الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العمليات الانتحارية بدأها اليهود ولم تُختم بـ الكاميكاز

26 مايو 2007 01:56
خاص: الاتحاد وداعاً للحياة·· في بداية الحرب العالمية الثانية، عادت العمليات الفدائية إلى المسرح الدولي حين كان طيّارون يابانيون عُرفوا بـ''الكاميكاز'' يصدمون بطائراتهم السفن والمواقع الأميركية على طريقة النحل الغاضب الذي يموت مباشرة بعد أن يلدغ أحدهم· واثر ذلك، سُجِلّت عمليات متعدّدة في غير منطقة، وتعالت أصوات الدول الغربية المندّدة بهذه الظاهرة المتجدّدة· لكن أرشيف الحروب الذي أضيفت إليه مؤخرا معلومات سرّية جداً، كشف النقاب عن العميل البريطاني السرّي ''ايدي شابمان'' الذي عرض على سلطات بلاده أن يقوم بتفجير نفسه لاغتيال ''هتلر'' في ألمانيا، وعلى الرغم من أنّ هذه العملية لم تنفّذ إلا أنها طرحت علامات استفهام عدة حول حقيقة ضلوع بريطانيا وحلفائها بهكذا عمليات تحت غطاء السرّية، وهي التي لطالما استنكرت مثل هذه الأفعال· ومما ينأى الغرب بنفسه عنه أنّ هذه العمليات الفدائية لا تخلو منها صفحات التاريخ القديمة جداً، وقد استُخدِمَت في أكثر من دولة غربية في السابق ما يجعل القول إنها أصلاً غربية المنشأ وأساساً لبعض الأبحاث العلمية· يعتبر بعض المؤرخين أنّ العمليات الانتحارية بدأت في أثناء الحملات الصليبية وتحديداً عندما قامت سفينة صليبية تحمل فرساناً أطلق عليهم تسمية ''فرسان المعبد'' بالاصطدام عن سابق قصد وتصميم بسفينة للعرب المسلمين فغرق بسبب ذلك 140 فارساً من الصليبيين في سبيل إغراق آلاف المسلمين· وهناك أمثلة أخرى للعمليات الانتحارية في الغرب منها العملية الانتحارية التي نفذها الروسي ''بول اجناسي'' لاغتيال القيصر ''الكسندر الثاني'' عام 1881 في بطرسبرج والتي قضى بعدها القيصر متأثراً بجراحه· وقد نفذ أمثال هذه العمليات خلال الحرب الفرنسية ـ الإسبانية المعروفة بحرب البيرينيه (1793 ـ 1795) من قبل جنود الفريقين، وفي أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي امتدت بين عامي 1936 و·1939 وفي الولايات المتحدة، قام عدد من الأميركيين من بنسلفانيا وفيرجينيا وتكساس بعمليات انتحارية ضد الجنود المكسيكيين في العام ،1863 وكذلك فجّر بعض العساكر الأميركيين من أصل أفريقي أنفسهم في كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة· وفي الحرب العالمية الأولى، خاض الجنود الاستراليون الذين كانوا مع قوات الحلفاء هجوماً انتحارياً في مدينة جاليبولي التركية ضد القوات التركية· كما ظهرت العمليات الانتحارية في فيتنام ضد قوات الاحتلال الفرنسية لاسيما في معركة قلعة ''رين بيان نو'' عام ·1954 وقد اعتمدت العمليات الفدائية وسيلة للدفاع عن الأرض ضد الاحتلال من قِبل جماعات علمانية وهندوسية في آسيا· وللمثال، فقد نفذ نمور التاميل في سيرلانكا (وهم من الهندوس) ما يزيد على 75 عملية فدائية كان من ضحايا إحداها رئيس الوزراء الهندي ''راجيف جاندي''· وفي الهند، كانت تنفذ عمليات انتحارية جماعية بحيث أنّ مجموعة من عدة عناصر كانت تعترض طرق سكة القطار لتمنع ووصل المؤن والأسلحة إلى القوات الانجليزية· ثقافة الفدائيين ''نموت من أجل النصر''، هكذا عنوّن ''روبرت بايب'' دراسته التي قدمها إلى جامعة شيكاجو في الولايات المتحدة والتي تحاول مقاربة العمليات الفدائية من جوانبها الاجتماعية والنفسية والسياسية والفكرية انطلاقاً من فكرة واضحة وهي أنّ ''لكل عملية فدائية هدفها العملاني والسياسي الذي يتلخص في إجبار الدول المحتلة على سحب قواتها من مواطن منفذي هذه العمليات، وقد تأتي كردّ فعل على سياسات الدول الغربية الخارجية والعسكرية ضد أوطان الانتحاريين''· وبناء عليه، أعرب ''بايب'' عن اعتقاده أن جذور هذه القضية لا تتعلق بالدين الإسلامي الذي يحضّ على الجهاد ويكرّم ذكرى الفدائيين (الشهداء)، مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في السياسة الخارجية الأميركية التي يجب أن تخفف ضغوطها على المجتمعات الإسلامية وتدخلاتها فيها· ولتأكيد وجهة نظره، احتسب ''بايب'' نحو 315 عملية فدائية نفذت في مختلف أنحاء العالم بين عامي 1980 و2003 وبرهن بعد توزيع هذا العدد جغرافياً ودينياً وسياسياً أنّ الأقل عدداً هو ما قامت به منظمات أو حركات شرق أوسطية· ومن أهم ما خلصت إليه الدراسة هو أن الفدائيين ليسوا بالضرورة من مستويات ثقافية أو اجتماعية متدنية، فقد يكونون من المتعلمين والنشطاء السياسيين أو المثقفين· رسل الموت الكاتبة ''كلارا بايلر'' توافق الدكتور ''بايب'' الرأي، فتشير في كتابها ''رسل الموت'' إلى أن منفذي العمليات الفدائية هم بمعظمهم من المتعلمين، إذ أنّ قادة العناصر الفدائية لا يحبّذون وجود المرضى النفسيين أو منعدمي التوازن في صفوفهم· وفي مجال آخر، تلاحظ ''بايلر'' أنّ هناك الكثير من النسوة اللواتي يشاركن في العمليات الفدائية لمقاومة الاحتلال الأجنبي، عازية السبب في ذلك إلى ما يتحلين به من قوّة وصلابة ودور كبير في مجتمعاتهم، موردة بعض الأمثلة عن ''النمرات السود'' في سيرلانكا، والفدائيات في فلسطين وكردستان وهنالك كذلك الفدائيات الشيشانيات في روسيا· التكتيك الألماني ظهر مصطلح التفجيرات الانتحارية للمرة الأولى في العام 1940 حين استخدمته الـ''نيويورك تايمز'' للإشارة إلى تكتيك العمليات الألمانية في الحروب، لتعود وتستخدمه عام 1942 في مقال نشر عن ربابنة الطائرات اليابانية ''الكاميكاز''· مع الإشارة إلى أن منفذي العمليات الفدائية عادة ما يدعون بـ''الاستشهاديين'' من قبل تنظيماتهم المقاومة للاحتلال كحماس وشهداء الأقصى وفتح في فلسطين، و''حزب الله'' في لبنان· ومنذ مدة، أطلق عضو البرلمان الكندي ''اروين كوتلر'' مصطلح ''الإبادة الجماعية'' لوصف العمليات الفدائية في إشارة إلى المنظمات الفلسطينية التي تدعو إلى مثل تلك العمليات· كما أطلق اليهودي ''رافاييل اسرائيل'' مصطلح الـ''اسلاميكاز'' لتشبيه الفدائيين العرب بـ''الكاميكاز'' اليابانيين· ··· وبدأها شمشون يعتقد البعض أنّ أولى العمليات الانتحارية هي تلك التي أشار إليها العهد القديم حين قام ''شمشون'' بإزاحة أعمدة المعبد الفلسطيني بقوته الجبّارة فوقع عليه وعلى مَن فيه· بالإضافة إلى ما فيه من العموريين، وهم شعوب سامية استوطنت لبنان وسوريا وفلسطين، وهاجموا اليهود كما تفعل النحلة· ولكن تفسير العهد القديم اختلف اليوم عما كان عليه بالأمس وقد مسحت هذه التفسيرات في الترجمة السويدية الجديدة التي ظهرت في العام ·2006 أورينت برس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©