دينا جوني (دبي) – في هذا الوقت من العام، تتنحى جانباً جميع التباينات العمرانية والجغرافية التي تميز كل إمارة من إمارات الدولة، ويتحول المشهد إلى كرنفال لوني لا ينتهي، يمتد من شمال البلاد إلى جنوبها، من شرقها إلى غربها.
في شوارع الإمارات، تنحني جباه الأبنية لتحمل أربعة ألوان كرّسها قيام دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر من العام 1971، ورفرف علمه للمرة الأولى. هو علم دولة الإمارات العربية المتحدة، هو الرمز ومصدر الفخر والأمان، هو الانتماء والتمسك بالجذور، هو الأصل والعزة والكرامة.
فكرة العلم بدأت تتبلور مع إعلانٍ نُشر في جريدة الاتحاد من قبل الديوان الأميري في أبوظبي، طرح من خلاله مسابقة لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات، وذلك قبل شهرين من إعلان اتحاد الدولة. وقد تقدم حينها للمسابقة 1030 تصميماً من ضمنها ستة نماذج قدّمها عبدالله محمد المعينة الذي كان قد قرأ بالصدفة إعلان جريدة الاتحاد، وهو يشغل اليوم منصب الوزير المفوض بوزارة الخارجية.
في الفرز الأولي للتصاميم، تمّ اختيار ستة نماذج مختلفة. وبعد أيام قليلة وقبل إعلان النتائج النهائية، أُبلغ المعينة من قبل أحد المستشارين في وزارة الخارجية، والذي كان عضواً في لجنة التحكيم، أن أحد تصاميمه قد تم اختيارها من بين التصاميم الستة.
إلا أن الاختيار النهائي لم يظهر إلا في اليوم الوطني في الثاني من ديسمبر، وذلك بعد أن تم عرض النماذج على المجلس الأعلى للاتحاد لاختيار نموذج يمثل علم الدولة. وفي ذلك الصباح، رفع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بيديه التصميم الذي قدمه المعينة، ليكون العلم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويعتبر العلم رمزا وطنيا للدولة المستقلة وسيادتها وعنوانها ورايتها التي تمثلها في جميع الأماكن والأزمنة. كما يرتبط العلم ارتباطاً وثيقاً بالسلام الوطني الخاص بالدولة فيرفرف على أنغام السلام الوطني، فيما يحظى الاثنان باحترام وتقدير سكان الدولة على اختلاف فئاتهم الاجتماعية والتعليمية والمادية، لأنه ببساطة، يمثل الجميع من دون استثناء.
ويعدّ علم دولة الإمارات العربية المتحدة هو رمز السلام والأمان والفرح والسعادة التي تتجسد خلال المناسبات القومية والدينية والفعاليات الرسمية والشعبية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها من القضايا اليومية سواء في داخل دولة الإمارات أو خارجها.
كما يجسد علم دولة الإمارات طموحات وآمال شعب الإمارات خاصة، فهو الرفيق اليومي لهم ولكافة المقيمين على أرض الإمارات، وخصوصاً الطلاب الذين يلقون التحية الصباحية كل يوم احتراماً وتقديراً للدولة ودورها البناء في خلق أجيال قادرة على رفد الوطن بالإنجازات والإبداعات.
واستلهم المعينة ألوان العلم من الأبيات الشعرية التي كتبها الشاعر صفي الدين الحلي:
بيض صنائعنا خضر مرابعنا، سود وقائعنا حمر مواضينا، فالصنائع تتمثل بكافة السلوكيات التي تحمل في طياتها أعمال الخير بكافة أشكاله. أما الوقائع فهي المعارك والحروب، والمرابع تعني المساحات الشاسعة من الأراضي، والمواضي تعني السيوف المخضبة بدماء الأعداء بعد هزيمتهم وتحقيق النصر عليهم.
عدد اليوم
