بحاجة للمسرح الجاد العظيم بفكره وطرحه وجرأته ومواضيعه، أكثر من أي وقت مضى، بسبب الهجمة العولمية التي تسعى حتى لعولمة فن المسرح، وأرى أن المهرجانات المسرحية عندنا نجحت في إنشاء العديد من الفرق المسرحية وظهور جيل شبابي متحمس لفن المسرح، ومن ثم تحفيز الحركة النقدية، وإثراء ثقافة العائلة في المجتمع، والارتقاء بالمشهد المسرحي، ومن أهم المهرجانات التي تعنى بالمسرح، مهرجان الدوخلة في الطائف، مهرجان الجنادرية الذي يعنى بتطوير فن الأوبريت، مهرجان أثمون المسرحي في جدة، مهرجان الفرق المسرحية للشباب، وغيرها من المهرجانات التي تسعى من خلال الدعم الرسمي والشعبي والإعلامي إلى تشجيع الكتاب والممثلين والمخرجين على خلق حالة مسرحية تتناسب والواقع وتتماهى مع جماليات المسرح في العالم. ?هل ما زالت الدراما السعودية بحاجة لمزيد من الوجوه النسائية؟ ?? في الواقع أنا سعيدة بهذا التطور الذي نشهده على ساحة الدراما السعودية، ووجود العديد من الوجوه النسائية المقنعة في هذا المجال المركب الصعب، والذي ما زال يواجه بقوة نظرة اجتماعية ليست في مكانها، لقد أصبحت الأعمال الفنية تقدم لنا وجوها نسائية جديدة باستمرار، بعد أن كنا نعاني في السابق وفترة بداياتي الأولى من ندرة الممثلات السعوديات، حيث كنا نضطر إلى الاستعانة بممثلات عربيات لسد هذا العجز والفراغ، لقد كان أداؤهن جيدا في بعض الأوار، ولكنهن مع الأسف كن يفتقرن إلى مسألة إتقان اللهجة السعودية، مما جعل المشاهد يستاء من عدم واقعية الأداء في أعمالنا الدرامية، تماما كما يحدث اليوم في الدراما المصرية، لكن يبقى الواقع الآن أفضل بكثير من العهود السابقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©