الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما يتعهد للمالكي بشراكة أميركية عراقية قوية ودائمة

أوباما يتعهد للمالكي بشراكة أميركية عراقية قوية ودائمة
13 ديسمبر 2011 00:15
أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما امس أن الولايات المتحدة ستبقى شريكا قويا ودائما للعراق بعد انسحاب آخر جندي أميركي من هناك بحلول نهاية هذا الشهر، وقال في مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “بعد نحو تسعة أعوام حربنا في العراق تنتهي والجنود الاميركيون سيغادرون مرفوعي الرؤوس وبشرف”. معتبرا “أن التاريخ سيحكم على قرار اجتياح العراق العام 2003”. وجدد اوباما تحذيره من أي تدخل لدول أخرى في شؤون العراق، وقال “إن المالكي يتخذ قرارات تعتمد على مصالح العراق وليس ايران”، واضاف “في وقت نضع نهاية لهذا الحرب، وفي وقت يواجه العراق مستقبله، على العراقيين ان يعلموا انهم ليسوا بمفردهم..ان الولايات المتحدة شريك قوي ودائم لكم..نقيم شراكة مع العراق من أجل أمن المنطقة، وكما أن العراق وعد بعدم التدخل في شؤون دول أخرى، على الدول الاخرى الا تتدخل في الشؤون العراقية ويجب احترام سيادة العراق”. واشار اوباما الى ان بلاده طالبت ايران باستعادة طائرة الاستطلاع الاميركية من دون طيار التي اسقطتها الاسبوع الفائت. واذ رفض التعليق على ما اعتبره قضايا استخباراتية، قال “لقد طالبنا باستعادتها، وسنرى كيف سيرد الايرانيون على هذا الطلب”. بينما اعلن البيت الابيض أن ادارة اوباما ابلغت الكونجرس انها تعتزم بيع العراق 18 طائرة مقاتلة اضافية. من جهته، قدم المالكي الشكر للولايات المتحدة مع قرب انتهاء انسحاب القوات الاميركية من العراق، مشددا على ان الالتزام المشترك بين البلدين هو الذي انهى الحرب. وقال في المؤتمر “نقدم الشكر والتقدير على ما قدمتم والتزمتم”. واضاف مخاطبا الرئيس الاميركي “شكرا على أجواء الحوار الايجابي الذي جرى بيننا”، مضيفا “بالالتزام المشترك انهينا الحرب وبالالتزام المشترك تمت عملية انسحاب القوات الاميركية من العراق”. واعتبر أن هذا الانسحاب يؤشر على النجاح وليس كما اراد ان يصوره البعض سلبيا. وتابع المالكي “ان الاهداف التي وضعناها نصب اعيننا تحققت، فتحققت للعراق عملية سياسية بنهج ديموقراطي وتم اعتماد مبدأ الانتخابات والتداول السلمي للسلطة”. واضاف “لم يتصور أحد أننا سننجح في هزيمة القاعدة والارهاب، والعراق اصبح اليوم يعتمد على اجهزته الامنية في تثبيت أمنه نتيجة الخبرة التي حصل عليها”. وأكد أن العراق يبقى بحاجة الى التعاون مع الولايات المتحدة في القضايا الامنية والمعلومات ومكافحة الارهاب ومجال التدريب والتجهيز. واضاف “ان العراق يحتاج ايضا الى تعاون سياسي مع الولايات المتحدة يتعلق بالامور التي تهمنا من دون ان يشير اليها”. من جهته، أعرب رئيس القائمة العراقية إياد علاوي عن أمله في أن تسهم زيارة المالكي الحالية للولايات المتحدة في تعزيز مكانته وحل مشاكله. وقال “أتمنى من لقاء المالكي بأوباما أن يستثمر لتحقيق الخير للعراق ويعزز مكانته ويسهم في حل مشاكله”. وأضاف “أن حل مشكلة كركوك لابد أن يرتكز وفق ثلاثة مستويات الأول التنوع القومي في المدينة كونه عنصر قوة وليس ضعف والثاني أن كركوك لعبت عبر التاريخ دورا مميزا في بناء العراق عبر مكانتها وثرواتها والثالث أن تكون هناك حوارات بين الأحزاب والحركات السياسية ببغداد بالتنسيق مع ممثلي كركوك ومجلس وإدارة كركوك للعمل على استقرار الأوضاع فيها”. إلى ذلك، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوج راسموسن أمس انتهاء مهمته التدريبية في العراق في 31 ديسمبر، بعد رفض العراق منح الحصانة إلى عناصر الحلف. وقال في بيان “تعذر إيجاد اتفاق حول تمديد هذا البرنامج المكلل بالنجاح، بالرغم من المفاوضات المضنية” بين حلف شمال الأطلسي والسلطات العراقية. وأضاف أن “المهمة التي بدأت في 2004 بطلب من السلطات العراقية تكللت بالنجاح، يمكن لمدربينا أن يفخروا بما أنجزوه خلال السنوات السبع الماضية”. واستطرد “نحن مصممون على البناء على النجاح وروحية بعثتنا التدريبية من أجل تعزيز شراكتنا وعلاقاتنا السياسية مع العراق، كي نتمكن من مواصلة العمل سويا من أجل الاستقرار والسلام في المنطقة بما فيه مصلحة كل المجتمع الدولي”. وكان هذا الإعلان متوقعا بعد فشل المفاوضات التي بدأت في الأشهر الماضية. وكان الحلف الأطلسي أبلغ بغداد بالأمر الأسبوع الماضي حسب ما أعلن مستشار الأمن القومي العراقي فلاح الفياض أمس الأول. وأضاف الفياض “نأسف لأن حلف الناتو أوصى بسحب بعثته من العراق” موضحا أن بلاده كانت ترغب في أن تمدد حتى نهاية 2013. والاتفاق الحالي بين الأطلسي والحكومة العراقية ينص على أن يحاسب العسكريون والمدربون في الحلف أمام القضاء العسكري للحلف أو الدول الأعضاء فيه وليس أمام القضاء العسكري العراقي. ورفضت بغداد تمديد هذه الحصانة بعد 31 ديسمبر وانسحاب آخر الجنود الأميركيين. وكان الحلف الذي لم يشارك في اجتياح العراق في 2003 بسبب معارضة دول مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا، بدأ العام التالي مهمة تدريب لقوات الأمن العراقية بطلب من سلطات بغداد. وفي أواخر عام 2010 كان عدد بعثة الحلف الأطلسي بحدود 180 شخصا كانت إيطاليا أكبر المساهمين فيها. وقامت هذه البعثة بتدريب أكثر من خمسة آلاف جندي وعشرة آلاف شرطي وقدمت تجهيزات عسكرية تجاوزت قيمتها 115 مليون يورو بحسب الحلف الأطلسي. وفي شأن متصل ألمح أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي أمس إلى احتمال الموافقة على منح “حصانة جزئية” لقوات عسكرية أجنبية للعمل في العراق ابتداء من العام المقبل وهو أمر قد يكون من شأنه حل خلاف يحول دون إيجاد غطاء قانوني لبقاء قوات أجنبية في العراق بعد نهاية العام. وقال النجيفي حول مدى استعداد البرلمان لمنح قوات الحلف الأطلسي الحصانة الجزئية للعمل بدل عن القوات الأميركية في العراق “المشكلة في الحصانة”. وأضاف في مؤتمر صحفي إن “الحصانة الجزئية” قد توفر أرضية لحل وسط للحكومة العراقية في إجراء مفاوضاتها في هذا الشأن من أجل التوصل إلى “اتفاقية جديدة”. وتابع “لكن البرلمان لا يتوجه إلى منح حصانة قضائية كاملة لأي جندي أجنبي على أرض العراق.” من جهة ثانية أكد مسؤولون عراقيون وأميركيون أن القوات العراقية تبدو جاهزة لتولي زمام الأمن في الداخل، لكن تركيز جهودها على التصدي لأعمال العنف في البلاد خلف قصورا كبيرا في قدرتها على التصدي للأخطار الخارجية. وقال الفريق روبرت كاسلن، مدير مكتب التعاون الأمني في العراق، إن “القوات العراقية بنت على مدار السنوات الثماني الماضية قدرات تخولها التعامل مع التهديدات الداخلية”. لكنه استدرك أن”هذه القوات لم تبن بعد قدرة تخولها التعامل مع التهديدات الخارجية”. وأضاف أن “معظم عملنا يتناول التهديد الخارجي، وذلك بهدف تدريب القوات الأمنية العراقية على التعامل مع ذلك، كون هذه القوات ركزت جهودها أساسا على التهديدات الداخلية خلال السنوات الماضية”. ويبلغ عدد أفراد القوات الأمنية العراقية حاليا حوالي 930 ألفا، بينهم 650 ألف عنصر شرطة و280 ألف جندي، علما أن عدد عناصر القوة الجوية والبحرية يبلغ حوالي 10 آلاف مقاتل، بحسب أرقام حكومية. ميدانيا أصيب ستة أشخاص في حي الغزالية غرب بغداد أمس بانفجار قنبلتين مزروعتين على الطريق في تتابع. وفي الموصل بمحافظة نينوى قتل مسلحون يستقلون سيارة مسرعة شرطي مرور أمام منزله.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©