الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جينجريتش... المرشح الأبرز في مناظرات «الجمهوريين»

13 ديسمبر 2011 22:32
في صدام مفتوح، يعكس حدة السباق الانتخابي الرئاسي الأميركي، بذل " نيوت جينجريتش" السياسي الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب "الجمهوري" لخوض تلك الانتخابات، جهداً خارقاً لتلافي العديد من الهجمات التي شنت على أفكاره، وشخصيته ، وسجله، من قبل المنافسين له على الفوز بترشح الحزب وذلك في مناظرة متلفزة مساء السبت الماضي. في تلك المناظرة صور "ميت رومني"الحاكم السابق لولاية ماساشوستس "جينجرتش" في صورة" المفكر المتهور "ووصفته "ميشيل باتشمان" عضو الكونجرس والمرشحة المحتملة للرئاسة بأنه "محافظ غير متسق، ومحترف استغلال نفوذ لتحقيق مصالح في أوساط جماعات الضغط والمصالح في واشنطن"، كما وصفه"رون بول" المرشح المحتمل هو الآخر بأنه "يفتقر للدبلوماسية ومنافق". ومن بين الأهداف المحددة التي سعى منتقدوه لتركيز هجومهم عليها تلك المزاعم الأخيرة التي صرح بها جينجريتش بأن الشعب الفلسطيني "شعب قد جرى اختراعه"، وكذلك استخفافه بقوانين عمالة الأطفال، ودعمه السابق لـقانون"الغطاء والتداول" في مجال الانبعاثات الغازية والطاقة، وكذلك خططه الخاصة بتفويض الحكومة في مجال الرعاية الصحية. وعلى الرغم من أن هذه الهجمات المتكررة، قد أبطأت قليلا من وتيرة صعود أسهمه في استطلاعات الرأي، إلا أن جينجريتش تمسك بموقفه، ورد على الهجمات بهجمات لا تقل شراسة. فقد رد الرئيس السابق لمجلس النواب، والذي كان قد تعهد بخوض حملة إيجابية، رداً لاذعاً على ما قاله ميت رومني من أن الفرق الوحيد بينه وبين "جينجريتش" هو خلفية كل منهما المهنية (كان رومني يعمل في مجال الأعمال الحرة، في حين أمضى جينجريتش عقوداً في العمل في السياسة بواشنطن) بقوله" في رأيي أن السبب الوحيد الذي لم يجعل منك سياسياً محترفاً هو أنك خسرت في الانتخابات أمام تيد كنيدي عام 1994". وكان "رومني" الذي يسعى جاهداً لاستعادة الصدارة في سباق الترشيح عن الحزب "الجمهوري"، قد واجه هو الآخر نقداً حاداً حول خطة الرعاية الصحية التي وافق على تحويلها لقانون، عندما كان حاكم ماساسوشتس، والتي أصبحت فيما بعد نموذجاً اهتدى به أوباما، في وضع برنامجه للرعاية الصحية. وقد حاول "رومني" الرد على هذا النقد ولكنه لم يكن موفقاً وهو يفعل ذلك حيث أدلى بتصريح قد يندم عليه كثيراً بعد ذلك. ما حدث أن حاكم تكساس"ريك بيري" قال في كلمة له إن "رومني" كتب في كتاب له صدر حديثاً أن تفويض الرعاية الصحية " يجب أن يكون نموذجاً تحتذي به الأمة"، وهو قول كان "رومني" أدلى به في الماضي، ولكن لم يورده في صفحات كتابه الذي يقصده "بيرى". وفي محاولة إظهار خطأ "بيري"، عرض "رومني"، وهو بالمناسبة أغنى مرشح في السباق الانتخابي للحزب "الجمهوري" أن يمنح بيري 10 الآف دولار من ماله الخاص إذا أثبت أن كلامه صحيح، وهي عبارة لا يتوقع أن يكون لها صدى طيب بولاية "إيوا" التي تجرى فيها أول جولة من الانتخابات التمهيدية بعد فترة لا تزيد على ثلاثة أسابيع من الآن. وسكان "إيوا" معروف عنهم أنهم لا يرحبون بالشخص الذي يتباهى بثروته وغناه، وهو ما يعني أن تصريح "رومني" قد يسبب مشكلات جديدة تعترض طريق ترشيحه، وتقلل من شعبيته بين الناخبين المستائين بالفعل من إحجامه عن خوض حملة أكثر جرأة في الولاية. وخلال دقائق من إدلائه بهذا التصريح بدأ "الديمقراطيون" في السخرية منه علناً، ورأوا أنه يمكن لهم استغلاله كنقطة يمسكونها عليه، إذا ما فاز بترشيح حزبه لخوض الانتخابات.وهذا الاشتباك الكلامي بين" رومني" و"بيري" صرف الأنظار مؤقتاً عن الهجوم الشرس الذي تعرض له جينجريتش، وردوده العنيفة على مهاجميه. فجينجريتش العنيد الذي لم يسبق أن تراجع من قبل عن شيء قاله، تمسك بتصريحاته الأخيرة التي شكك فيها في الشعب الفلسطيني، ووضع نفسه في موضع "كاشف الحقيقة" بل وذهب إلى حد تقمص شخصية الرئيس الأميركي الراحل الأسبق رونالد ريجان الذي كان قد أثار ضجة كبيرة عندما وصف الاتحاد السوفييتي بأنه" إمبراطورية الشر"، وذلك عندما أضاف إلى وصفه السابق للشعب الفلسطيني قوله: "إذا لم يكن لدى الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل الشجاعة للوقوف والقول: كفي كذباً على الشرق الأوسط فإنهم لن يكسبوا في الأمد الطويل". وقد وصف "رومني" هذه التصريحات من جانب جينجريتش بأنها "خطأ"، أما سيناتور بنسلفانيا السابق"ريك سانتورم" فوصفها بأنها "غير حصيفة وسيكون لها مردود عكسي على إسرائيل". "بيري" كان الوحيد الذي هرع للدفاع عن "جينجريتش" حيث قام، فيما اعتبر أفضل أداء له على الإطلاق في المناظرات بعد شهور من التعثر، بوصف السجال الجاري حالياً حول "جينجريتش" بأنه" مسألة بسيطة تم النفخ فيه لدرجة فاقت كل الحدود بواسطة وسائل الإعلام"، وهو ما قابله "جينجريتش" بابتسامة وإيماءة تدل على الموافقة. ويشار إلى أن رئيس مجلس النواب السابق كان قد تقدم صفوف الساعين لنيل ترشيح الحزب "الجمهوري" بسبب أدائه الجيد في المناظرات السابقة والتعثرات التي عاني منها منافسوه. ولكن البروز الذي حققه في السباق بسبب تصريحاته الأخيرة، والسجال الذي دار حوله، وكذلك اعترافه وهو الرجل الذي سبق له الزواج ثلاث مرات بأنه قد أقام علاقة غير مشروعة خارج نطاق الزواج، كل ذلك جعله محوراً لاهتمام وسائل الإعلام المختلفة وعلى وجه الخصوص البرامج الحوارية السياسية، وذلك للمرة الأولى منذ أعلن عن نيته خوض السباق لنيل ترشيح حزبه لانتخابات الرئاسة القادمة 2012. بول ويست ومارك باراباك محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©