أمين الدوبلي (أبوظبي)- رغم البداية المتعثرة للعين في لقائه مع الشارقة مساء أمس الأول، في دور الـ 16 لبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، إلا أنه استعاد شخصية البطل في الشوط الثاني، وقدم واحداً من أقوى أشواطه في الموسم الحالي، لينتزع «الزعيم» فوزاً عريضاً قوامه أربعة أهداف مقابل هدف، تأهل به إلى ربع نهائي البطولة الأغلى، وأرضى جماهيره التي لا تقبل منه بأقل من هذا المستوى، ووجه إنذاراً للجميع سواء في دوري الخليج العربي أو الكأس بأنه في الطريق الصحيح للعودة.
شهدت المباراة 4 محطات مهمة أسهمت في عودة «البنفسج»، وأخرجت اللقاء بهذه النتيجة الكبيرة، في مقدمتها توقيت هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة قبل نهاية الشوط الأول، وكلمات الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة كرة القدم بنادي العين، بين الشوطين التي طالب فيها اللاعبين بالتركيز، والتفكير فقط في الفوز، وتجاهل كل ما حدث في ممر الخروج بين الشوطين، مؤكداً لهم أنه على ثقة بأنهم سوف يحسمون المواجهة لمصلحتهم، وأنهم يملكون القدرة على استعادة زمام المبادرة.
ويأتي المنعطف الأهم الذي لعب دوراً مهماً في سرعة انهيار «النحل» وتفوق «البنفسج»، ويتجسد في الفرصة الأكيدة التي تألق المدافع مهند العنزي في إبعادها من أمام ذي كارلوس مهاجم الشارقة في الدقيقة 49، وكانت كفيلة بعودة الشارقة إلى المقدمة من جديد، بعد أن تخطى المهاجم البرازيلي، الحارس خالد عيسى، وتمثلت المحطة الأخيرة في تفوق العين، واستسلام «الملك» تماماً في هدف «النيران الصديقة» الذي سجله البرازيلي راموس في مرماه من عرضية باستوس في الدقيقة 61.
وعن المباراة، قال الإسباني كيكي فلوريس، المدير الفني للعين، إنها جاءت صعبة على فريقه في الشوط الأول، وأنه واجه بعض المشاكل في البداية، بعد أن استقبل هدفاً في وقت مبكر، ويحسب للاعبي العين أن عودتهم جاءت قبل نهاية الشوط، عندما أدرك أسامواه جيان التعادل، مشيراً إلى أن «الزعيم» استعاد التوازن في الشوط الثاني، ونجح في تسجيل 3 أهداف مهمة، رغم ضغط الشارقة على اللاعبين.
وأضاف: «سر التحول في اللقاء، هو التركيز الذي تميز به الأداء في الشوط الثاني تحديداً، والتعاون في تكامل الأدوار، وتنظيم الأدوار الدفاعية والهجومية، من خلال الكلمات التي وجهناها إلى اللاعبين بين الشوطين، مما ساعد على التمركز السليم، والتحرك المنضبط بالكرة ودونها، ورغم الأداء الجيد في الشوط الثاني، إلا أن العين ما زال لم يقدم أفضل ما عنده، بمعنى أن القادم أحسن، لأن الحالة البدنية للاعبين في تحسن مستمر، وأقول لمحبي العين إننا نحتاج إلى شهرين ونصف الشهر، حتى يستطيع الفريق أن يقدم المتعة للجمهور على مدار الـ90 دقيقة، وأنا أحب الضغط على المنافس، والتحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، وامتلاك الكرة معظم الوقت، وكل هذه المعطيات تمثل عناصر الكرة الجميلة، ولا تتحقق إلا في ظل لياقة بدنية عالية، ونحن فيما سبق من لقاءات كانت نسبتنا في اللياقة البدنية المأمولة أحياناً 40%، وأخرى 50%، وسوف نصل قريباً إلى نسبة 70% وهي جدية، واعترف بأن اللاعبين يبذلون جهداً كبيراً في التدريبات، ولديهم الرغبة في تقديم أفضل المستويات.
وقال: أنا دائماً متفائل، وأعرف أن اللاعبين كانوا تحت الضغط في المرحلة الأخيرة، لأن العين فريق كبير، والجماهير لا ترضى إلا بالبطولات، وسوف تسهم المباراة في رفع معنويات اللاعبين وتحريرهم نسبياً من الضغوط، قبل أن نعود إلى دوري الخليج العربي، واعتبر أن الفوز بالأربعة على فريق بحجم وقوة الشارقة مؤشر جيد للفريق، إذا كان لعب بتركيز في شوط واحد، وسوف أستمر في العمل مع اللاعبين في أجواء أفضل الأيام المقبلة، وأستفيد من الحافز المعنوي، بعد هذا الفوز المهم، لنستعيد الثقة الكاملة.
وعن أحداث التوتر التي وقعت بين الشوطين وبدأت بالمشاجرة بين اللاعبين ذي كارلوس وإسماعيل أحمد، قال: إنها المرة الثانية في حياتي التي أتعرض فيها لهذا الموقف المؤسف، والأولى أثناء قيادتي فالنسيا في مباراته مع الإنتر في دوري الأبطال، وموقفي واضح من هذه الأمور الخارجة عن النص، واعتبرها تصرفات سيئة، لكنني أقدر للاعبي العين أنهم تعاملوا باحترافية في الشوط الثاني، ولم يتأثروا بتلك الأحداث على الإطلاق.
في السياق نفسه، تحدث مهند العنزي، صاحب أفضل إنقاذ في المباراة، وأسهم في تحويل سيناريو اللقاء لمصلحة فريقه بعد أن تصدى لأخطر هجمات «الملك» في الشوط الثاني، وقال: بالفعل كانت لحظة خطيرة، حيث أدركت أن ذي كارلوس سوف يحاول المرور من خالد عيسى، واتخذت المكان المناسب دون أن يراني في لحظة، وقبل أن يسدد في الشباك كنت الأقرب للكرة، وأخرجتها إلى ركنية، وبعدها سقطت على الأرض مصاباً لأن ذي كارلوس وقع على قدمي، ومن حسن الحظ أنه لم يرني إلا عندما مددت قدمي لإنقاذ الكرة، وأنا سعيد للغاية بهذا الفوز، لأنه أعاد الصحوة لفريقي، وسوف يكون قاعدة قوية للبناء عليها في المرحلة المقبلة.
وعن مباراة فريقه المقبلة مع الوصل في الكأس قال: أنا لا أفكر فيها الآن، وأركز فقط في مباراة الدوري المقبلة أمام الشعب، حيث إننا طوينا صفحة الشارقة، وحققنا الهدف من المباراة بالتأهل، وأمامنا شهر وثلاثة أيام قبل لقاء الوصل، وعلينا أن نفكر خلاله في كل مباراة على حدة، وأن يكون هدفنا الأساسي هو العودة إلى مستوانا المعروف، وأشكر زملائي اللاعبين على الجهد الكبير الذي بذلوه في المباراة، خصوصاً في الشوط الثاني.
تقريرا الحكم والمراقب يحددان العقوبات
أبوظبي (الاتحاد)- على ضوء الأحداث المثيرة التي وقعت في مباراة العين والشارقة، والتي جاء معظمها خارجاً عن النص، من المؤكد أن تقرير الحكم ومراقب المباراة يحدد نوع العقوبات التي يتم توقيعها على اللاعبين وفقاً لما تم رصده من سلوكيات غير مقبولة بين الشوطين، وأثناء الشوط الثاني، وخلال حالة الطرد، وسوف يقدم الحكم والمراقب تقريريهما اليوم إلى اتحاد الكرة، من أجل الاسترشاد بهما في تحديد نوع العقوبة الصادرة بشأن المخالفين، بما في ذلك عقوبة تأخر نزول العين إلى الملعب قبل بداية الشوط الثاني.
حماد: الفوز الكبير «بداية عودة»
أبوظبي (الاتحاد)- أبدى محمد عبيد حماد، مشرف الكرة بنادي العين، سعادته بالفوز الكبير الذي حققه فريقه على الشارقة وتأهله إلى ربع النهائي، وقال: بالنسبة لنا مباراة الشارقة كانت بداية لعودة الفريق إلى مستواه المعهود، وبكل تأكيد سيقدم اللاعبون الأفضل في المواجهات المقبلة، سواء في الدوري أو الكأس، وأن ما حدث بين اللاعبين عقب نهاية الشوط، عبارة عن «تلاسن» بين ذي كارلوس وإسماعيل أحمد، ثم تطور الأمر، ولا أريد أن أتحامل على اللاعب البرازيلي، فلا أحد يدري ماذا حدث بينهما، وأعتقد أن خالد عوض قام بجهد كبير من أجل الخروج من هذا الموقف بأقل الخسائر.
وأضاف: اللاعبين كانوا متوترين في غرفة الملابس عقب الواقعة، وأن الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس الإدارة وطالبهم بالهدوء والتركيز في المباراة، وساعد ذلك على أن الفريق حقق الفوز والتأهل إلى المرحلة المقبلة من البطولة.
خالد عيسى: «الصدمة» لم تمنعنا من الفوز
أبوظبي (الاتحاد)- أكد خالد عيسي، حارس فريق العين، أن الهدف المبكر الذي أحرزه الشارقة في مرماه لم يثنِ عزيمتهم للفوز بالمباراة، وقال: إن المواجهة تعني الكثير لنا، ولابد أن يعود الفريق إلى الطريق الصحيح، وأن اللقاء جاء قوياً، ونجحنا في تسجيل هدف التعادل في نهاية الشوط الأول، وحسمنا التأهل في الشوط الثاني، ونحن عازمون على أن نكمل بالمستوى نفسه في المباريات المقبلة ونتطور إلى الأفضل لنحقق آمال وتطلعات جماهيرنا.
ومن جانبه، أعرب هلال سعيد، قائد الفريق عن سعادته بالفوز، والتأهل إلى المرحلة المقبلة من البطولة وقال: المباراة جيدة وتمكنا من فرض أسلوبنا في اللقاء، رغم تقدم الشارقة بهدف في الدقائق الأولى، وعملنا على خطف بطاقة التأهل بقلب الطاولة لمصلحتنا في الشوط الثاني، بعد أن عادلنا النتيجة في نهاية الشوط الأول، ونتمنى أن تعود الثقة أكثر في الجولات المقبلة، وبكل تأكيد فإن العين سوف يصبح أكثر قوة، ويحتل مكانه الطبيعي.
عدد اليوم
