إعداد ـ أنور إبراهيم:
يبدو أن ساحر الكرة الفرنسية الكبير ميشيل بلاتيني الرئيس الجديد للاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد عقد العزم على إصلاح الكرة العالمية من خلال رئاسته لهذا الاتحاد ومصمم على فتح كل الملفات الساخنة كالتحكيم والعنف في الملاعب والعنصرية وتحديد عدد الفرق المشاركة من كل دولة في دوري الأبطال الأوروبي وغيرها من القضايا التي تهم الكرة العالمية عموماً والأوروبية على وجه الخصوص·
ست صفحات كاملة في مجلة ''فرانس فوتبول'' ونصف صفحة في صحيفة ''ليكيب'' كان حديث هذا النجم الكروي الكبير عن طموحاته وآماله وأولوياته من أجل صالح كرة القدم وايضاً فلسفته في العمل بعد ما يقرب من أربع أشهر على توليه منصبه الذي يشغله رسمياً منذ 31 يناير الماضي·
في البداية أكد بلاتيني انه لم يأت على رأس هذه الهيئة الكروية الكبرى لكي يقاتل أحداً، وانما هو يقود حملة وفاز بناءً على برنامج محدد سيسعى الى تطبيقه بهدوء مشيراً إلى أنه لا يعرف ما الذي تعتقده الناس بالنسبة للإدارة ولكنه يحب ما يفعله من أجل كرة القدم·
ورداً على سؤال حول ما وجده عندما تولى الرئاسة قال بلاتيني: وجدت انهم لم يكن لديهم رئيس اتحاد طوال 17 سنة وان المدير العام للاتحاد هو الذي يدير ويفعل كل شيء·· وجدت اتحاداً منزوياً ومنغلقاً على نفسه ويخاف من الفيفا ومن مجموعة الـ''·''14
واستطرد قائلاً: لم يكن الاتحاد منفتحاً على العالم وانا أريد ان أجعله منفتحاً على أسرة كرة القدم العالمية كلها·
وعن سلفه لينارت يوهانسون واخباره قال بلاتيني كان في البداية يعاني من الضيق ولكنه الآن افضل وهو رئيس شرفي ويحضر اجتماعات اللجنة التنفيذية ولقد قال لي: سأكون موالياً ومخلصاً لك فأنت الرئيس الحالي وعلى أية حال فإن طبيعتي ان تجمع ولا تفرق وهكذا كنت - والكلام على لسان بلاتيني - طوال مشواري كلاعب أو كمسؤول إداري أو فني·
وفيما يتعلق بأول ملف يشغله في عمله قال بلاتيني أركز على تغيير لوائح الاتحاد حتى وان كنت أعلم ان الناس لها اهتمامات أكثر بالملفات الأخرى·· فقد يبدو العنف في الملاعب مسألة أهم ولكنني أرى ان تشكيل المجلس الاستراتيجي هو الشيء الأكثر أهمية اليوم للاتحاد ولكرة القدم·
وعندما سئل عن هدف هذا المجلس الاستراتيجي قال: إن المؤتمر الطارئ للاتحاد والذي سيعقد يوم 28 مايو الجاري في زيوريخ هو الذي سيقرر انشاء هذا المجلس وهو سيجمع كل عناصر كرة القدم ''4 نواب لرئيس الاتحاد و4 ممثلين للأندية و4 لاعبين و4 يمثلون بطولات الدوري'' وسيكونون جميعاً بالانتخاب كما ستمنح صلاحيات أكبر لرؤساء اللجان بل إن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ''يقصد نفسه'' سيصبح رئيساً تنفيذياً ولهذا أنوي ان اصبح رئيساً بأجر وسيتم طرح كل ذلك خلال المؤتمر الطارئ ولا أستبعد الغاء منصب ''الرئيس التنفيذي'' الذي كان موجوداً من قبل وسيحل محله منصب ''سكرتير عام'' يتولى الإدارة داخل الاتحاد·
وعن اختصاصات المجلس الاستراتيجي الذي تحدث عنه ودوره المحدد قال بلاتيني: سيوجه بوصلة كرة قدم المستقبل ومع ذلك ستبقى اللجنة التنفيذية التي سيزيد عددها من 13 الى 15 عضواً بخلاف الرئيس اعتباراً من عام 2009 هي صاحبة الكلمة الاخيرة في الموضوعات والقضايا التي سيبحثها هذا المجلس ومنها كل مشاكل كرة القدم المحترفين من انتقالات وجداول مباريات وتدريب·· الخ·
وعن الحوار مع مؤسسات الاتحاد الاقتصادي الأوروبي قال كرة القدم ليست فوق القوانين ولكن ينبغي ان نعترف بأن لها طبيعة خاصة متميزة وسوف أقاتل من أجل الحفاظ على هذه الطبيعة المتميزة، صحيح ان الويفا لا يمكنه ان يفرض شيئاً ولكننا نملك فقط وسيلة الاقناع ونسير على الطريق الصحيح·
وعن علاقة اتحاده بالفيفا قال بلاتيني ينبغي على رئيسي الفيفا والويفا ان ينفتحا على بعضهما بعضاً لا ان ينغلقا ونحن لا نسعى لاحتلال مكان الفيفا·· واذا كان الفيفا يتناول ملفاً ما فعلينا ان نأخذ اجازة ''قالها وهو يضحك''·
ولأن بلاتيني بحكم رئاسته للاتحاد الأوروبي لكرة القدم قد أصبح رسمياً ايضاً نائباً لرئيس الاتحاد الدولي ''فيفا'' فقد سئل عما يمثله ذلك بالنسبة له فقال: ليس عندي الوقت لكي أمارس عملي كنائب رئيس للفيفا، ولكنني على أي حال أهتم بلجنة الحكام وعلى فكرة التحكيم يتبع الفيفا·
''وبمناسبة ذكر التحكيم سئل بلاتيني عن أفكاره فيما يتعلق بهذا العنصر المهم من عناصر اللعبة وكيف يحسنه'' فقال أرى انه من الأفضل زيادة عدد الحكام في كل مباراة لأن ثلاثة حكام فقط هم ''حكم ميدان وحاملا راية'' عدد لا يكفي لأنه لا يمكنهم ان يروا كل شيء·
واستطرد قائلاً اقترح زيادة حكمين آخرين على ان يكون سن كل منهما أكثر من 45 سنة لأنهما لن يكونا في حاجة الى الجري لأن كل منهما سيبقى عند منطقة مرمى كل فريق·
وتعليقاً على هذا الاقتراح قال بلاتيني نريد ان نظهر للعالم كله اننا ضد الظلم واننا نسعى الى تقليل الأخطاء·
ولكن شبكات التليفزيون تواصل محاولتها لاستخدام الفيديو في التحكيم وانت ما زلت تعارض بشدة لماذا؟ هكذا سئل بلاتيني فقال شبكات التليفزيون تريد ان تتحكم في التحكيم·
وعن اهتماماته الرياضية الاخرى قال بلاتيني هناك ايضاً العنف في الملاعب والعنصرية وسوف أكون متشدداً جداً في هذا الصدد صحيح ان لجنة التأديب مستقلة الا انها تتلقى تعليمات من اللجنة التنفيذية للويفا ولا يمكن ان نحارب العنف خارج الملاعب من دون ان نكافحه داخلها وتحديداً داخل أرض الملعب ولن نغفر شيئاً ولن تأخذها شفقة بأي من اللاعبين أو المسؤولين·
ولأن اصلاح النظام الحالي لدوري الابطال الأوروبي كان إحدى المسائل الأساسية في برنامجه الانتخابي فقد سئل عن رأيه حالياً فقال الأمر لا يتعلق باصلاح وانما باعادة توازن وفلسفتي هنا تتمثل في ان بطل الدوري في دولة صغيرة افضل من رابع الدوري في بطولة دورى كبرى·· وفي شهر يونيه المقبل سيتم تقديم مشروع اقتراح بإعادة التوازن الى اللجنة التنفيذية ثم يعرض على المجلس الاستراتيجي ''إذا ما تمت الموافقة على اللوائح الجديدة'' حيث سيعقد هذا المجلس أول اجتماع له في موناكو خلال شهر أغسطس المقبل بمناسبة مباراة كأس السوبر الاوروبية والقرار النهائي على أي حال فيما يتعلق بهذا الموضوع سيتخذ في سبتمبر المقبل في استانبول·
الطريف ان بلاتيني عزا وصول ثلاثة أندية انجليزية الى الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي وثلاثة أندية اسبانية الى نفس الدور في كأس الاتحاد الأوروبي الى مجرد المصادفة وليس أي شيء آخر، وقال اعادة التوازن لن تحول حتى من دون تكرار حدوث ذلك·
وعما اذا كان يرى ان اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكر القدم قد اتخذت الاختيار الصحيح عندما منحت بولندا وأوكرانيا تنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية 2012 على الرغم من أن ايطاليا كانت هي المرشحة الأكثر قوة قال بلاتيني: لقد اختارت اللجنة ونحن سجلنا ذلك وقالت اللجنة ان المرشحين الثلاثة يمكنهم تنظيم البطولة·· وقد يتصور البعض ان اصولي الايطالية قد تدفعني الى الضغط من أجل فوز ايطاليا ولكني أؤكد ان التصويت كان ديمقراطياً·
وعن رأيه في احتمالات زيادة عدد الفرق المشاركة في الأمم المتحدة الى 24 فريقاً بدلاً من 16 فريقاً بعد بطولة ،2012 قال بلاتيني انا لا أؤيد زيادة عدد الفرق الى هذا الرقم لأنه يؤثر بالسلب على تصفيات البطولة نفسها ومع ذلك لو ثبت لنا بعد الدراسة المستفيضة ان زيادة العدد الى 24 فريقاً سيكون أفضل فسوف نفعل·
وبعيداً عن هموم الاتحاد الاوروبي وقضاياه الشائكة سئل بلاتيني: لقد لعبت المباراة الأخيرة في مشوارك الكروي منذ عشرين سنة وتحديداً يوم 17 مايو 1987 فلو كان أحد قد تنبأ لك وقتها بأنك ستصبح بعد عشرين سنة رئيساً للاتحاد الأوروبي فماذا كنت ستقول له؟ أجاب قائلاً: يا لها من سعادة غامرة وقتها لو سمعت ذلك ولكنني أؤكد ان حياتي تغيرت فعلاً عندما قلت انني سأتولى المشاركة في رئاسة اللجنة المنظمة لكأس العالم 1998 في الوقت الذي تلقيت فيه ''شيكاً على بياض'' من نادي ريال مدريد الاسباني للعب في صفوفه·· لقد اخترت طريقي وكل شيء توالى بعد ذلك·· عملت مع الفيفا وتعرفت إلى بلاتر وها أنا أصبحت رئيساً للاتحاد الأوروبي وأكد بلاتيني انه لم يندم مطلقاً على اختياره وقال: انه مصير جميل حقاً·
عدد اليوم
