الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعادة افتتاح جسر بناه الأتراك من أجل امرأة

13 ديسمبر 2011 00:28
أعادت محافظة كركوك العراقية أمس الأول افتتاح جسر “طاش كوبورا” الذي بني إبان الحكم العثماني للعراق قبل أكثر من 130 عاماً ليربط جانبي المدينة. وشيد هذا الجسر من الحجر بأمر من الوالي العثماني نافذ باشا عام 1875 بعدما تغزل شاعر في سيدة كشفت عن ساقيها وهي تركب زورقاً لعبور نهر الخاصة وسط كركوك. وتهدم الجسر في فيضانات وسيول وقعت عام 1954 ليبقى منذ ذلك الحين مجرد أطلال. لكن المحافظة قررت خلال العام الماضي إعادة افتتاح الجسر مع بداية العام الهجري الجديد (1433). وقال مدير الطرق والجسور في محافظة كركوك قاسم البياتي لقد تم إحياء طاش كوبروا (الجسر الحجري)، أول جسر في تاريخ كركوك يبنى على طراز معماري عريق”. وأضاف أنه تم إضافة أقواس تاريخية عند مدخليه لأهمية الجسر التاريخية. وتتوزع على نهر الخاصة، الذي يطلق عليه التركمان “خاصة صو”، 4 جسور يعد طاش كوبروا الأقدم والوحيد الذي يستخدم لعبور المشاة. وأوضح البياتي “أن الجسر يقع وسط المدينة ويربط جانبيها ويمتد من باب القلعة التاريخية حتى سوق المجيدية، ويبلغ طوله 90 متراً وعرضه 4 أمتار، ومخصص لعبور المشاة”. وتولت شركة عراقية خاصة لأعمال البناء تشييد الجسر بكلفة بلغت 640 مليون دينار (حوالي 537 ألف دولار). وأشار البياتي إلى أن الإعداد لعملية الترميم جرت في ألمانيا بالاعتماد على رسوم الجسر الأصلية ورسومه. وقال زين العابدين رستم (79 عاما) وهو أحد التجار التركمان من أهالي كركوك “أن فكرة بناء الجسر جاءت إبان الحكم العثماني، بعدما تغزل شاعر في سيقان مرأة انكشفت عندما كانت تعبر النهر في زورق”. وأضاف “انتشر خبر الشاعر عندها، ما دفع بالوالي نافذ باشا إلى إصدار أمر لأهالي كركوك ببناء الجسر”. وتابع أندفع أهالي المدينة نحو تنفيذ الأمر، فقدم الأغنياء المال وقام الفقراء بأعمال البناء (طاش كوبروا) الذي أصبح رمزاً تاريخياً للمدينة بعد ذلك”. وأكد رستم “أن افتتاح الجسر من جديد أعاد الحياة إلى كركوك لأنه تأكيد على تاريخها وهويتها العريقة”. وقال الباحث والمؤرخ التركماني نجاة كوثر إن “إعادة افتتاح جسر طاش كوبروا يشكل عيدا لنا جميعا لأنه أثر تركماني”. وأشار إلى أن “التركمان يعتبرونه ملكا لهم وأثرا لوجودهم القديم، وإعادة اثر تركماني بني في زمن العثمانيين يمثل فرحة كبيرة”. ويرى كوثر أن وجود الجسر “دليل على وجودنا (كتركمان) الأصيل والقديم وعودته بمثابة وفاء من الأحفاد للأجداد”. وقال محافظ كركوك نجم الدين عمر كري خلال حفل الافتتاح الذي شارك فيه المئات من أهالي المدينة ورموزها السياسية والاجتماعية إن “يوم افتتاح الجسر يوم سعيد كونه يمثل رمزا تاريخياً وهدية جميلة للمدينة”. وتعد كركوك من اهم المحافظات العراقية كونها تجمع جميع أطياف المجتمع، العرب والأكراد والتركمان والمسيحين وغيرهم، بالإضافة لكونها من بين أهم المواقع النفطية في البلاد. من جهته، قال مدير دائرة آثار كركوك إياد طارق إن “الجهة المنفذة لعمليات الترميم اعتمدت التصاميم الأصلية له”. وأشار إياد إلى “وجود 728 موقعاً أثرياً آخر عدا جسر طاش كوبرو تخضع لإدارة آثار كركوك، فيما تعاني المديرية بسبب نقص عدد عناصر الحراسة لحماية تلك المواقع من العبث”.?ويذكر أن قلعة كركوك من اهم المواقع الأثرية في المحافظة، وترجح مصادر تاريخية بناء تلك القلعة في عهد الكوتيين في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد باسم (قلعة مدينة بني شيلوا). وأشارت دراسات أخرى إلى أن الملك الأشوري آشور ناصربال الثاني اتخذها كخط دفاعي ومركز لجيوشه بين عامي 850 و 884 قبل الميلاد، كما قام القائد المغولي تيمورلنك بزيارة القلعة عام 1393 بعدما غزا العراق.
المصدر: كركوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©