السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولادة الاتحاد.. إرادة قيادة وشعب لبناء دولة عصرية

ولادة الاتحاد.. إرادة قيادة وشعب لبناء دولة عصرية
2 ديسمبر 2012
في 18 فبراير من عام 1968، وبعد إعلان حكومة العمال البريطانية في 16 يناير 1968، عزمها تصفية الوجود العسكري البريطاني في منطقة الخليج العربي في موعد أقصاه نهاية عام 1971، جاءت المبادرة التاريخية لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بوصفه حاكماً لأبوظبي نحو الاتحاد والاستقلال، حيث بادر صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالخطوة الأولى عندما توجه إلى منطقة السميح الواقعة بين إمارتي أبوظبي ودبي، وعقد اجتماعاً مع أخيه صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، وبحثا - رحهما الله - إمكانية قيام اتحاد ثنائي بين الإمارتين، ويكون هذا الاتحاد الخطوة الأولى نحو اتحاد أشمل يضم جميع إمارات الخليج العربي. وتم الاتفاق في الاجتماع على إقامة اتحاد ثنائي يتولى الإشراف على الشؤون الخارجية والدفاعية والأمن الداخلي والخدمات الصحية والتعليمية وقضايا الجنسية والهجرة، كما اتفق الحاكمان في ذلك اليوم التاريخي على دعوة حكام الإمارات المتصالحة الأخرى للمشاركة في الاتحاد، ودعوة كل من حاكمي قطر والبحرين للانضمام لهذا الاتحاد الجديد والذي بقيامه سيغير خريطة المنطقة. الطريق نحو الاتحاد التساعي وفي يوم 25 فبراير من عام 1968، تم عقد اجتماع بين حكام الإمارات التسع في إمارة دبي، تمخض عن توقيع اتفاقية لإقامة اتحاد تساعي يضم كلاً من أبوظبي والبحرين ودبي وقطر وأم القيوين والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان، على أن يبدأ العمل بالاتفاقية في نهاية الشهر التالي، التي تنص على إنشاء اتحاد للإمارات العربية المتحدة، ويتم تشكيل مجلس أعلى من حكام الإمارات لوضع ميثاق دائم للاتحاد، مهمته رسم السياسة العليا للشؤون الخارجية والدفاعية والاقتصادية والثقافية، كما تم عقد اجتماع للمجلس الأعلى للاتحاد في أبوظبي يومي الخامس والعشرين والسادس والعشرين من مايو 1968، نوقش فيه النواحي القانونية التي تتعلق بتنفيذ بنود الاتفاق، كانتخاب أول رئيس للاتحاد والمقر الدائم للمجلس اللأعلى وإعداد الدستور العام للدولة الوليدة، وفي السادس من يوليو في العام نفسه، تم عقد اجتماع ثالث في إمارة أبوظبي أنتخب فيه الشيخ زايد كأول رئيس للمجلس الأعلى. قيام الاتحاد السداسي: وتوالت التطورات، عندما أعلنتا كل من البحرين وقطر عن نيتهما الاسقلال ذاتياً، وحيال ذلك، اتخذ الشيخ زايد مبادرة تاريخية مشهورة، فأعلن في بيان عام أن إمارة أبوظبي ترغب في الدخول في اتحاد مع أي عدد من إمارات المنطقة، وجاء الاجتماع التاريخي بدبي في الثامن عشر من يوليو 1971 وضم حكام أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين، حيث لم تعلن إمارة رأس الخيمة انضمامها بعد، وأصدر المجتمعين بعد الاجتماع البيان التاريخي التالي: “بعونه تعالى، واستجابة لرغبة شعبنا العربي، فقد قررنا نحن حكام أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة، إقامة دولة اتحادية باسم “دولة الإمارات العربية المتحدة”، وقد تم في هذا اليوم المبارك التوقيع على الدستور المؤقت للإمارات العربية المتحدة، وإذ نزف هذه البشرى السارة إلى الشعب العربي الكريم، نرجو الله تعالى أن يكون هذا الاتحاد نواة لاتحاد شامل يضم بقية أفراد الأسرة من الإمارات الشقيقة التي لم تمكنها ظروفها الحاضرة من التوقيع على هذا الدستور، وقد تقرر إرسال وفود لزيارة الدول والإمارات العربية الشقيقة، وكذلك الدول الصديقة، من أجل شرح أهداف هذه الخطوة والحصول على تأييدها ودعمها، كما شكلت لجان لإعداد التشريعات الضرورية للاتحاد وأجهزته، لعرضها علينا في اجتماعنا القادم الذي سيعقد في المستقبل القريب في إمارة أبوظبي، وذلك لاستكمال الإجراءات اللازمة لإعلان دولة الإمارات العربية المتحدة وتشكيل حكومتها وإنشاء أجهزتها لكي تمارس مسؤولياتها في خدمة الشعب وبناء مستقبله الزاهر، والتعاون مع شقيقاتها الدول العربية، ولتتبوأ مكانها اللائق في الأسرة الدولية. ونسأل الله تعالى القدير أن يأخذ بيدنا لما فيه خير شعبنا، ومنطقتنا، وأمتنا العربية انه سميع مجيب” . واستقبل أبناء الإمارات الست هذا الخبر السار بكل سعادة، واستبشرت الشعوب خيراً بقيام هذا الاتحاد، وقال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه): “إن التوقيع على الدستور المؤقت هو أهم خطوة خطتها الإمارات العربية في سبيل تحقيق الاتحاد، وإن هذا الاتحاد قد أرسى على أسس قوية راسخة، تعتبر من أقوى الأسس التي يجب أن يقوم عليها الاتحاد”. وعلى امتداد الأشهر الخمسة التي تلت التوقيع على الدستور المؤقت، بدأت التحركات السياسية على المستويين العربي والدولي، وكان الشيخ زايد يقود هذه التحركات بنفسه، يسابق الزمن لوضع الخطوات الخاصة بإعلان وثيقة الاستقلال، والحصول على تأييد عربي ودولي لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة. قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر سنة 1971، عقد حكام الإمارات الست اجتماعاً تاريخياً في دبي، وأعلنوا سريان مفعول الدستور المؤقت، وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة مستقلة ذات سيادة وجزء من الوطن العربي الكبير، واتفق الحكام على انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيساً للدولة لمدة خمس سنوات، وصاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس لنفس المدة، وقد أرسى الدستور المؤقت قواعد الحكم الاتحادي الذي تمارس بموجبه الدولة المهام الموكلة إليها، وترك للإمارات الأعضاء السيادة على أراضيها في جميع الشؤون التي لا يختص بها الاتحاد، وفي سبيل تحقيق ذلك، صدرت المراسيم بتشكيل وزارة اتحادية تنفيذية، ومجلس وطني اتحادي تشريعي. وبمجرد الإعلان عن قيام هذه الدولة الوليدة، نالت اعترافاً عربياً ودولياً، وانضمت الإمارات العربية المتحدة إلى جامعة الدول العربية بتاريخ 6 ديسمبر عام 1971، وأصبحت الدولة الثانية والثلاثين بعد المائة في منظمة الأمم المتحدة وذلك بتاريخ 9 ديسمبر من العام نفسه، ثم انتظم عقد الاتحاد بانضمام إمارة رأس الخيمة للاتحاد في العاشر من فبراير سنة 1972. وهكذا تحقق حلم زايد وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، وبدأت مسيرة التنمية والبناء التي شملت جميع نواحي الحياة، ومكنت الدولة خلال فترة قصيرة من عمر الشعوب أن تتبوأ المكانة التي تستحقها بجدارة بين دول العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©