الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بقعة ضوء

27 مايو 2007 00:19
"الوعد الأصعب".. كرة القدم لعبة مجنونة، التوقع فيها ضرب من الخيال مالم تكن الفروقات بين المتنافسين أيضاً خيالية·· فعندما تلعب البرازيل أوألمانيا مع سوريا أوالإمارات أوالسعودية، تبدو التوقعات سهلة وتميل لصالح أصحاب الإنجازات·· ولكن هذا لا يمنع من حدوث مفاجآت مدوية، لذلك يميل معظم مدربي فرق النخبة لعدم التقليل من شأن أي منافس ويعدون بتقديم الأفضل ولكنهم لايعدون بالفوز بالكؤوس، لأن الوعد هنا يدين صاحبه ولايدع له أي هامش مناورة يسمح له بالتبرير في حال عدم تحقيق ما وعد به· ولكن محمد قويض ''أبو شاكر'' مدرب فريق الكرامة السوري فاجأ العالم العربي بوعد كان يبدو شبه مستحيل التحقيق عبر برنامج صدى الملاعب ''وأذكر البرنامج هنا للأمانة الصحفية ولتوثيق الخبر''·· فقبل مرحلتين على ختام الدوري السوري وقبل مرحلتين أيضاً من انتهاء دور المجموعات في دوري أبطال آسيا قال لي القويض عبر إم بي سي: إنه يعد جماهير الكرامة بإحراز بطولة الدوري وأيضاً بالتأهل لربع نهائي دوري أبطال آسيا· صراحة ذهلت من هذا الوعد الذي بدا لي عصياً على التحقق·· فالكرامة كان سيلعب مباراته قبل الأخيرة في الدوري في ملعب حلب الكبير أمام خمسة وسبعين ألف متفرج ثلاثة أرباعهم من حلب، وأمام منافسه على اللقب فرق الاتحاد ''المجروح آسيوياً'' والباحث عن مصالحة جماهيره بلقب محلي·· الفارق بين الاثنين كان نقطة·· أي أن المنطق يقول عكس ماتوقعه القويض·· ولكن الكرامة فاز في حلب بهدف وتوج بطلاً بدون أية خسارة·· أما الوعد الأصعب من الصعب فبدا لي في دوري أبطال آسيا خاصة بعد تعادل الكرامة مع النجف في حمص· فنيفيتشي الأوزبكي كان سيلعب مع النجف وإن فاز تأهل بغض النظر عن نتيجة مباراة الكرامة خارج أرضه مع السد القطري ''المجروح هو الآخر آسيوياً'' والمتخم حتى الثمالة بالنجوم··· وإن تمكن الكرامة من الخروج سليماً من موقعة السد شريطة أن يفعل النجف شيئاً أمام نيفيتشي تبقى المواجهة الأخيرة في حمص والتي يتوجب على الكرامة الفوز فيها ليتأهل·· وفعلاً تعادل النجف مع نيفيتشي في أوزبكستان ومثله فعل الكرامة في قطر·· أي أن نيفيتشي الذي هزم الكرامة، والسد في أرضه عجز عن حجز البطاقة أمام فريق ظروفه أتعس من التعاسة نفسها، ''ولكنه يتسلح العزيمة والإرادة وعشق القميص الذي يمثله لاعبوه'' فأهدى النجف فرصة العمر للكرامة وللقويض ليحقق نصف وعده الثاني·· وهو ما تحقق في حمص· أجزم أن وعداً كهذا كان أشبه بالانتحار المهني، وأجزم أنه صدر من قلب مؤمن بما يمكن للإرادة والتصميم وحب الوطن أن تفعله·· لهذا وفي تلك المباراة التاريخية التي حضرتها ثلاثة أرباع القيادة السياسية السورية وفي مقدمها رئيس الوزراء العاشق للرياضية ومحافظ حمص الأسبق ناجي عطري رأينا لافتة كبيرة أظهرتها شاشات التلفزة يقول فيها عشاق الكرامة: ''تابعوا صدى الكرامة في صدى مصطفى الآغا''·· وأظن أن وعداً كهذا يستحق أن نتوقف عنده طويلاً في أكثر من مجرد مقالة عابرة·· فظاهرة الكرامة تحمل عشرات الدروس التي يجب أن نفهمها حتى نفهم عقلية الإنجاز وكيف يمكن تحقيقه في ظل إمكانات هي الأضعف في آسيا بلا منازع· مصطفى الآغا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©