السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد الشحي.. حضور يطغى على الغياب

محمد الشحي.. حضور يطغى على الغياب
12 ديسمبر 2013 00:55
صبحي بحيرى (رأس الخيمة) - ما بين يوم ميلاده، وساعة رحيله المفاجئ، قصة عطاء نسجتها روح الناسك، الذي عشق العمل الخيري وأعطاه كل وقته. فمنذ تقاعده من القوات المسلحة قبل 12 عاماً، وتوليه إدارة فرع الهلال الأحمر في رأس الخيمة آثر، محمد زيد الشحي مدير فرع الهلال الأحمر في الإمارة، أن يكون همزة وصل بين أصحاب الحاجات من المواطنين والمقيمين، وبين المؤسسة التي امتد عطاؤها ليغطي مساحات شاسعة من أرجاء المعمورة. مساء يوم الأحد الماضي ترجّل “بوفاهم”، وتوقف القلب الذي فاض بالحب والعطاء وغمر الآلاف، عن النبض. مات الشحي ولسان حاله يقول: “عيشي بلادي”، فقد سقط الرجل بعد أن اختل توازنه أثناء رفع علم الدولة على بيته في منطقة الحيل، قبل يوم من احتفاله مع محبيه بعيد الاتحاد الثاني والأربعين. احتفل “بوفاهم” بأول عيد للاتحاد، عندما كان تلميذاً بالمرحلة الإعدادية، يومها كان عمره 14 عاماً، ومنذ هذا التاريخ بات يوم الثاني من ديسمبر بالنسبة له موعدا مع الفرح، برفع علم الدولة أعلى مسكنه، ولم تغادره هذه العادة حتى رحيله. في لحظات، تنطفئ الفرحة في بيت بوفاهم، وتنقله سيارة إسعاف مجهزة إلى أقرب مستشفى، كان التشخيص المبدئي «نزيف حاد بالمخ». وسرعان ما انتشر الخبر عبر وسائل التواصل، ويأمر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بإرسال طائرة خاصة وطاقم طبي متخصص للوقوف على حالة الرجل، بعد لحظات من وصول الفريق الطبي أسلم الشحي روحه لباريها فقد توقف القلب للمرة الثالثة، حيث كان قد توقف مرتين في الساعات التي سبقت وصول الطاقم الطبي. وصباح يوم الاثنين الماضي، ودع أبناء رأس الخيمة “بوفاهم” بالدموع، فقد رافقه المئات من المواطنين والمقيمين حتى مثواه الأخير قبل أن يصلي عليه الآلاف صلاة الوداع. وقصة الشحي مع “الهلال”، ترويها آلاف الحالات التي تعاملت معه، فما من مرة قصد ذو حاجة مبنى الفرع، إلا وخرج مجبور الخاطر، كان الشحي يدير فريقاً من الباحثين والموظفين فهموا طبيعته وحوّلوا فرع الهلال في رأس الخيمة إلى مكان لراحة القلوب المتعبة بالهموم. رحل الشحي بينما كان يحتفل باليوم الوطني، إلا أن العلم الذي رفعه سيظل يرفرف أعلى مسكنه، ليكون شاهداً على الحضور الذي يطغى على كل الغياب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©