الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التطور التقني وأفول الغرب

11 ديسمبر 2013 23:32
لويس دبليو. ديوجويد كاتب أميركي نجم الهيمنة الغربية سيضطر للأفول بسبب التطور التكنولوجي والتغيرات الجذرية في شكل الطاقة وإنتاجها وفي النظام المصرفي والصناعة. فقد اجتمع على هذه النبوءة عدد من المشاركين من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين والباحثين الجامعيين من نحو 25 دولة في القمة العالمية الثانية للدول الصناعية الناشئة في مدينة «وهان» الصينية المركزية الواقعة على نهر يانجتسي، ودارت فعاليات القمة بين 21 و23 نوفمبر الماضي. وشارك في القمة قادة من شركات فورتشن الخمسمائة، وشركات فوربس الألفين وشركات بارزة أخرى في الدول المتقدمة وقيادات من الشركات الصناعية الرائدة في الدول الصناعية الناشئة في العالم وخبراء اقتصاد بارزون وخبراء وباحثون في مجالات ذات صلة ورؤساء من منظمات دولية واتحادات صناعية كبيرة. وقال «دومينيك دوفيلبان» رئيس الوزراء الفرنسي السابق وهو أحد المشاركين في القمة «التكنولوجيا تخلق إمكانيات جديدة». كما ستتحول الهيمنة العالمية إلى دول مثل الصين والهند ودول في أفريقيا وأميركا الجنوبية. فهذه الدول غنية بمواردها الطبيعية وأعداد الطبقة المتوسطة فيها تتزايد. والتعاون الجديد سيخلق ابتكارات وآفاقاً جديدة. وقال «دوفيلبان»، «لن يضطر أحد لأن يبقى سالباً». وفي الطب يتوقع أن يكون التركيز على الوقاية وليس على العلاج. وبسبب التكنولوجيا والطاقة المتجددة والتغيرات في البنوك والشبكات الذكية والطابعات ثلاثية الأبعاد، فإن المنشآت الصناعية المركزية التي كانت سائدة طوال العصر الصناعي الكلاسيكي ستصبح من مخلفات الماضي. وقال «دوفيلبان» إنه ستكون هناك حاجة إلى مجلس أمن على امتداد العالم «ليمحص الاقتصاد الجديد الذي يخلقه الابتكار». ونقل «جون نايسبيت» مؤلف كتاب «التوجهات العظيمة للصين» رسالة مشابهة. فالعالم الغربي أنتج كل شيء من محرك البخار إلى الإنترنت. واستوعب العالم النامي كثيراً من هذه المخترعات منها التعليم الغربي والنقل والتقدم الطبي والموسيقى والوجبات السريعة والأزياء ووسائل الترفيه والفن والتكنولوجيا والأيدولوجيات والثقافة. الهيمنة ستتحول إلى الدول المتقدمة والتكنولوجيا سوف تتسبب في حدوث هذا سريعاً. وقال «نايسبيت» إنه يمكن ملاحظة التغير السريع مع ظهور ما عرف باسم الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط واتخاذ كوبا خطوات نحو الانفتاح الاقتصادي واختيار العالم الجديد للبابا فرانسيس وقيادته للكاثوليك من الفاتيكان. وهذا النوع من «القوة الناعمة» ينتشر بينما «القوة الخشنة» للمركزية وسباق التسلح وعدم المرونة تتقلص. وأضافت «نايسبيت» إن هناك انتقالاً يحدث من العالم القديم إلى العالم الحديث مع نمو الطبقة الوسطى بالمليارات في دول مثل البرازيل والصين. وفي الواقع، تكتظ الطرق السريعة والشوارع في بكين ووهان وهونج كونج وغيرها من المدن في آسيا بالسيارات الأميركية الحجم. ولا تبالي الطبقة المتوسط الناشئة هنا بكفاءة الوقود ومدى تلويثه للبيئة بقدر ما تهتم بإسلوب الحياة والمكانة الاجتماعية. والهواء أيضاً مثقل بالتلوث مما يجعل التنفس صعباً ومرهقاً للصحة. ويتعين على المشاركين في القمة أيضاً أن يطرحوا أسئلة بشأن إذا ما كانت الهيمنة الغربية تتقلص حقاً أم أن الشركات متعددة الجنسيات في الغرب تفرغ فحسب شحناتها من الصناعات الملوثة للبيئة وتنقلها إلى الدول النامية. وعلى الطبقة المتوسطة الأميركية المتقلصة أن تسأل أيضاً إذا كانت الطبقة المتوسطة الناشئة في الدول النامية سوف تحل محل المستهلكين الأميركيين باعتبارهم هدفاً لسوق السلع والخدمات. والغموض والشكوك التي تكتنف المستقبل بنفس ضبابية واختناق هواء الصين الملوث. فالفنادق وناطحات السحاب في المدن الصينية جميلة لولا غبار التلوث العالق بنوافذها. وكثير من السيارات الفارهة والسيارات الرياضية مغلفة بقذارة الهواء. وبعض الناس يضعون كمامات لتنقية الهواء ليحموا بها أنفسهم في المدن التي زرتها أنا وشريكتي بيتي. وتدهور الصحة يمثل كلفة باهظة للاقتصادات الناشئة التي تسعى وتسارع بشق الأنفس لاتباع نمط الحياة الغربي. وقال «وانج جيان» رئيس مجلس إدارة معهد بكين لعلم الوراثة للقمة إن العالم يتعين عليه أن يقرر أيهما أهم - البشر أم المال والنمو؟ وتساءل «إذا لم يكن الأمر يتعلق بالصحة فما الغرض من نمو الصناعات... البشر هم أهم عامل». وحذر مشاركون آخرون من أن ارتفاع ضغط الدم والسرطان والسكر وأمراض القلب والأوعية الدموية تفسد نمط الحياة الغربي الناجح. وعلى أحد الشرائح، عرض وانج صورة كلاسيكية لإنسان يتقدم من شمبانزي منحني يمشي على أطرافة الأربعة إلى إنسان مستقيم القامة ثم إلى عملية تدهور لشخص منحني على جهاز كمبيوتر. دعنا نأمل أن تجري البشرية تعديلات حتى يتم التصدي للتدهور وأن يتم وقف تلوث البيئة وظاهرة الاحتباس الحراري ويتم الحفاظ على الأنواع الحيوية حتى للكوكب والإنسان مستقبلاً يمكن أن يعاش. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©