الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة إيمانية إلى منارة الثقافة وقبلة العمارة الإسلامية بأبوظبي

رحلة إيمانية إلى منارة الثقافة وقبلة العمارة الإسلامية بأبوظبي
3 يناير 2013 20:02
رحلة إيمانية معطرة الأجواء بذكر الله إلى جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، في ظل شتاء، يعد الأجمل من بين فصول السنة الأربع التي تحل في بلدان العالم أجمع، حيث تجتمع في العاصمة الإماراتية النظافة والنظام والهدوء، ممتزجين مع نسمات هواء منعشة، وسماء تزينها قطع من سحاب أبيض، أبدعها الخلاق، مما يزيد الإقبال على الزيارة، ويجعل التجوال في ساحات الجامع الخارجية، والتمعن في أشكال فنون العمارة الإسلامية التي تتوسط المساحات الخضراء المحيطة بالجامع، متعة للعين وفسحة للنفس، لا يمكن أن نجدها سوى في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير. أحمد السعداوي (أبوظبي) - على مسافة عشر دقائق تقريباً من قلب العاصمة الإماراتية، يقع الجامع الأشهر في المنطقة، لما يتميز به من فنون العمارة الإسلامية وأشكالها المبهرة، ولدى الوصول إليه، ثم توقيف السيارة في أحد الأماكن المخصصة لانتظار السيارات سواء تحت الأرض أو في المنطقة المحيطة بالجامع، يشاهد الزائرون مجموعة مآذن وقباب، تفانى أحذق المهندسين والعمال في العالم على إبرازها، وجعلها قبلة العيون التي تتجول في الساحات الخارجية للجامع، قبل أن يزداد إعجابها وانبهارها، بما هو داخل الجامع من بديع فنون العمارة الإسلامية التي شارك في وضع لمساتها النهائية في الجامع واحد من أمهر الخطاطين والفنانين التشكيليين في الإمارات، وهو الخطاط الإماراتي العالمي محمد مندي، الذي جمّلت إبداعاته محراب الجامع، عن طريق وضعه تصاميم لأسماء الله الحسنى لتزين المحراب ومكان القبلة التي يتجه إليها المصلون. رحلة إيمانية في الساحة الخارجية للمسجد، وقبل صلاة المغرب، تحدث جميل سعودي، صاحب عمل خاص، وقال إنه جاء إلى الجامع بصحبة أسرته للاستمتاع بالأشكال الجمالية المعروفة عن جامع الشيخ زايد، معتبراً أن هذه الزيارة تعتبر واحدة من أجمل الرحلات التي يمكن أن تقوم بها الأسرة داخل دولة الإمارات، خاصة في فصل الشتاء، فهي رحلة إيمانية وفي الوقت ذاته تعليمية للأبناء الصغار، حيث يتعرفون إلى الأشكال المبهرة للعمارة الإسلامية، ما يزيد من حبهم وانتمائهم للحضارة والثقافة الإسلامية، بعيداً عن المؤثرات الخارجية التي تبث ليل - نهار عبر الفضائيات، وغيرها من وسائل الإعلام التي تعلي من شأن الثقافات الأخرى على حساب ثقافتنا وتراثنا الإسلامي العريق الذي جاء جامع الشيخ زايد ليبرز أجمل ما فيه من فنون وألوان وخطوط، استمدت جميعاً من إرث إسلامي عريق امتد لمئات السنين». زوجته أمينة عبد الرحيم، أبدت إعجابها المتزايد بالجامع وساحاته المتعددة، لافتاً إلى أن هذا الإعجاب يتسع مداه بعد كل مرة تزور فيها الجامع، وتتأمل ما فيه من جمال وتناسق فني كبير. وأوضحت أن زيارة الجامع تفتح آفاقاً إيمانية كبيرة لكل من يزوره من حيث الشعور بالراحة النفسية، كوننا في زيارة بيت من بيوت الله، والأجمل هنا أن الوجود في جامع الشيخ زايد واستشعار ما فيه من جمال الفنون الإسلامية التي أبدعتها يد البشر، تجعل الإنسان يقول في نفسه «هذا الجامع بكل ما فيه من إبداع بعض ما أنجزه الإنسان من فنون العمارة والجمال، فماذا ينتظر المؤمنون الصادقون في الآخرة عندما يدخلهم الله سبحانه وتعالى الجنة برحمته». صحن الجامع الابنة داليا سعودي، الطالبة في الصف الثامن بإحدى مدارس أبوظبي، قالت من جانبها إن جامع الشيخ زايد أصبح معلماً سياحياً وحضارياً مشهوراً في كل دول العالم، بفضل ما فيه من فنون للعمارة الإسلامية، تتجلى بوضوح في كل أركانه، وأوضحت أن أكثر ما يبهرها هو صحن الجامع الداخلي والأعمدة المنتشرة فيه، والتي تتخذ أشكالاً غاية في الإبداع والجمال، فضلاً عن السجادة الكبيرة الموجودة فيه، والتي تعتبر الأكبر عالمياً من حيث المساحة. ارتفع آذان المغرب فتوقف الحوار مع داليا، وذهب من ذهب إلى أماكن الوضوء، استعداداً للصلاة، بينما ذهب الآخرون إلى داخل الجامع مصطفين خلف الإمام، ليؤدوا صلاة المغرب في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير، وبعد انتهاء الصلاة توزع الناس بين قارئ للقرآن في أحد الزوايا أو مستند إلى أحد الأعمدة، بينما أخذ البعض الآخر يتأمل جماليات العمارة الإسلامية داخل الجامع، وخرجت أطياف أخرى من الزوَّار إلى الساحات الخارجية، وبدأوا في التقاط صور تذكارية تسجل زيارتهم إلى جامع الشيخ زايد، كي تصبح ذكرى جميلة في نفوسهم، تسطر لوجودهم على أرض الإمارات، واستمتاعهم بمشاهدة واحد من أجمل مظاهر الحضارة الإسلامية التي ظهرت إلى العالم في العصر الحديث، ألا وهو جامع الشيخ زايد الكبير. فنون إسلامية من هؤلاء الذين انتشروا في الصحن الخارجي للجامع، محمود شبيلات الذي قال، إنه كثير الزيارة لجامع الشيخ زايد، ويعتبر نفسه من عشاق الفنون والعمارة الإسلامية وليس أجمل من جامع الشيخ زايد مسرحاً لعرض هذه الأشكال المختلفة من الفن الإسلامي في إطار جميل ومبهر، وهو ما يلاحظه الزائر في كل مكان وركن من أركان الجامع، خاصة البهاء الذي يستعشره الزائرون بسبب استعمال اللون الأبيض بكثافة كخلفية للأشكال والرسومات والخطوط المبدعة التي زينت أعمدة الجامع وجدرانه الداخلية والخارجية. أما صديقه عدنان سلفيتي، فأوضح من جانبه أن جامع الشيخ زايد يعتبر تحفة معمارية فريدة، ومن يزره يشعر براحة نفسية كبيرة، خاصة عندما ينسى مشكلات العمل والحياة، ويؤدى فروض دينه، ثم يتجول لمشاهدة ألوان الفن والجمال في الجامع، والاستمتاع بأجواء المناخ الإماراتي المميز في الشتاء التي تجعل من زيارة جامع الشيخ زايد في مثل هذا الوقت من العام متعة روحية ونفسية غير عادية، ينبغي لكل من يعيش في الإمارات أو يزورها ألا يحرم نفسه منها. وللباحثين عن المعرفة والمهتمين بتاريخ الثقافة الإسلامية، توجد مكتبة ملحقة بالجامع تقع في الطابق الثالث في المنارة الشمالية للجامع، وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ المساجد، وبذلك تجمع المئذنة بين دلالاتها ووظائفها الدينية المعروفة والمعرفة المنفتحة على العالم، الداعية إلى التسامح، ومن الكتب النادرة التي تضمها المكتبة كتاب صدر عام 1905 عن تصاميم السجاد في آسيا، ويشرح عبر رسومات أصلية كيفية صناعة السجاد في بعض الدول، أما بخصوص الكتب التي تضمها المكتبة ولا يوجد منها سوى نسخة واحدة على مستوى العالم، فيوجد كتابان، الأول عن معالم الفن العربي، ونشر عام 1897 في فرنسا، والثاني عبارة عن نسخة صادرة عام 1921 من الدورية البريطانية كتالوج الكتب المطبوعة، والتي كانت بدايات صدورها عام 1744. ويوجد كتاب عن «المصكوكات الإسلامية»، يعود تاريخ نشره إلى عام 1792، وصدر في روما، ويعد من الكتب القليلة النادرة التي تؤرخ للعملات في العصور الإسلامية المختلفة، وهناك كتاب عن «الفنون العربية» للفرنسي «بريس دي أفينيس»، صدر في باريس عام 1973، وهو يتحدث عن الفنون والآثار الإسلامية في القاهرة، ويركز على المساجد في مصر القديمة وكل الصور التي يتضمنها هذا الكتاب للمساجد القديمة في القاهرة هي عبارة عن رسومات أصلية وليست صوراً فوتوغرافية. تنمية قدرات الأبناء في إطار تفعيل دوره المجتمعي، والوصول إلى أكبر قدر من الجمهور، يحرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير على تنظيم برنامج سنوي، يتضمن العديد من الدورات المتنوعة، تستهدف الناشئة، وذلك في إطار تأكيد الدور الحضاري للجامع، كمنارة إشعاع ثقافي وتنويري، وكمركز تعليمي في أبوظبي والدولة، ومن أجل تنمية قدرات الأبناء وتنمية الجوانب الدينية والأخلاقية والعلمية والثقافية لديهم، وتأتي هذه الدورات الهادفة والطموحة حرصاً على التواصل مع مختلف قطاعات المجتمع المحلي، وتقديم الأنشطة والفعاليات والبرامج المفيدة للطلاب من الجنسين، حيث تفيدهم في استغلال أوقات فراغهم خلال الإجازة الصيفية، واستثمارها بما يفيدهم ويفيد مجتمعهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©