الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هيئة الهلال الأحمر تدعم برامج الصحة العالمية في أفغانستان

27 مايو 2007 01:40
كابول ـ محمد الخيال "وام": تقدم منظمة الصحة العالمية في أفغانستان المساعدة الفنية في أكثر من 21 مجالا في القطاع الصحي على كافة المستويات بدءا من وضع السياسات وانتهاء بتطبيقها·وتتضمن هذه المجالات الرعاية الصحية الأساسية، حملة القضاء على الشلل، وبرنامج التحصين الموسع، والسل، والملاريا، والصحة التناسلية، والإدارة المتكاملة لأمراض الأطفال، واحتياجات التنمية الأساسية والطوارئ والعمل الإنساني·وتعاني أفغانستان من أوضاع خاصة بسبب تحملها وزر سنوات طويلة من الحروب التي أدت إلى خسارة البنية الصحية التحتية مما أثر على كم ونوع الخدمات الصحية بكافة أنواعها في البلاد· وتساهم دولة الإمارات العربية المتحدة عبرهيئة الهلال الأحمر الإماراتية في العديد من البرامج الصحية التي تدعم برنامج منظمة الصحة العالمية لمكافحة الأمراض المستوطنة التي افرزتها سنوات الحرب الطويلة في افغانستان· وتعتبر الحزمة الأساسية للخدمات الصحية ''بي بي اتش اس'' والمنظمات غير الحكومية الجزء المتمم لوزارة الصحة العامة والمسؤولة عن تقديم الخدمات الصحية الأساسية في إطار تجربة تشهد تقدما مرضيا· وتعتبر الرعاية الصحية الأساسية سمة مهمة من سمات سياسة الصحة القومية الساعية لضمان توفير الخدمات النوعية إلى من هم بحاجة إليها وبأسعار مقبولة· وقد صنفت هذه السياسة الأولويات في ثلاث فئات أساسية هي: تقديم الخدمات، والحد من الوفيات وانتشار الأمراض، والتطوير المؤسساتي· فهي تركز بشكل خاص على مواصلة توفير خدمات مختارة للرعاية الصحية الأساسية، بهدف توفير وتعزيز أنظمة الإحالات لدعم حزمة خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وبناء قدرات فرق الإدارة الصحية في المقاطعات لضمان وجود قيادات متمكنة على هذا المستوى، وتأسيس آليات تنسيق في مجال الصحة العامة بين المقاطعات· كما أن هناك جهودا مستمرة لتحسين نظم المعلومات المتعلقة بإدارة الصحة من أجل جمع البيانات المناسبة واستخدامها من قبل كافة الأطراف المعنية في عملية صنع القرار· الرعاية الصحية تتضمن إنجازات برنامج الرعاية الصحية الأساسية تأسيس وتشغيل وحدة إدارة العقود والمنح المختصة بدراسة ومقارنة البيانات الصحية الهامة واستخدامها لوضع الخطط واتخاذ الإجراءات·كما يتم اتباع نظام الخدمات الصحية الاجتماعية الذي يعتمد على نظام ثلاثي الجوانب يمارس فيه مجلس القرية أو الشورى الدور الأول، ثم العاملون في مجال الصحة الاجتماعية دورا ثانيا، والمنشآت الصحية دورا ثالثا· أما برنامج احتياجات التنمية الأساسية فهو مفهوم بسيط يعتمد أساسا على المجتمع، وتنظيمه، وبناء مقدراته وتشجيع اعتماده على نفسه· وقد انطلق هذا البرنامج في أفغانستان في عام 1966 وذلك بالرغم من انعدام الاستقرار في البلاد، ثم اتسع في عام 2005 ليشمل أربع قرى أخرى ومقاطعة جديدة، وقد تم تعزيزه فيما يتعلق بالمشاركة النشطة للمجتمع وبناء القدرات وتحسين الإدارة المالية ونظام التقارير وغيره· غير أن هذا البرنامج غير الحكومي يواجه صعوبة في الحصول على التمويل اللازم لدعم المشاريع الاجتماعية الكبرى المدرة للدخل· الأعمال الإنسانية تلعب الأعمال الإنسانية والطوارئ دورا مهما في أفغانستان التي تواجه كوارث طبيعية مثل الزلازل، والفيضانات، والانهيارات الثلجية، والانزلاقات الطينية، والعواصف الرملية والجفاف وغيرها من الأخطار المحدقة مثل انتشارالأوبئة، والإسهال، والكوليرا، والالتهابات التنفسية الحادة، والسعال، والحصبة والدفتيريا· وقد استجابت وزارة الصحة العامة في أفغانستان بنجاح لحالات طوارئ كهذه في عام·2005 وتقوم منظمة الصحة العالمية بالدورالأساسي في مسألة الجاهزية لمواجهة حالات الطوارئ إلى جانب الدور الذي تلعبه جهات أخرى مثل اليونيسيف والمنظمات غير الحكومية التي تتولى تقديم الخدمات الصحية الأساسية· كما يشهد برنامج التحصين الموسع تحسنا ملحوظا حيث ارتفعت نسبة تغطيته من 37 بالمائة في عام 2001 إلى 77 بالمائة في الوقت الحالي، وهذا ما يشير إلى التحسن في إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية·وقد ساهمت حملات التحصين خلال الفترة ما بين 2001 و2003 في الحد من حالات الإصابة بالحصبة إلى 559حالة في عام·2004 ومن أهم الإنجازات التي حققها البرنامج في عام 2005 بناء المقدرات وتحسين مستوى الخدمات والمراقبة وإدارة البيانات وتحسين الشراكة والتنسيق· العوائق ومن العوائق التي يواجهها برنامج التحصين·وفقا لمنظمة الصحة· صعوبة الوصول إلى الأطفال في المناطق التي تعاني من الاضطراب الأمني وتبعات ذلك على نوعية الخدمات المقدمة· وللحد من تأثير هذا العامل تم طرح استراتيجية خاصة بالمناطق الخطرة تقترح الطرق المناسبة التي يمكن لفرق التحصين أن تتبعها لتنفيذ مهامها في هذه الأماكن· وفي مجال الصحة التناسلية تركز البرامج الصحية في أفغانستان على النساء والأطفال ولاسيما الإناث منهم حيث تشير الإحصائيات إلى أن الوفيات الناجمة عن أسباب تتعلق بالحمل والولادة تصل إلى نسبة واحد من أصل كل سبع نساء في حين تبلغ نسبة الوفيات التي يمكن تداركها 74 بالمائة· كما تؤدي الكثير من العوامل إلى ارتفاع معدل الوفيات عند النساء والأطفال منها نقص الكوادر المختصة والماهرة حيث تتم 90 بالمائة من الولادات في المنزل و15 بالمائة منها فقط هي التي تتم تحت إشراف مختصين متدربين· الوفيات ومن الأسباب الأساسية وراء حدوث حالات الوفيات عند النساء النزيف، وعسر الولادة، وارتفاع ضغط الدم، والأنيميا والملاريا وغيرها·يغطي برنامج التحصين ضد الكزاز نسبة 40 بالمائة من نساء أفغانستان، في حين لا تتجاوز نسبة استخدام وسائل منع الحمل 2 بالمائة فقط· السل ويمثل السل إحدى المشاكل الأساسية التي تواجهها الصحة العامة في أفغانستان التي تحتل المرتبة 17 من بين 22 دولة تصنف على أنها الأكثر معاناة من هذا المرض على مستوى العالم·وهي تتسم بأعلى معدل لإصابات السل في منطقة شرق المتوسط حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن أفغانستان تشهد سنويا ما يصل إلى 95 ألف إصابة بالمرض تنتهي 26 ألف حالة منها بالوفاة· الملاريا على صعيد حملة مكافحة الملاريا فقد تضمنت النشاطات التي شهدها عام 2005 في هذا الإطار إجراءات قصيرة الأمد تهدف إلى تلبية احتياجات السكان المعرضين للإصابة بالمرض إلى جانب إجراءات متوسطة وطويلة الأمد تهدف إلى خلق برنامج متكامل لامركزي لمكافحة الملاريا وتطوير الاستراتيجيات والموارد البشرية اللازمة· وقد توفرت إمكانية اكتشاف حالات الملاريا في مناطق شاسعة من البلاد وذلك لأول مرة منذ ثلاثة عقود· إضافة إلى ذلك هناك برنامج مكافحة الليشمانيا الذي يهدف إلى الحد من حالات الإصابة بهذا المرض عن طريق التشخيص المبكر، والعلاج السريع، ووقاية الأشخاص غير المحصنين من الإصابة بأي نوع منه ويعتبر مرض الليشمانيا من الامراض المعدية· وقالت منظمة الصحة العالمية إنه مرض يسبب تشوهات يجتاح أفغانستان أصاب نحو 270 ألف شخص بتقرحات في الوجه مما يجعل أصحابها من المنبوذين اجتماعيا· وطالبت المنظمة التابعة للأمم المتحدة بمبلغ 1,2 مليون دولار لشراء عقاقير وناموسيات معالجة بالمبيدات الحشرية لمواجهة ما وصفته بأنه أكبر انتشار يحدث دفعة واحدة لعدوى الليشمانيا وهو مرض جلدي طفيلي ينتقل عن طريق الذباب· الصحة العقلية والنفسية بدأت الصحة العقلية والنفسية تحظى باهتمام كبير في بلد يعيش أكثر من 80 بالمائة من سكانه في المناطق الريفية وواجه الكثير من الكوارث في ظل سنوات طويلة من الحروب المدنية والجفاف الحاد· تشير الإحصائيات إلى أن هناك ما يقارب من 500 ألف أرملة 150 ألف من المعاقين إلى جانب حوالي 20 إلى 30 بالمائة من السكان الذين يعانون من الأمراض العقلية· وتعاني المناطق الريفية من غياب أو ندرة الخدمات اللازمة في هذا المجال، في حين تركز البرامج حاليا على دعم المنشآت القائمة لتشغيلها وتدريب الكوادر وتوفير الأدوية الضرورية وإشراك القيادات الدينية والاجتماعية والاستفادة من الخبرات الأجنبية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©