الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المأزق السوري: جيش ضعيف الولاء ومعارضة بلا سلاح

المأزق السوري: جيش ضعيف الولاء ومعارضة بلا سلاح
2 ديسمبر 2012
توم بيتر حلب كان أحمد الظهار قبل أكثر من أسبوع بقليل، عضواً في جهاز أمن الحكومة السورية المحاصر في العاصمة دمشق. ورغم أنه كان يعمل حارساً بشكل رسمي، لكن لم يكن مسموحاً له بحمل السلاح أو الذهاب في أي مهمة بسبب أنه مسلم سني، بينما قادة البلاد الأساسيون هم من المسلمين العلويين. ويقول: «إنهم يخشون من أن يقوم السنة بقتل الموالين للنظام، بالإضافة إلى الشك الذي يساورهم من أن ينشق هؤلاء عنهم». وخلال الأيام الأولى من الصراع الذي استمر 20 شهراً حتى الآن والذي راح ضحيته نحو 40 ألف شخص، يقول أحمد الذي انشق حديثاً، إن المهام كانت توكل للجنود مثله من غير العلويين، لكنهم كثيراً ما كانوا ينشقون وينضمون إلى المعارضة حالما يغيبون عن أنظار قادتهم. وعندما يتم الإمساك بهم من قبل الضباط يوضعون تحت الرقابة المباشرة ويتم سحب السلاح منهم. وبعد أشهر من القتال العنيف، بدأت تخف حدة الصراع في العديد من المناطق دون أن يحرز أي من الطرفين تقدماً يذكر. وتتنامى الكثير من الشكوك حول إمكانية تقدم جيش بشار الأسد الذي يفتقر إلى قوات برية موالية كافية للقيام بأي هجوم رئيسي، دون حدوث انشقاقات واسعة في صفوفه. وبينما تستمر الاشتباكات اليومية، يدور معظم العنف في حلب حالياً، نتيجة لوجود أسلحة طويلة المدى، مثل المدافع والطائرات الحربية والدبابات والقناصين، ما يسبب دماراً للمدينة وأحيائها المختلفة، في ذات الوقت الذي يمكن فيه تقليل احتمال الاحتكاك المباشر وحدوث الانشقاق. وقد رسم عدد من الأفراد الذين تركوا جيش الأسد خلال الأسابيع والشهور الماضية، صورةً لمعاناة الجيش للحفاظ على ولاء أي شخص لم يستفد من رعاية نظام الأسد له خلال الفترة الطويلة التي قضاها في سدة الحكم. ويقول أبو عبيدة، الذي انشق قبل خمسة أشهر لينضم إلى «الجيش السوري الحر» في حلب: «عندما بدأت الثورة لم يتوقعوا أن العديد من الجنود ربما ينشقوا، حيث قاموا بإرسال كثير منهم إلى المدن التي ينتمون إليها، وأخبروهم بأنهم سوف يقاتلون الإرهابيين، لكن عند وصولهم فوجئوا بأن هؤلاء ليسوا سوى أصدقائهم وأبناء عائلاتهم”. وكان رجال الشرطة الذين يقاتلون الآن مع «الجيش الحر»، من بين الذين لم يجدوا أي صعوبة تذكر في الانشقاق، نظراً لعدم إجبارهم على العيش في قواعد عسكرية. وقبل اندلاع القتال في حلب، خلال صيف هذا العام، كان أبو عمر الحمصي، واحداً من بين 70 شرطياً يعملون في بستان الباشا بمدينة حلب. وبعد محاولات متكررة، نجح عمر في الانشقاق قبل أربعة أشهر تقريباً، ليصبح واحداً من بين ثلاثة آخرين ينضمون للمعارضة من وحدته التي لم يتبق منها سوى 11 شرطياً فقط في الوقت الحالي. ويضيف قائلاً: «تم تحويل ما تبقى من الأفراد إلى قاعدة جوية وحبسهم هناك». ولا زال يتحدث إلى بعضهم عبر الهاتف النقال، حيث ذكر أن الانشقاق لم يعد خياراً لمن تبقى من زملائه إلا إذا قام «الجيش الحر» بتحرير قاعدتهم. وتقترب الخطوط الأمامية في العديد من مناطق حلب بشدة، للحد الذي يستطيع فيه مقاتلو «الجيش الحر» وقوات النظام، التحدث لبعضهم البعض عبر الجدران أو من خلال الصراخ. وذكر مقاتلو «الجيش الحر» أن القوات الحكومية أبدت رغبتها بالانشقاق في عدد قليل من المناطق، لكنهم يتخوفون من أن تنالهم رصاصات القناصين الذين لا يتوانون في إطلاق النار على كل من تسول له نفسه الهرب. ويقول بسام حميدي، الذي انشق وانضم إلى الجيش الحر قبل ستة أشهر ويتعافى الآن من الإصابة التي تعرض لها في قدمه خلال إحدى المعارك: «جميع جنود جيش الأسد منهزمون في الواقع ومعنوياتهم محطمة، وحتى عندما كانوا يقاتلون لم يكن ذلك كما ينبغي، حيث يتلقى بعضهم مكالمات من عائلاتهم تطالبهم بالانشقاق». وكان بسام قبل انشقاقه، يخدم مع وحدة في القوات الخاصة في حمص، حيث ذكر أن أولئك الذين يشك النظام في احتمال انشقاقهم يتم الاحتفاظ بهم داخل المدينة، لحراسة نقاط التفتيش في المناطق التي تخضع لسيطرته التامة والتي لا تجري فيها أي عمليات قتال. وذكر عدد كبير من مقاتلي «الجيش الحر»، أن معظم جنود الحكومة من الموالين المتعصبين الذين لا يزالون يقاتلون في الخطوط الأمامية في حلب، يتبادلون الشتائم أكثر من الحديث عن الانشقاق. كما يتم إبعاد من هم أكثر احتمالاً للانشقاق، عن الخطوط الأمامية. وعلى الرغم من محاولات نظام الأسد المعلن عنها للتغلب على مخاوف الانشقاق، إلا أن قوات المعارضة عانت في سبيل الاستفادة من ذلك، نظراً إلى افتقارها وبدرجة كبيرة لكمية السلاح المطلوبة. كما أن «الجيش الحر» لا يملك المعدات والمؤن اللازمة، لشن هجوم بري كاسح يمكنه من خلاله كسر ذلك الجمود السائد. ويقول محمود ندوم، قائد إحدى وحدات «الجيش الحر» في حلب: «ليس هناك ما يكفي من السلاح والذخيرة. ولو كنا نملك ما يكفي من الأسلحة، لاستطعنا إنهاء هذه الحرب في غضون أسبوعين فقط لا أكثر. كما أنه ليست هناك ذخيرة تكفي للكلاشنكوف طراز أيه كي 47. كما يعرض كل جندي يفشل في قتل الجندي المستهدف عند التصويب، نفسه للمعاقبة». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©