الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الوطني الاتحادي»: رؤية القيادة منهج عمل ثابت وشامل

«الوطني الاتحادي»: رؤية القيادة منهج عمل ثابت وشامل
1 ديسمبر 2012
واكب المجلس الوطني الاتحادي الذي تزامن تأسيسه في 12 فبراير عام 1972 مع انطلاق مسيرة الاتحاد المباركة جميع مراحل البناء والتطور في الدولة كأحد السلطات الاتحادية التي نص عليها الدستور متسلحا بدعم القيادة الرشيدة ومشاركة المواطنين تعزيزا لدوره وتمكينه من ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية لتحقيق المزيد من الإنجازات التي ينعكس أثرها الإيجابي على الوطن والمواطنين. وتحل الذكرى الحادية والأربعون لتأسيس الإمارات العربية المتحدة، وقد تحقق من الإنجازات ما ارتقى بمكانتها إلى مصاف الدول المتقدمة، وذلك بجهود مخلصة قادها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسون رحمهم الله، الذين عملوا على تأسيس مسيرة تتوافق في أهدافها مع قيمنا الوطنية وثوابتنا الأصلية وعلى هذا النهج تتواصل المسيرة للوصول إلى التقدم والازدهار في مختلف المجالات. والمتابع لأداء المجلس الوطني الاتحادي في فصوله التشريعية الخمسة عشر يلحظ اهتماما وتركيزاً متميزاً على الشأن الوطني يتناول كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والاستفادة المدروسة من الدور السياسي للمجلس في حمل قضايا الوطن وطرحها والدفاع عنها وحشد التأييد لها في الفعاليات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية. وشارك المجلس في مسيرة الاتحاد المباركة، مجسدا رؤية مؤسسيه وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عبر آليات واكبت المستجدات والتطورات التي تشهدها الدولة، وإطلاق طاقات الشباب وتأسيس منظومة تشريعية وقانونية تعزز فاعلية عمل مختلف مؤسسات الدولة وتشجع الاستثمار في مجالات التنمية البشرية وتطوير آليات مشاركة أبناء وبنات الإمارات في هذه المسيرة وتمكينهم من العمل في مختلف مواقع العطاء والبناء والنماء. مجتمع الكرامة يدرك المجلس طبيعة اختصاصاته الدستورية والتشريعية والرقابية والسياسية والدور الذي سيقوم به في تحقيق المشاركة الأساسية وتحقيق آمال شعب الإمارات نحو إقامة مجتمع الكرامة والرفاهية وذلك من خلال تركيزه على بناء دولة الاتحاد وتأكيده على هذا النهج وترسيخه، لاسيما أن هذا الدور هو محط اهتمام القيادة التي كان بناء دولة الاتحاد والانتقال بمواطنيها من مرحلة إلى أخرى يحظى بأهمية كبرى وهو ما عكس إيمان القيادة بأهمية دور المجلس بصفته صوت الشعب والمعبر عن طموحاته وتطلعاته. ودأب المجلس على تلمس احتياجات المواطنين وطرح ومناقشة جميع القضايا التي لها مساس مباشر بحياتهم والاهتمام بها بالتعاون مع السلطات الأخرى في الدولة، ويحرص على تنفيذ رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لما سيكون عليه الدور المنوط بأعضائه حيث قال سموه “إن عضوية المجلس الوطني الاتحادي على شرفها وسمو مكانتها إلا أنها ما كانت يوماً مجرد تشريف وإنما هي “تكليف” و”مسؤولية” و”بذل” و”عطاء” وعمل مستمر يقود المجتمع نحو التقدم ويحرك مكامن القوة فيه استكمالاً للمسيرة وتأسيساً لنهضة تطلق العنان لطاقات المجتمع وتحفزه لعمل خلاقٍ مبدعٍ. فليكن قيامكم بالواجب بحجم تطلعات الوطن”. مسيرة الاتحاد وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة، رفع معالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي أصدق مشاعر التهنئة والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإلى أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وإلى كل شعب الإمارات والمقيمين على أرضها. وقال معاليه، إن ما وصلت له الإمارات من تقدم وتطور هو ثمرة من ثمار مسيرة الاتحاد التي بدأها الآباء المؤسسون بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” الذي عمل وإخوانه حكام الإمارات منذ بداية الاتحاد بنهج عز نظيره يقوم على التشاور مع أبناء الشعب وإشراكهم في صياغة مستقبل بلادهم وذلك إيمانا من القيادة بأن المشاركة السياسية وتمكين المواطنين من العمل في مختلف القطاعات جزء لا يتجزأ من تقدم الدولة والتنمية الشاملة التي تعيشها. صياغة التشريعات وأكد أن المجلس الوطني الاتحادي واكب مسيرة البناء والتطور والنهضة التي عاشتها الدولة بمختلف القطاعات من خلال ممارسته لاختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية وساهم في صياغة التشريعات منذ بدايات الدولة .. فللمجلس دور فاعل ومشارك بكل ما وصلت له الدولة من تقدم ورقي وما تحظى به من تشريعات متقدمة تحمي الحريات والممتلكات الأمر الذي وفر بيئة آمنة تستقطب السياح والمستثمرين من مختلف بقاع العالم. وأكد أن شعار “روح الاتحاد” الذي اعتمدته اللجنة العليا لاحتفالات اليوم الوطني ليكون الشعار الرسمي لاحتفالات هذا العام يحمل قيم الوفاء والعرفان لقيادات الدولة التاريخية التي وضعت أسس دولة الاتحاد وركائزها. حب الوطن وأضاف: إننا إذ نحتفل بهذه الذكرى العطرة لنستشعر أهمية العمل على غرس حب الوطن في نفوس النشء وتعزيز وتنمية مشاعر الانتماء لهذه الأرض الطيبة في نفوس أبنائها وتحفيزهم على البناء والتطوير والابتكار ومواكبة كل أشكال التقدم والتطور مؤكدا أن الإمارات تقدم نموذجا متميزا ورائدا في التفاعل المستمر والخلاق بين القيادة والشعب وتضع القيادة الحكيمة المواطن في قمة أولوياتها ولا تتوقف عن العمل والمبادرة من أجل رفع مستواه وتمكينه على المستويات كافة. ودعا المولى عز وجل أن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على بلادنا مجددا في الوقت ذاته العهد والولاء لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” الذي أصبحت الإمارات بقيادته الحكيمة نبعا للعطاء وعنواناً للمجد وواحة للأمن والأمان والبناء والتقدم. وقد حرص المغفور له الشيخ زايد على أن تأخذ الدولة مكانتها المرموقة بين الأمم من خلال بناء جميع مؤسساتها تعزيزاً لمسيرة الاتحاد وترسيخاً لشعور الوحدة والانتماء لوطن واحد معطاء يتفانى أبناؤه في خدمته لتبقى مكانته الراسخة بين الشعوب. الدستور المؤقت وتحقيقا لهذا الحلم آمن الشيخ زايد بأن بناء الدولة لا يتحقق إلا بمشاركة المواطنين في صنع القرار، تم إعلان الدستور المؤقت للدولة الذي نص في مادته 45 على أن المجلس الوطني الاتحادي هو السلطة الاتحادية الرابعة من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور وهي: “المجلس الأعلى للاتحاد، ورئيس الاتحاد، ونائبه، ومجلس وزراء الاتحاد، والمجلس الوطني الاتحادي، والقضاء الاتحادي”. وكان للدعم اللامحدود الذي أولاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه أصحاب السمو الحكام لأعمال المجلس وحرصهم على عقد أولى جلساته بعد فترة وجيزة من إعلان قيام دولة الإمارات الأثر الكبير في تمكين المجلس من أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية، فضلا عن حرصهم على حضور افتتاح الفصول التشريعية المتعاقبة منذ أول جلسة للمجلس في 12 فبراير 1972 لدعم أركان الاتحاد وتقويته وتحقيق المكاسب الفريدة للشعب ورفع اسم دولة الإمارات شامخاً عالياً عربياً ودولياً. محطة بارزة شكل خطاب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لافتتاح أول فصل تشريعي محطة بارزة في مسيرة عمل المجلس، وفي طبيعة الدور والمهام والنشاط الذي سيقوم به لتحقيق المشاركة الأساسية في عملية البناء وفي بناء مستقبل مشرق وزاهر من خلال تحقيق آمال شعب الإمارات نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية حيث خاطب المغفور له أعضاء المجلس بقوله “إخواني الأعضاء المحترمين في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر، فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها وبوطنها وبتراثها تتطلع إليكم واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية”. مسيرة المجلس شهدت مسيرة المجلس الوطني الاتحادي منذ تسلم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله سلطاته الدستورية الاتحادية رئيسا للدولة في الثالث من نوفمبر 2004م نقلة نوعية تفعيلا لدوره لتمكينه من ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية ليكون أكثر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين تترسّخ من خلاله قيم المشاركة الحقة ونهج الشورى والديمقراطية. وتستهدف عملية التمكين بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة المواطن في شتى مواقع العمل لتمكينه من القيام بدوره على أفضل وجه في خدمة مسيرة التنمية والبناء في دولة الإمارات حيث حظي العمل البرلماني في عهد سموه برعاية واهتمام وتوجيه ترجمة للبرنامج السياسي الذي أطلقه عام 2005م وما تضمنه من تنظيم انتخابات لنصف أعضاء المجلس عامي 2006م و2011م وتعديل دستوري رقم “1” لسنة 2009، ومشاركة المرأة ناخبة وعضوة على مدى فصلين تشريعيين “الرابع عشر والخامس عشر الحالي” وتوسيع القاعدة الانتخابية لتمكين المواطنين من المشاركة في عملية صنع القرار. مستقبل دولة تقوم رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على أن التحول عندما يكون جوهريا وهيكليا ومرتبطا بمصير أمة ومستقبل دولة فهو لا يحتمل التسرع أو حرق المراحل ولا بد أن يجري ـ مثلما هي سمة الحياة ـ مدروسا ومتدرجا ومنسجما مع طبيعة المجتمع وخصوصيته واتجاهاته وطموحاته للمستقبل وواقع تركيبته السكانية. وعلى هذا النهج المتدرج ولتحقيق مشاركة أوسع وأكثر فاعلية لأبناء الوطن جميعا رجالا ونساء في عملية البناء والتنمية لترسيخ المكاسب والإنجازات التي حققتها الدولة، أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في خطابه بمناسبة اليوم الوطني عام 2005م “أننا سنتقدم إلى المجلس الوطني الاتحادي في دورته القادمة باقتراح إجراء تعديلات على دستور دولة الإمارات العربية المتحدة تستهدف تفعيل دور المجلس وتعزيز صلاحياته لمواكبة متطلبات المرحلة القادمة”. خطوة متقدمة ويعد إقرار المجلس الأعلى للاتحاد خلال اجتماعه في الثاني من ديسمبر عام 2008م برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مشروعا بالتعديلات في بعض مواد الدستور بشأن المجلس الوطني الاتحادي خطوة متقدمة من البرنامج السياسي لصاحب السمو رئيس الدولة في تمكين المجلس وتعزيز دوره وتعزيز الحياة الديمقراطية والمشاركة السياسية. واستطاعت هذه التجربة أن تعطي نموذجا خاصا في الممارسة الديمقراطية حيث تميزت مسيرة المشاركة والعمل البرلماني بالوعي كونها نابعة من خصوصية وظروف واحتياجات الإمارات الأمر الذي تجسد بوضوح بمدى حجم الإنجاز الذي تحقق على صعيد ممارسة المجلس لصلاحياته واختصاصاته فكان الفصل التشريعي الرابع عشر أول مجلس يأتي نصف أعضائه بالانتخاب وبمشاركة المرأة عضوة وناخبة. مرحلة جديدة دخلت الإمارات مع بدء أعمال الفصل التشريعي الخامس عشر مرحلة جديدة في مسيرة العمل الوطني بتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الانتخابات التشريعية التي أجريت في الـ 24 من شهر سبتمبر 2011م لاختيار نصف أعضاء المجلس حيث جرت زيادة عدد أعضاء الهيئة الانتخابية ليصبح 300 ضعف عدد المقاعد المخصصة لكل إمارة في المجلس كحد أدنى بعد أن كان هذا العدد 100 ضعف في أول تجربة انتخابية عام 2006. وحازت ابنة الإمارات، دورها الطبيعي في المشاركة في عملية البناء والتنمية منذ تأسيس الدولة حيث آمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بقدرات المرأة وأهمية دورها كشريكة للرجل في بناء الوطن فقدم لها الدعم منذ البداية وتعددت إنجازاتها وتقلدت حقائب وزارية وحصلت على عضوية المجلس الوطني الاتحادي ومثلت بلادها كسفيرة في الخارج كما سجلت حضورها في السلك القضائي وساهمت مع الرجل في مسيرة البناء في مختلف مجالات الحياة. ويقود صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، مسيرة تمكين المرأة لتتبوأ أعلى المناصب في المجالات كافة مستكملاً خطة الدولة الاستراتيجية التي استهدفت المرأة في بدايات تأسيس الدولة وركزت في حينها على تعليمها وتمكينها بوصفها مربية الأجيال والشريك الفاعل في عملية البناء والتنمية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©