الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيها الغارقون في الدجل.. أين حمرة الخجل؟!

24 ديسمبر 2014 00:41
لن أحايد، لن أقف في المنطقة الرمادية حين أتحدث عن الإرهاب، حين أُشرح (من التشريح) وأشرح (من الشرح) علاقة الإرهاب الحميمة مع المرأة، وعلاقتها مع الإرهاب. ولن يفهم الكثيرون عمق هذه العلاقة إلا إذا فهموا أولاً علاقة الدجل بالإرهاب، وعلاقة المرأة اللصيقة بالدجل، فالإرهاب هو التطور الطبيعي للدجل والشعوذة. والبيئة التي يسود فيها الدجل لابد أن يشيع فيها الإرهاب والتطرف والغلو، بل إن الإرهاب هو نفسه الدجل وهو المرادف للشعوذة، وهناك حرف أو سلوكيات، أو مهن (كما تحب) يمارسها أصحابها باسم الله، وتحت راية الدين، وهي حرف ثلاث مرتبطة معاً بشكل وثيق، وأعني بها، التسول، والدجل والإرهاب. والحرف الثلاث نسائية بامتياز، فأكثر من نصف المتسولين نساء، وثمانون بالمئة من زبائن الدجالين نساء، وقلنا من قبل، إن الإرهاب النسائي في صعود، وما يسمى زوراً ثورات «الربيع العربي»، قامت على أكتاف النساء. وأنصار «الإخوان» والمتعاطفون مع التيارات الإرهابية الخارجة من عباءتهم جلهم نساء، والنساء المتسولات أكثر جنياً للأرباح وحصداً للأموال من الرجال المتسولين، وزبائن الدجالين من النساء يدفعن أموالاً طائلة من أجل السحر (والعمل) والتمائم. وكل مفسري الأحلام في الأرض والفضاء يفسرون أحلام (الحريم)، ويبدو أن الرجال لا يحلمون، وأن الأحلام صارت حكراً على النساء، وكل حروب العرب منذ الجاهلية، وحتى الآن وحتى الغد أشعلتها نساء، أو تسببن في اشتعالها، وكل الفتن التي نسميها الآن ثورات أوقد نارها النساء. والثورة هي الاسم الحديث للفتنة، والمؤرخون القدامى، أمثال الراحل عبدالرحمن الجبرتي استخدموا لفظ الفتنة للتعبير عما نسميه الآن ثورة، فقال: فتنة القاهرة الأولى ضد الفرنسيين، وفتنة القاهرة الثانية. والفتنة الكبرى في عهد سيدنا عثمان بن عفان هي مرادف للثورة الآن، وكذلك فتنة الخوارج، وفتنة عبدالله بن الزبير، وغيرها.. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت النساء»، والإرهاب دجل باسم الدين، وباسم الله سبحانه وتعالى، ولأن النساء أكثر ميلاً للدجل والخرافة والهرطقات واللا معقول من الأمور، فإنهن ينجذبن بسرعة كبيرة وبلا مقاومة لدجل الإرهابيين، وخرافات المتطرفين، والمرأة تملأ المساحة الناقصة والفارغة في عقلها ودينها بالخرافات والشعوذات والدجل باعتبار ذلك كله ديناً. والمتسول والدجال والإرهابي يستخدمون مفردات وألفاظاً دينية في عملهم لجذب الأموال والأنصار والأبصار، كما أن المتسول والدجال والإرهابي يحرصون على المظهر الديني حتى إذا كان الجوهر مظلماً وغير ديني. والمظهر الديني هو الزي، والنقاب، والحجاب، والخمار واللحى، والثلاثة يتسولون بالقرآن، أو يدجلون بالقرآن، أو يقتلون بالقرآن، فالقرآن والدين وسيلتهم لا غايتهم..تماماً مثل الموسيقى والغناء والألعاب الأكروباتية بالنسبة للمتسولين في الغرب، فهي وسيلتهم لجلب الأموال. الدين والقرآن عند العرب وسيلة للتسول والدجل والإرهاب والموسيقى، والعلم وسيلة للتسول والدجل والإرهاب في الغرب، والنساء ينجذبن للوسائل أو ينفرن من الوسائل، ولا ينجذبن للغايات أو ينفرن منها، لأن الوسائل مظهر والغايات جوهر. وقد اتسعت مساحة الدجل والشعوذة، وزادت رقعتها، وأصبح الدجل أنواعاً كثيرة، فهناك الدجل الإعلامي، والدجل السياسي، والدجل باسم الدين، وحتى هناك الدجل العاطفي باسم الحب. وما يدمي القلب حقاً، أن كثيراً ممن نسميهم خطأ وزوراً علماء الدين والدعاة تخلوا تماماً عن مهمتهم الفكرية والتنويرية، أو هم لا يجيدون هذه المهمة، واكتسبوا شهرتهم من الدجل والشعوذة باسم الدين، فأصبحوا ظهيراً للإرهاب والتطرف، وهم الذين يساهمون في الإكثار من زبائن الدجالين، وزبائن الدجالين هم بالتبعية أنصار الإرهاب، أو يتحولون إلى إرهابيين، لأن الإرهاب هو التطور الطبيعي للدجل والشعوذة، والإرهابي دجال، لأنه يقنع جنوده بأنه يزفهم إلى الجنة حين يلفون حول بطونهم أحزمة ناسفة، ويرتكبون أعمالاً انتحارية. والإرهابي دجال، وهو يوحي إلى أنصاره بأنه يمتلك مفاتيح الجنة والنار، فيدخل من يشاء الجنة ويدخل من يشاء النار. وكثير من العلماء والدعاة يوسعون مساحة الإرهاب حين يمارسون الدجل والخرافة، ويسرفون على أنفسهم وعلى غيرهم بالفتاوى الشاذة والغريبة والحقيرة أيضاً، وهي الفتاوى التي تحقق لهم رواجاً ونجومية، ومعظم متابعيها من النساء. هؤلاء العلماء والدعاة ضبطوا بوصلتهم وساعات أدمغتهم على توقيت النساء، وما تطلبه(الحريم)، وليس ما تطلبه الأوطان، وما تتطلبه القضايا الخطيرة التي تعيشها الأمة. هؤلاء العلماء والدعاة يمارسون عملية تغييب ممنهجة للعقول والوعي الجمعي العربي. وكل هذا لمصلحة الإرهاب، فالمغيبون هم الذين يسيرون في ركاب الإرهاب والدجل معصوبي العيون. وكل هذا لمصلحة الإرهاب، وليس صحيحاً أبداً أن مساحة الوعي لدى الناس اتسعت في هذه الأمة، بل الصحيح أن الوعي العربي يزداد تغييباً وغياباً كل يوم، وأن هذا الوعي الجمعي خرج ولم يعد بفعل علماء ودعاة وقعوا في أسر ما يسمونه فقه النساء، وراحوا يطلبون الدنيا باسم الدين. فأين حمرة الخجل أيها الغارقون في الإرهاب، والتسول، والدجل؟! محمد أبوكريشة * * كاتب صحفي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©