الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المخدرات تنعش العقارات في بوليفيا

المخدرات تنعش العقارات في بوليفيا
13 ديسمبر 2011 22:25
تتغير ملامح مدينة لا باز الواقعة في جبال الأنديز من جراء الطفرة العقارية التي تعكس النمو الاقتصادي وأيضاً من تجارة المخدرات التي تبيض أموالها، بحسب بعض الخبراء، في بلد يعتبر من أفقر دول أميركا الجنوبية. وتحافظ العاصمة المتمركزة في واد على علو 3600 متر على طابعها الأنديزي الذي لا مثيل له لكن المباني تنتشر بسرعة كبيرة ناهيك عن الورش الأخرى قيد البناء. والأمر سيان بالنسبة إلى مدن أخرى من قبيل سانتا كروز (الشرق) وكوتشابامبا (الوسط) وسوكر إي تاريخا (الجنوب). وفي إحدى الدراسات، المجال، أكدت شركة الأسمنت “سوبوتسي” أن “مساحة الأمتار المربعة التي شيدت مؤخراً وسلمت توازي 24 مبنى من 100 طابق لكل مبنى”. وقد ارتفعت مبيعات الأسمنت بنسبة 12% خلال 2008 و13% خلال 2009، في حين نما قطاع البناء بمعدل 10% في السنة أي ضعف إجمالي الناتج المحلي. وكما هي الحال في البلدان جميعها، يعكس النمو العقاري دينامية اقتصادية ووفرة سيولة. ويشرح الاقتصادي ألبيرتو بونادونا، من جامعة “سان أندريس”، أن هذه السيولة “متأتية من الصادرات بدفع من الارتفاع الهائل في أسعار المواد الأولية”، بالإضافة إلى التحويلات المالية التي يرسلها البوليفيون من الخارج والقروض الميسرة ومن طبقة متوسطة بدأت تظهر في بلد معروف بفقره. ومن بين هذه “الصادرات” المعادن والنفط بطبيع الحال وكذلك الكوكايين التي تعتبر بوليفيا ثالث مصدر لها على الصعيد العالمي. وتزداد المساحات المزروعة بورق الكوكا إلى 31 ألف هكتار، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ويفسر الاقتصادي نابوليون باشيشو، من معهد “فونداسيون ميلينيو”، قائلاً “في البلدان التي تزدهر فيها تجارة المخدرات، يشكل قطاع العقارات منفذا لتبييض الأموال من خلال تشييد مبان وشراء شقق وبيعها. ولا شك في أن ذلك يؤثر على الطفرة الحالية”. وغني عن القول إن ما من دراسة تربط بوضوح طفرة المباني بتبييض الأموال لكن يذكر أن آخر طفرة عقارية شهدتها البلد كانت في الثمانينيات عندما بلغت تجارة المخدرات أعلى مستوياتها. ويوضح ألبيرتو بونادونا أنه “كل ثمانية دولارات متأتية من الصادرات الشرعية، يقابلها لار من التجارة غير الشرعية”. ويشير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن تجارة المخدرات تشكل ما بين 3 و5% من إجمالي الناتج المحلي في بوليفيا. لكن لهذه الطفرة أسباب طوبوغرافية أيضاً فلم تعد المدينة الواقعة في قلب واد تتسع إلا لمبان عمودية. وفي حي ميرافلوريس السكني، تهدم المنازل لتشييد مبان من خمسة طوابق. غير أن المدينة التي تقع على ارض صلصالية معروفة بهزاتها. وقد أدى صدع جيولوجي معروف وانزلاق التربة البطيء، إلى تدمير 1500 مسكن في بداية 2011. كما يخشى من أن يستلزم هذا التحضر توسيع شبكة الخدمات الأساسية والنقل مما يعتبر عملية جد معقدة في ظل تضاريس المدينة.
المصدر: لاباز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©