الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"جون كاميرون".. ينسج بالزيت روح تراث الإمارات

"جون كاميرون".. ينسج بالزيت روح تراث الإمارات
27 مايو 2007 00:55
محمد الحلواجي: الفنان ''جون كاميرون'' بريطاني يقيم بهدوء في دبي منذ 14 عاما، لكنه خرج عن صمته مؤخرا ففاجأ مشاهدي لوحاته بأربع عشرة لوحة زيتية هي عمر إقامته في هذه المدينة النابضة· كاميرون استفاد من عشقه للتصوير الفوتوغرافي ليدهش ويجتذب عيون المشاهد المحلي الذي وجد في براويزه، صورته وصورة أجداده مرتسمة بأصدق تعبير· كما أسر المشاهد الأجنبي الذي تعرف على صور وملامح لدبي، بتقنيات عرفها عن قرب ولكن في موضوعات غربية أخرى مختلفة كل الاختلاف عن روحية منطقة الخليج العربي· كان كل ذلك يعود لصدق تعامل ''جون كاميرون'' تجاه فنه أولا، وتجاه البيئة العمرانية التراثية، والبحر الذي عايشه في دبي ثانياً، عبر تفاصيل و''موتيفات'' كثيرة، كالأزهار الصحراوية وأشجار النخيل والسفن والمرافئ والصقور والصقّارين وسباق الهجن· خور دبي وكانت أجمل لوحاته تلك التي رسم فيها مغيب الشمس ومحطة العبرة وأبراج حي البستكية في خور دبي· فالملاحظ فيها قدرته على اقتناص عين المتفرج بسرعة، حيث بدت من بعيد وكأنها صور فوتوغرافية حالمة ذات نكهة بنية فاتحة لصور أيام زمان· لكن ما إن يقترب منها المتفرج أكثر حتى يكتشف أنها لوحات مرسومة، وعندها يخالطه الشك، هل هي زيتية أم مائية أم مشغولة بألوان ''الأكريليك''؟ وهنا يوضح لنا الفنان الأمر بقوله: ''لوحاتي زيتية بالكامل، ولكني أعمد إلى إضفاء طبقات رفيعة جداً من اللون الزيتي، على عكس الفنانين الآخرين الذين قد يفضلون ضربات الفرشاة الكبيرة والطبقات السميكة للون''· ويضيف ''كاميرون'': '' قد يعود هذا الإحساس في لوحاتي نظراً لتأثير خبرتي الطويلة في رسم اللوحات المائية التي أعتقد أن تكنيكها قد تسلل للوحاتي الزيتية بصورة أو بأخرى''· المعرض، يعد الأول للفنان حيث ضم 14 عملا بأحجام كبيرة طرح من خلالها الفنان رؤيته الحميمة لتراث دبي ومعالم بيئتها الطبيعية وخصوصية طرزها المعمارية القديمة والحديثة، بصورة اختلفت تماما عن التناولات التقليدية للفنانين الأجانب عادة، وبخاصة حينما يرسمون التراث الخليجي مرورا على سطحه الخارجي فقط، دون الغوص في أعماق الإنسان والمكان، طمعا ربما في بيع لوحاتهم سريعا وبأسعار عالية عادة!· تقنية التكعيب ''كاميرون'' استفاد من عشقه للصورة وخبرته التشكيلية العميقة ليوظف تقنية التكعيب المعروفة بشكل موفق، مستغلا الألوان الترابية الهادئة للبيئة الإماراتية التي يتسع غناها لتضم ألوان البيئة البحرية وأفق السماء الزرقاء الصافية، وهي البيئة التي عايشها الفنان المقيم في الدولة منذ 14 عاما، حيث بدا في لوحاته انبهاره الصادق ببيئة الإمارات الأخاذة· تناول ''كاميرون'' موضوعات محلية مختلفة من أهمها مناظر السفن وعبرة الخور والمغيب في دبي، إضافة إلى بُرقُع الصقر والصقّار وزهرة الصحراء وحي البستكية والبارجيل أو برج الريح كما يحلو له أن يسميه، فحقق معرضه قبولا كبيرا لدى جمهور المواطنين والعرب والأجانب على حد سواء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©