الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصاد العام الدراسي

27 مايو 2007 02:06
قبل بضعة أيام تلقيت دعوة من المدرسة التي يدرس فيها ابني سنته النهائية في الثانوية العامة وذلك لحضور حفل تكريم الطلبة المتفوقين، وقد كانت الفرصة مواتية للتعبير عن رأي شخصي بحت في النظام الجديد الذي تم تطبيقه هذه السنة على طلاب الثانوية العامة وذلك من خلال كلمة سمحت لي إدارة المدرسة مشكورة أن ألقيها باسم أولياء الأمور الذين اكتظت بهم القاعة في ذلك المساء· وبالرغم من أن الكلمة تحمل نظرة تقييمية شخصية إلا أنه ليس هناك ما يمنع من خلال هذه الصفحات الغراء أن يجتاز التعبير حدود المكان ليصل إلى أكبر عدد من الآباء الذين قد يتفقون أو يختلفون معي في الرأي· استذكرت في كلمتي ما حدث في بداية العام الدراسي عندما اجتمع ممثلون عن وزارة التربية ومنطقة أبوظبي التعليمية معنا نحن أولياء الأمور لمناقشة تطبيق النظام الجديد الذي أقرته وزارة التربية والتعليم لطلاب الثانوية العامة فالغالبية العظمى وقتها أبدت عدم استحسانها لهذا النظام وعبرت عن المخاوف التي ستواجه الطلبة، وغدا الأمر وكأنه كابوس يقض مضاجع الآباء والأمهات والطلاب· ولكن اسمحوا أن أعبر لكم بكل صدق وأمانة وبنظرة تقييمية متواضعة أن هذا النظام بدأ بلاشك يؤتي ثماره ويطرح نتائجه الايجابية التي كان من أهمها ذلك التفاعل العلمي الفعال بين الطالب وذاته أولاً وبين الطالب ومدرسه ثانياً· فلم يعد الطالب في ظل هذا النظام آلة تسجيل صماء تسجل وتحفظ كل ما تسمع، ولم يعد المدرس أداة تلقين للمعلومات فحسب، بل أصبح مدرساً ومرشداً وموجهاً ومقيماً ومقرراً لعلاقة علمية وطيدة تربطه بالطالب ليس من خلال نتائج هذا الامتحان أو ذاك، ولكن من خلال تواصل علمي دقيق لجميع الجوانب المتعلقة بالطالب وقدراته وامكاناته التي قد يكون بعضها مدفوناً وبحاجة إلى صقل وتشجيع لاظهاره والاستفادة منه· بدأنا نرى في ظل هذا النظام الجديد أن المرحلة الثانوية لم تعد مرحلة منعزلة قائمة بذاتها خارج الحلقة التعليمية، بل أصبحت جسراً للعبور إلى مرحلة جامعية يحتاج فيها الطالب إلى تفاعل دائم مع مستجدات الحياة وإلى ادراك واسع للمعطيات التي حوله من خلال تفكير سليم، واستقلالية فعالة، وبحث علمي دقيق، وتقصٍ مستمر للحقائق والأحداث التي يطلق فيها الطالب العنان لتصوراته وآرائه وقدراته الإبداعية لكي نضمن من خلالها أن يكون هذا الطالب مشروعاً علمياً ناجحاً لبناء مجتمع متطور خلاق ينعم به الجميع بالرقي والازدهار· فهنيئاً لأبنائنا الطلاب الذين تعاملوا بكل جد واجتهاد مع متطلبات هذا العهد الجديد من التعليم، وهنيئاً لمدرسينا على قدراتهم الهائلة لتبني هذا النظام الجديد والتأقلم معه بكل إرادة وتصميم حتى طرح ثماره ونتائجه الطيبة· وهنيئاً لنا نحن الآباء رؤية أبنائنا يبحرون في هذا اليم العلمي الهائج المليء بالتحديات والصعوبات التي أصبح فيها البقاء للأقوى علمياً وفكرياً وثقافياً وإبداعيا ··· قال تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) صدق الله العظيم· فشكراً جزيلاً لكل من ساهم ويساهم في بناء صروح العلم والمعرفة والى كل من يمد يده بالخير من أجل مستقبل زاهر لأبنائنا الطلاب من قيادة حكيمة وحكومة رشيدة ورجال نذروا أنفسهم للعلم من أجل الرقي بالإنسان في هذا الوطن المعطاء· والشكر كل الشكر لأبنائنا الطلاب الذين يحصدون ثمار جدهم واجتهادهم في هذه الأيام التي شارفت فيها السنة الدراسية على الانتهاء مع كل الأمنيات الصادقة بالتوفيق والنجاح إن شاء الله· بسام حميدي أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©