السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يُقر بـ «أخطاء كبيرة» ضد الجنوبيين

الرئيس اليمني يُقر بـ «أخطاء كبيرة» ضد الجنوبيين
1 ديسمبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - شهدت مدينة عدن اليمنية الجنوبية، أمس الجمعة، تظاهرات كبيرة مؤيدة ومناهضة للوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب التي تحققت في العام 1990. فيما اعترف الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، بوقوع “أخطاء كثيرة” ضد الجنوبيين خصوصا بعد الحرب الأهلية بين الشطرين التي اندلعت في صيف العام 1994. واحتشد عشرات الآلاف من أنصار “الحراك الجنوبي”، الانفصالي، الجمعة، في حي “المعلا”، وسط مدينة عدن، كبرى بلدات الجنوب، لإحياء الذكرى السنوية الـ45 لعيد “الاستقلال” وخروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967. ورفع المتظاهرون أعلام دولة ما كان يعرف ب”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”، التي كانت تحكم الجنوب حتى إعلان الوحدة الوطنية مع الشمال، وصور نائب الرئيس اليمني الأسبق وآخر رؤساء الجنوب، علي سالم البيض، الذي يقيم في المنفى منذ العام 1994، ويتزعم المعارضة من الخارج منذ 2009. وردد المتظاهرون هتافات منددة ب”الوحدة اليمنية”، ومطالبة بـ “الاستقلال” و”فك الارتباط” بين الشطرين الشمالي والجنوبي، حسبما أفاد مشاركون في التظاهرة. كما هتفوا ضد الحوار اليمني الشامل، المزمع إطلاقه نهاية ديسمبر، وفق خطة مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ يناير 2011 على وقع احتجاجات شعبية أطاحت بالرئيس السابق، علي عبدالله صالح، نهاية فبراير. لكنهم أبدوا استعدادهم القبول ب”مفاوضات” بين دولتين تمنح “الجنوبيين” الحق في تقرير المصير. وأدى المتظاهرون، الذين أقاموا صلاة الجمعة في الشارع الرئيسي بحي “المعلا”، صلاة الغائب على فيروز اليافعي، التي قتلت قبل أسابيع في مدينة عدن. وقال خطيب صلاة الجمعة في المعلا، الداعية الإسلامي بن شعيب: “إننا أصحاب القرار. نحن نريد التفاوض بين دولتين، ونرفض الحوار” الوطني”، متهما الحكومة المركزية في صنعاء بمواصلة أعمال “القتل” ضد أبناء الجنوب. ولم تُسجل أي صدامات بين أنصار الحراك وقوات الأمن اليمنية التي انتشرت بكثافة في أغلب شوارع مدينة عدن. وذكرت صحيفة “الأمناء” المشهورة في عدن، أن جنودا صادروا “تحت تهديد السلاح” أعلام شطرية كان يرفعها متظاهرون انفصاليون، فيما احتجزت نقطة تفتيش عسكرية في حي “دارس سعد” حافلتين كانتا تقل نشطاء من “الحراك الجنوبي”. وقال علي سعيد، الناشط في الحراك الجنوبي”، لـ”الاتحاد”:”لم تقع صدامات مع قوات الأمن أو عناصر حزب الإصلاح”، الذين احتشدوا بالتزامن في حي “كرتير”، تأييدا للوحدة اليمنية، فيما سُمي بجمعة “في ذكرى الاستقلال نطالب بالقرار”، في إشارة إلى قرار إقالة نجل الرئيس السابق، العميد أحمد علي عبدالله صالح من قيادة قوات “الحرس الجمهوري”. ومساء الجمعة، جابت مسيرة حاشدة لأنصار حزب “الإصلاح”، والحركة الاحتجاجية الشابية، عددا من شوارع كرتير، دعما للوحدة الوطنية، ولإعادة هيكلة الجيش اليمني المنقسم منذ أواخر مارس الماضي. وفي صنعاء، ردد آلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية، احتشدوا في شارع الستين بالقرب من منزل الرئيس الانتقالي، شعارات مطالبة خصوصا بإقالة نجل الرئيس السابق.ودعا خطيب الجمعة في شارع الستين، جميل الأصبحي، المحتجين إلى إعلان “جمعة غضب” إذا لم يستجيب الرئيس هادي “لمطالب الثوار”. وخاطب هادي قائلا: “راعي مشاعر الشعب ولا تراعي (صالح)، ولا تخذل من انتخبوك”. وكان الرئيس اليمني الانتقالي دعا، الليلة قبل الماضية، الأطراف اليمنية المتصارعة، ، إلى المشاركة في الحوار الوطني لحل كافة القضايا العالقة. وقال هادي، في خطاب للشعب اليمني بمناسبة الذكرى السنوية لعيد الاستقلال،”نؤكد قناعتنا بوقوع الكثير من الأخطاء التي رافقت مسيرة دولة الوحدة خاصة بعد حرب 94”، التي شنها سلفه علي عبدالله صالح (شمالي) على قيادات في الحزب الاشتراكي الجنوبي التي أعلنت الانفصال في العام ذاته. وكان الرئيس اليمني السابق عين هادي وزيرا للدفاع في خضم حرب صيف 1994 قبل أن يختاره نائبا له تقديرا لدوره العسكري في القضاء على “الانفصاليين”، وليحل محل النائب الأسبق، علي سالم البيض، الذي أعلن الانفصال من طرف واحد. وقال الرئيس المؤقت إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المزمع إطلاقه نهاية ديسمبر، “سيمثل أول فرصة حقيقة لمناقشة وتقييم مسيرة الوحدة اليمنية وما رافقها من عثرات وسلبيات”، موضحا بأن هذا المؤتمر “سيهيئ الفرصة التامة للتوصل للحل العادل والمنصف الذي يرضاه الجميع للقضية الجنوبية التي حظيت باهتمام المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي”. وجدد هادي دعوته كافة فصائل الحراك الجنوبي والمعارضة الجنوبية بالخارج إلى “المشاركة في الحوار الوطني الشامل ليطرحوا كل ما لديهم بدون حدود أو خطوط حمراء”، مشددا على ضرورة “تقديم التنازلات المتبادلة حتى يتوصل الجميع إلى حلولا مرضية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©