أبوظبي (الاتحاد) - توقعت “القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014”، التي تستضيفها “مصدر” في أبوظبي، مشاركة كبيرة من الصين البلد الأكثر نشاطاً في قطاع الطاقة المتجددة في العالم في دورة هذا العام، حيث تم حجز 10% من صافي مساحة المعرض الخاص بالحدث للشركات الصينية، حيث سجلت حتى الآن 40 شركة. وسوف يضم الحدث شركات تمثل 40 دولة بما فيها الصين.
وسوف تستضيف “القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014” مجدداً جناحاً صينياً خاصاً، حيث من المتوقع استقبال المئات من الزوار الصينيين المتخصصين، بما يفوق عددهم في الدورة السابقة عام 2013 والبالغ 523 شخصاً.
وتمتلك الصين أكبر إمدادات للطاقة المتجددة في العالم بقدرة 90 جيجا واط، أي حوالي 20% من الإجمالي العالمي البالغ 480 جيجا واط، وذلك وفقاً لأحدث تقرير عن الحالة العالمية الصادر عن “مجموعة مناصرة الطاقة المتجددة” “REN21” في وقت سابق من العام الجاري.
وقال ناجي الحداد، مدير معرض “القمة العالمية لطاقة المستقبل”: “تواصل الاستثمارات الصينية في الطاقة المتجددة زخمها السريع، وسوف تظهر مزايا هذا الالتزام لزوار المعرض والموفدين إلى المؤتمر في “القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014”.
وأضاف: “تحظى الصين بخبرة لا مثيل لها في زيادة طاقتها الإنتاجية الملحوظة في مختلف مصادر الطاقة المتجددة بحيث لا يقتصر ذلك على الطاقة الشمسية فقط. ولا شك أن هذه الخبرة سوف تشكل ميزة كبيرة لواضعي الخطط والسياسات في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تسعى هذه الدول إلى تحقيق سلسلة من الأهداف الطموحة لنشر واعتماد الطاقة المتجددة في الأعوام المقبلة”.
وكانت الصين قد خصصت في خطتها الخمسية (2011-2015) الثانية عشرة مبلغ 294 مليار دولار لمشاريع الطاقة المتجددة الداخلية، و376 مليار دولار للاستثمار في تقنيات كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية.
وتضم الشركات الصينية التي أكدت مشاركتها في “القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014”، عدداً من الشركات الرائدة العاملة في مجال تصنيع الوحدات الكهروضوئية الشمسية وطاقة الرياح، مثل “هانرجي هولدينج”، و”صن تك”، و”ينجلي سولار”، و”جيه إيه سولار”، و”تيل صن”، و”جينكو سولار”. وترى هذه الشركات في الحدث بوابة لعقد شراكات الأعمال المحتملة عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بدوره، قال ليانشينج مياو، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “ينجلي جرين إنرجي”: “بوصفنا واحدة من كبريات الشركات المصنعة للوحدات الكهروضوئية المتكاملة في العالم، فإنه يسرنا أن نعرض منتجاتنا في “القمة العالمية لطاقة المستقبل”، التي تعد واحدة من المؤتمرات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة”.
وأضاف: “لقد برزت منطقة الشرق الأوسط كسوق رئيسية للنمو بالنسبة للوحدات الكهروضوئية الشمسية، حيث فاقت مبيعاتنا مؤخراً في الأردن 1 ميجا واط. ونتطلع إلى تعزيز حضورنا في أنحاء المنطقة، وإلى تعميق شراكاتنا مع الأطراف المعنية الرئيسية العاملة في القطاع من خلال مشاركتنا في القمة”.
من جانبه، قال أرتورو هيريرو، رئيس الاستدامة ورئيس الأسواق الناشئة في شركة “جينكو سولار”، التي ستشارك في “القمة العالمية لطاقة المستقبل” للعام الخامس على التوالي في يناير المقبل: “في أي سوق جديدة هنالك خبرة محلية محدودة بين المطورين والشركات العاملة في هندسة وشراء وإنشاء الوحدات الكهروضوئية، وبالتالي هنالك فرصة كبيرة للتعاون بين الشركات المحلية ومثيلاتها العالمية من خلال الخبرة والمعرفة المكتسبة من العمل في بلدان أكثر تطوراً. ولا شك أننا نرى مقومات جيدة لنقل المعرفة في «القمة العالمية لطاقة المستقبل» المقبلة في أبوظبي”.
وقال ناجي الحداد: “ستشكل الطاقة الشمسية محور مؤتمرنا ومعرضنا المقبلين، لكننا سوف نناقش زيادة التكامل بين التقنيات لتعزيز حصة مجالات الطاقة المتجددة في الاستهلاك النهائي للطاقة، وتعظيم احتياطياتها. وتعد الصين من البلدان الرائدة في طاقة الرياح، التي ستشكل موضوع النقاش في اليوم الثاني من جدول أعمال المؤتمر، وتحظى بأكبر قدر من مشاريع الطاقة في العالم في مجال التدفئة الحرارية والتبريد عن طريق الطاقة الشمسية، ولا شك أنها من الموضوعات الرئيسية في إطار السعي لخفض الانبعاثات الكربونية وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية”.
وفيما تقوم دول الخليج بوضع أهداف محددة لإنتاج الطاقة المتجددة، أصبح ميل المنطقة لأنواع الطاقة المتجددة يزيد الطلب على التقنيات والمهارات اللازمة في هذا الشأن من كافة أنحاء العالم، ولم يعد ذلك مقصوراً على الأسواق التقليدية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
وقد تعهدت المملكة العربية السعودية بتركيب إمدادات للطاقة المتجددة بقدرة 54 جيجا واط بحلول 2032، منها 16 جيجا واط من المتوقع أن تأتي من الوحدات الكهروضوئية الشمسية، و25 جيجا واط من الطاقة الشمسية المركزة، و9 جيجا واط من الرياح. وسوف يتم الترويج للتعاون المشترك بين الصين والأسواق الناشئة في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، خلال إحدى الفعاليات الخاصة التي تقام على هامش “القمة العالمية لطاقة المستقبل” بين اتحاد صناعات الطاقة المتجددة الصينية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا” التي يقع مقرها في أبوظبي.
وتستقبل فعالية “يوم الصين”، المفتوحة للتسجيل أمام زوار “القمة العالمية لطاقة المستقبل”، ممثلين على مستوى الوزراء من الحكومة الصينية، ومتحدثين ضيوفاً من مؤسسات رائدة.
وكانت دورة العام الماضي من “القمة العالمية لطاقة المستقبل” قد استقبلت ما يزيد على 26 ألف شخص و650 شركة عارضة من 40 دولة.
تعقد “القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014”، التي تستضيفها “مصدر”، شركة الطاقة المتجددة في أبوظبي، في الفترة من 20-22 يناير في أبوظبي. وتمثل الدورة السابعة للقمة الحدث الرئيسي في “أسبوع أبوظبي للاستدامة”، المنصة العالمية التي تستعرض التحديات التي تؤثر في عملية الإسراع بوتيرة نشر واعتماد التنمية المستدامة والطاقة المتجددة.
وسوف تعقد “القمة العالمية لطاقة المستقبل” بالتزامن مع الدورة الثانية لـ”القمة العالمية للمياه”، والدورة الأولى لافتتاح معرض “إيكو ويست” الذي تستضيفه “مصدر” أيضاً.
عدد اليوم
