أكد مؤتمر الطاقة العربي العاشر أهمية إنشاء سوق عربية مشتركة للطاقة الكهربائية، وصولاً إلى الربط مع أوروبا، لافتاً إلى أن الربط الكهربائي الخليجي والإنجازات التي حققها حتى الآن يعتبر خطوة مهمة لإنجاز الربط الكهربائي العربي.
وعقد مؤتمر الطاقة العربي أمس، جلسة عمله الأولى في اليوم الختامي لبحث موضوع الربط الكهربائي بين الدول العربية، برئاسة الدكتور عبد اللطيف الحمد مدير عام الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد الحمد دعم الصندوق العربي لمشروعات الربط الكهربائي العربي، مشيدا بالخطوات التي تم تحقيقها في هذا المجال على مستوى المنطقة.
وقدمت جميلة مطر مدير إدارة الطاقة في جامعة الدول العربية، دراسة حول الربط الكهربائي العربي الشامل تناولت فيها مشروعات الربط الكهربائي العربي في محاولة لربط ما يجري في هذا القطاع من تطور وإمكانية إنشاء سوق عربية للكهرباء، مشيرة إلى ارتفاع الطاقة الكهربائية المنتجة عربياً إلى 967,1 تيراوات ساعة، بزيادة نسبية تقدر بنحو 18,7% مقارنة بعام 2010 التي بلغت 814,3 تيراوات ساعة، وبزيادة نسبية تقدر بنحو 31,6% مقارنةً بعام 2008 حيث كانت 722,6 تيراوات ساعة.
وتطرقت الدراسة إلى علاقة الغاز الطبيعي بإنتاج الكهرباء، وضرورة التكامل فيما بينهما والنتائج المحدثة في هذا الشأن، وقدمت عرضا لقرارات القمم العربية المتعلقة بمشاريع الربط الكهربائي ودعوتها لإنشاء سوق عربية للطاقة.
وسلطت جميلة مطر الضوء على المشروعات القائمة والمستقبلية لربط المنظومات العربية بعضها ببعض، بجانب الإمكانات المتاحة للدول العربية للانخراط في سوق عربية، ومن ثم عالمية لتجارة الكهرباء، مع الإشارة إلى دور المجلس الوزاري العربي للكهرباء في هذا الصدد والجهد المشترك الذي قام به بالتعاون مع البنك الدولي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضحت أنه تم خلال العشرين عاما الماضية تحقيق الكثير من الإنجازات في مجال الربط الكهربائي العربي، وعرضت في هذا الصدد الكثير من المشروعات التي تم تمويلها من قبل الصندوق العربي والجهات الممولة الأخرى للوصول إلى سوق عربية مشتركة للكهرباء والغاز في عام 2020، وقالت إن الربط الكهربائي العربي يعتبر أحد أهم المشروعات التكاملية العربي، ويشكل جانباً مضيئاً في مسيرة العمل العربي المشترك، مضيفه أن هذا الموضوع حظي باهتمام القادة العرب خلال القمم العربية.
وأشارت الدراسة إلى أهم مؤشرات الطاقة الكهربائية وتوقعات الطلب حتى عام 2030 في ضوء ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية في العالم العربي بفعل النمو السكاني، مؤكدة أن الربط الكهربائي العربي يشكل أحد أهم الوسائل الاقتصادية لتعزيز التنمية، وضمان وصول الكهرباء للمواطن العربي.
ولفتت مطر في دراستها إلى التحديات التي تواجه الربط الكهربائي العربي، ومنها، تنوع مصادر الطاقة في الوطن العربي، من نفط وغاز طبيعي، والاختلاف اليومي والفصلي والسنوي في الطلب على الطاقة بين الدول العربية، وتفاوت أوقات الحمل الأقصى على مستوى الأقطار العربية.
وقالت «أولت الدول العربية اهتماما كبيرا لموضوع الربط الكهربائي منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وذلك من منطلق إدراكها للعوائد الاقتصادية والفنية التي تعود على الدول العربية، من خلال ربط شبكاتها الكهربائية والمتمثلة بشكل أساسي في تقليل حجم الاستثمار في قطاع توليد الطاقة الكهربائية نتيجة لتقليل الاحتياطي في محطات التوليد الكهربائية لكل دولة والاستفادة من اختلاف أوقات الذروة واختلاف التوقيت بما يسمح بزيادة القدرة الممكن تبادلها بين الشبكات المرتبطة، وزيادة كفاءة الأنظمة الكهربائية واعتماديتها بتقديم الدعم في حالات الطوارئ، واستغلال شبكات الربط الكهربائي في إنشاء شبكات نقل المعلومات بين الدول المرتبطة».
وتطرقت الدراسة إلى مستجدات مشروعات الربط الكهربائي العربي، مشيرة في هذا الصدد إلى بدء ربط الشبكات الكهربائية في الدول العربية منذ الخمسينيات، وتطورت لتصبح على ما نراه الآن.
1.8 مليار دولار وفرها الربط الكهربائي الخليجي
قدم أحمد على الإبراهيم نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورقة تناول فيها المراحل التي مر فيها الربط الكهربائي الخليجي، والفوائد التي تحققت حتى الآن، مؤكداً أن الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون حقق وفورات مالية لدول المجلس تقدر حتى الآن بلغت قيمته 1.8 مليار دولار.
وأكد ألإبراهيم أهمية الاستخدام التجاري للربط الكهربائي بين الدول الخليجية، مشيرا الى أنه مازال يواجه الربط الكهربائي الخليجي بعض التحديات، من بينها مستويات الدعم المختلفة للكهرباء في دول المجلس، وأسعار الغاز، وعدم توافر شبكة غاز موحدة بين دول المجلس. وأعرب عن أمله في استخدام التطورات التكنولوجية المتطورة للوصول بالربط الكهربائي الخليجي الى مستويات أكثر تقدما، معربا عن أمله بإمكانية الربط الخليجي مع العراق وتركيا مستقبلاً، ووصلا الى الربط مع السوق الأوروبية للكهرباء.
عدد اليوم
