إمارة أبوظبي تبلغ مساحتها 67.340 كيلو متراً مربعاً، وتتوغل في الداخل حوالي 200 كيلو متر، وهذه المساحة تعادل 86.67% من مجموع مساحة دولة الإمارات، وتتمتع بأكبر مساحة بين الإمارات السبع.
وتتكون إمارة أبوظبي التي سميت بذلك، لأنها كانت موطناًِ للظباء، من ثلاثة أجزاء رئيسة، الأول هو مدينة أبوظبي، وهي عاصمة دولة الإمارات، أما الثاني فهو الجزء الشرقي من الإمارات وهي مدينة العين، والثالث فهو الجزء الغربي الذي تقع فيه العديد من المناطق والجزر التابعة لإمارة أبوظبي منها دلما، صير بني ياس، وجزيرة داس ومبرز وزركو وأبو الأبيض والمناطق الساحلية والداخلية، مثل مدينة زايد والمرفأ وغياثي وواحات ليوا.
ثلاثة أنماط
كان معظم سكان إمارة أبوظبي كإخوانهم في كافة الإمارات الأخرى، يعيشون في بيوت تعكس الصورة الحقيقية للبيئة الطبيعية في بساطتها وهندستها ومواد بنائها في ثلاثة أنماط من المساكن، الأولى: مشيدة من الحجر، وعددها قليل وتتركز في عواصم الإمارات، والثانية: مبنية من الطين وهي أكثر شيوعا من الأولى، والثالثة وهي الأكواخ المقامة من الحصير وسعف النخيل وهي الأعظم انتشار، ويطلق عليها اسم عريش أو عشة.
وكان لظهور النفط واستغلاله استغلالاً رشيداً دور أساسي في توفير البنية الأساسية اللازمة لانطلاق التنمية في دولة الإمارات وتحقيق إنجازات عديدة يمكن أن تعبر عنها مؤشرات اقتصادية واجتماعية متميزة حسب المقارنات الدولية. وقد حولت هذه الإنجازات إمارات أبوظبي وبقية إمارات الدولة من مجرد كيانات صغيرة إلى كيان واحد شامخ قوي أصبح يحتل مركزاً دولياً مرموقاً.
كان سكان أبوظبي القدامى يعيشون في ثلاث مناطق، هي واحتا العين وليوا وأراضي الظفرة، ويعتمدون في حياتهم على رعي الإبل وجني ثمار التمور وصيد الأسماك واللؤلؤ، ويرتحلون بمواشيهم دائماً إلى حيث يتوافر الماء والكلأ.
وكان السادس من أغسطس عام 1966م، تاريخ عهد جديداً، حيث تسلم مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إذ شكل هذا التاريخ البداية الحقيقية للنهضة، والتي توجت بقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971م. وازدهرت أبوظبي في ظل حكم المغفور له بإذن الله، الشّيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ومن بعده، واصل المسيرة صاحب السمو الشّيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، حيث حافظ سموه على استمرار الإنجازات وبناء الدولة العصرية.
عصر النهضة
بعد أن تفجرت الأرض الخيرة، وانشق البحر، وظهرت كنوز «الذهب الأسود» لتروي ظمأ الأرض العطشى، وتعوض أهل الإمارة عن حياة البؤس والشقاء التي عاشوها جيلا بعد جيل، بدأت أبوظبي مرحلة تاريخية جديدة، وملحمة بطولية مذهلة مع البناء والتطور، قادها بحنكة وحكمة وإصرار وعزيمة لا تلين، حاكم تفهم المعنى الحقيقي لهبات الله، وسط الصحراء، حيث قدر للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يبني الواحة الغناء.
وفي أبريل عام 2008، أعلن المجلس التنفيذي في أبوظبي، الانتهاء من إعداد الخطة الاستراتيجية الشاملة لحكومة أبوظبي لخمس سنوات التي تنتهي في 2013 والتي تشتمل تطوير السياسات الحكومية، وإعداد الخطة الاستراتيجية الشاملة، من أجل بناء حكومة عالية الفاعلية مسؤولة عن جعل أبوظبي المكان الأجمل والأمثل للعيش والعمل والسياحة، وترتكز على الإيمان بأن الإنسان محور التنمية، وأن جزءاً من أهدافها البعيدة الأمد لتنويع مصادرها الاقتصادية، ووضعت الإمارة خططاً طموحة في قطاع سياحة الأعمال خاصة في قطاع الاجتماعات وسياحة الحوافز والمؤتمرات والأحداث التي توفر فرص نمو هائلة.
التنمية المستدامة
مختلف مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية في جميع أنحاء إمارة أبوظبي تبرز التطور المستمر للإمارة في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والدعم غير المحدود من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتتمتع إمارة أبوظبي ببنية تحتية حديثة ونظام مالي وسياسي مستقرين، ما يرفع سقف طموحاتها لبناء سمعة عالمية كأحد أهم المقاصد العالمية لسياحة الأعمال. ويسهم القطاع حالياً بنحو 80 بالمئة من إجمالي الإشغال الفندقي وترتبط 10 بالمئة منه بشكل مباشر بالاجتماعات والمؤتمرات والمعارض.
وقد سلّطت إحدى المبادرات التي أطلقتها هيئة أبوظبي للسياحة مؤخراً الضوء على المزايا والفوائد الرئيسية التي يوفرها هذا القطاع الواعد. وتعمل هذه المبادرة التي تدعى «فرص أبوظبي» كمحفِّز للشركات العاملة في القطاع للاستثمار في إمارة أبوظبي من خلال تقديم الإمارة كالوجهة الأبرز لسياحة الأعمال. ويمثل منظمو المؤتمرات والمعارض الجهات المستفيدة الرئيسية من هذه المبادرة التي تقدم الدعم المالي وغير المالي للعروض الجديدة في قطاع تنظيم الأحداث.
القطاع الصناعي
مع استمرار تدفق الاستثمارات الضخمة إلى القطاع الصناعي وتطوير العديد من مشاريع البنية التحتية كمنطقة خليفة الصناعية، تشهد إمارة أبوظبي تحولاً سريعاً إلى اقتصاد صناعي يستند إلى استراتيجية مدروسة طويلة الأمد ورؤية واضحة تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد بعيداً عن النفط والغاز. وتحقيقاً للرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030، تقوم كل من المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة وشركة أبوظبي للموانئ حالياً بتطوير العديد من المناطق الصناعية الجديدة تتمتع ببنية تحتية عالمية المستوى والخدمات المرافقة والتي تخدم أهداف النهضة الصناعية وتعمل على جذب الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي.
ومن جانبه يلعب صندوق خليفة لتطوير المشاريع دوراً متميزاً في بناء وتعزيز قدرات المواطنين في مسيرة التنمية الصناعية بما يدعم رؤية حكومة أبوظبي وتوجهاتها نحو بناء قطاع صناعي قادر على المنافسة الدولية، وقائم على سواعد وطنية مبدعة من رواد الأعمال والكوادر المؤهلة.
ولتسريع وتيرة الإنتاج الصناعي في الإمارة، قامت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي بصياغة الاستراتيجية الصناعية 2011 - 2015 لإمارة أبوظبي التي تهدف إلى بناء قطاع صناعي فعال ومنافس يساهم إسهاماً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة. وتسعى الاستراتيجية إلى تطوير حلول طويلة الأجل لحل العديد من التحديات التي يواجهها القطاع الصناعي في الإمارة، وفي مقدمتها المنافسة والتمويل والوصول إلى الأسواق الأجنبية ودعم الصادرات وتوفير الخدمات المصاحبة للتصدير.
الصحة
تسعى هيئة الصحة - أبوظبي إلى تقديم خدماتها إلى كل من المواطنين والمقيمين، في التثقيف الصحي وتجنب الأمراض ومعالجتها، عبر استخدام الكوادر الصحية المؤهلة والإفادة من خبراتها في المستشفيات والمجالات الطبية الأخرى. كما تهدف الهيئة إلى تطوير وتنفيذ خطط العمل والمشاريع اللازمة لتنمية العناية الصحية في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى تطوير طرق العلاج والوقاية من الأمراض والأوبئة، توافقاً مع الأنظمة الطبية الأكثر تطوراً والمعتمدة عالمياً، لتأمين كفاءة عالية وسرعة تقديم هذه الخدمات.
كما أنشأت مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصّة سنة 2004، لتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة في إمارة أبوظبي ولدعم دور هذه الفئة كأعضاء فاعلين في المجتمع، ولتشجيع العمل التطوعي في مجال الخدمات الإنسانية، من خلال برامج تثقيف للجميع وتحسين جودة الخدمات المقدمة باستمرار، وقياس ذلك بإجراء الدراسات والبحوث.
التقاعد والمعاشات
تمثل فئة المتقاعدين الذين أسدوا خدمات عديدة خلال سنوات عطائهم جزءاً مهماً من المجتمع الإماراتي، ويحق للمتقاعد أن يحصل على مكافآت التقاعد، كحقوق قانونية لا تقل أهمية عن الاستحقاقات التي تقاضوها أثناء خدمتهم الفعلية، فالحكومة لا تنظر إلى المعاشات التقاعدية كمنحة أو مساعدة مالية ممنوحة للمتقاعد، بل توفر للمعاش التقاعدي الحماية القانونية ذاتها المكفولة للرواتب والأجور، وذلك بهدف توفير الأمن الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي للمتقاعدين. وتعكس سياسات حكومة أبوظبي بشأن المكافآت والمعاشات التقاعدية حرصها على توفير أسباب الحياة الكريمة لمواطنيها في جميع مراحل حياتهم، حيث تدعم الحكومة مراجعة منتظمة لخططها الخاصة بمعاشات ومكافآت التقاعد، من أجل مواكبة التغيرات التي تطرأ على تكاليف المعيشة في الفترات الزمنية المختلفة، وتحقيق الرفاهية والمساواة بين الفئات العاملة والمتقاعدة. وتساهم الحكومة بنسبة 6 بالمئة من الميزانية السنوية لصندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي.
ويحق لمواطني دولة الإمارات، العاملين في القطاعين العام والخاص في إمارة أبوظبي، الحصول على معاشات التقاعد بعد استيفاء الشروط التي حددها صندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي. يمكنك الحصول على المزيد من المعلومات حول هذه الشروط من الموقع الإلكتروني للصندوق.
ويلزم على صاحب العمل تسجيل الموظفين المواطنين في صندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي، خلال عشرة أيام من تاريخ التحاقهم بالعمل.
التعليم مرتكز أساسي في الإمارة لبناء مستقبل واعد
يحتل التعليم موقعاً مميزاً ضمن أولويات إمارة أبوظبي، في إطار سعيها لبناء مستقبل واعد وتحقيق نمو شامل ومستدام، ولذا تحرص الإمارة على توفير بيئة تعليمية متفوقة، من خلال إنشاء سلسلة واسعة من المدارس والمؤسسات التعليمية والمعاهد التدريبية الرائدة. فالتعليم الحكومي مجاني للمواطنين حتى المرحلة الجامعية، وإلزامي للطلاب ممن تبلغ أعمارهم 6-12 عاماً، وتم تأسيس النظام التعليمي في المدارس الرسمية لدولة الإمارات في سبعينيات القرن العشرين، وقد خضعت الإصلاحات مؤخراً لتأثير أنظمة التعليم التي تعتمد اللغة الإنجليزية، فأصبح تحسين مهارات اللغة الإنجليزية ومهارات استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر من أولويات الحكومة، حيث إن التعليم في المدارس التقليدية في دولة الإمارات اعتمد لفترة طويلة على الثقافة العربية والإسلامية وطرق التدريس التي تركز على المدرس. لقد اعتمدت وزارة التربية والتعليم استراتيجية للتطوير التربوي تسمى «تربية 2020» تستند إلى خطط خمسية متتالية. كما تم تقديم برنامج علوم ورياضيات إلى المدارس الابتدائية الحكومية سنة 2004 كجزء من هذه الاستراتيجية.
وتشمل المؤسسات التعليمية العليا الجامعات الخاصة والعامة وكليات التقنية العليا. وتشرف وزارة التربية والتعليم العالي على المؤسسات الحكومية. وهذه المؤسسات مرخصة من لجنة الاعتماد الأكاديمي التي تعمل تحت مظلة الوزارة والتي قامت بالمصادقة على برامج هذه المؤسسات. وتتحمل وزارة التربية والتعليم مسؤولية التعليم في المدارس الحكومية في كافة المستويات، إضافة إلى الإشراف على القطاع الخاص. يجب الترخيص لكافة المدارس الخاصة في كافة المستويات من قبل الوزارة ويجب اعتماد برامجها. كما ويجب عليها تقديم برامج أساسية، مثل التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية واللغة العربية.
خدمات كبار السن
يعد مركز أبوظبي للتأهيل الطبي المركز الوحيد الذي يوفر الرعاية المتخصصة لكبار السن في مدينة أبوظبي، وقد تأسس المركز الذي يتبع حالياً مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة في عام 1993 بناءً على توجيهات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وقد عُرف المركز باسم مركز أبوظبي لرعاية المسنين حتى عام 2006 حين أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، القانون رقم (15) لعام 2006، بشأن تعديل اسم المركز إلى مركز أبوظبي للتأهيل الطبي.
عدد اليوم
