الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إرهاب «داعش» الأسود يدمي قلب أوروبا

إرهاب «داعش» الأسود يدمي قلب أوروبا
23 مارس 2016 03:42
بروكسل (وكالات) هز إرهاب «داعش» الأسود أمس قلب الاتحاد الأوروبي مستهدفاً عبر هجمات منسقة بأحزمة وعبوات ناسفة مطار بروكسل- زافنتم الدولي، ومحطة لمترو الأنفاق وسط العاصمة البلجيكية، مما أسفر عن سقوط 34 قتيلاً و230 جريحاً، بعضهم في حالة الخطر، وفق السلطات التي أعلنت الحداد الوطني، وتنكيس جميع الأعلام ثلاثة أيام حتى يوم غدٍ الخميس. وقالت مصادر أمنية: «إن تفجيرين يعتقد أنهما انتحاريان (وفق النيابة البلجيكية) استهدفا المطار صباحاً بفارق دقائق، ما أسفر عن سقوط 14 قتيلاً و100 جريح». فيما تحدث حاكم مقاطعة برابان الفلامنكية لودفيك دو فيتي عن أن منفذي الاعتداءات ادخلوا ثلاث قنابل إلى المطار لكن إحداها لم تنفجر. لافتاً إلى قيام فريق خبراء المتفجرات بعد الظهر بتفجير غرض مشبوه في قاعة المغادرة. وقال شهود عيان: «إنهم سمعوا إطلاق نار في البداية في قاعة المغادرة في المطار، قبل أن يصيح شخص بالعربية ثم يسمع دوي تفجيرين». وأظهرت مشاهد بثتها وسائل الإعلام الركاب يهربون مذعورين تاركين حقائبهم، فيما يتصاعد الدخان الأسود من مبنى قاعة المطار الذي تحطم زجاجه، وتم إغلاقه حتى إشعار آخر، وإلغاء رحلات، وتحويل مسار رحلات أخرى. وبعد ساعة تقريباً من تفجيري المطار، دوى تفجير ثالث في محطة مترو مالبيك على بعد 300 متر من المفوضية الأوروبية، ما أوقع 20 قتيلاً و130 جريحاً، وفق ايفان مايور رئيس بلدية بروكسل التي تضم مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ودعت السلطات السكان إلى عدم التنقل وملازمة أماكنهم، مشيرة إلى أن جميع وسائل النقل العام ومحطات المترو والمحطات الكبرى أغلقت حتى إشعار آخر. وإذ سارع تنظيم «داعش» الإرهابي إلى تبني الاعتداءات، متوعداً بما وصفه بـ»أيام سود»، رداً على استهدافه. أصدرت الشرطة مذكرة اعتقال بحق رجل يشتبه في ضلوعه في تفجيري مطار بروكسل، ونشرت صورة للمشتبه فيه مرتدياً ملابس بيضاء، ويضع قبعة، ويدفع أمامه عربة لنقل الأمتعة، وطلبت الإدلاء بمعلومات عنه. وقال المدعي العام فريديريك فان لو في مؤتمر صحافي: «إن عمليات دهم مختلفة تجري في أماكن عدة، ويتم الاستماع أيضاً إلى العديد من الشهود». لافتاً أيضاً إلى العثور على عبوة ناسفة تحتوي على مسامير ومواد كيميائية وراية لتنظيم «داعش» خلال مداهمة في حي سكاربيك. وقالت قناة (في.ار.تي) التلفزيونية: «إن الشرطة عثرت على بندقية كلاشنيكوف بجوار جثة مهاجم في مطار بروكسل، كما بثت صورة لعربة مترو وقد انتزعت أبوابها ونوافذها بفعل عصف الانفجار، كما تشوّه هيكلها، في حين تفحّم والتوى أثاثها. بينما أفادت قناة (في.تي.إم) التلفزيونية أيضاً بأن الشرطة عثرت على حزام ناسف، تم التخلص منه في مطار بروكسل، وإن فرقة المفرقعات أبطلت مفعوله». وأضافت: «إن فرقة المفرقعات تفحص أيضاً عبوة مثيرة للريبة في جامعة بروكسل». وذكرت محطة (أر.تي.بي.إف) المحلية أن الشرطة كانت تفتش منازل في منطقة بروكسل. فيما تحدثت مصادر أن فريق تفكيك القنابل بالجيش قام بتفجير سيارة مشتبه فيها بضاحية إيكسل بجنوب بروكسل. وكانت الشرطة البلجيكية قد اعتقلت الفرنسي صلاح عبد السلام المشتبه فيه الرئيس المتبقي على قيد الحياة في الهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر الماضي. وقال وزير الداخلية يان يامبون أمس الأول: «إن بلاده في حالة تأهب قصوى، تحسباً لوقوع هجوم. لكن من غير الواضح ما هي الثغرات الأمنية التي سمحت للخطة الإرهابية بالمضي قدماً أمس، وما إذا كان الهجوم قد خطط له مسبقاً أو اعتمد في وقت قصير». وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية أن مستوى الإنذار رفع من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة، وهي الدرجة القصوى في مجمل أنحاء البلاد، وقال: «قررت وحدة تنسيق التهديدات الأمنية رفع مستوى التأهب الأمني إلى الرابع، وهو ما يعني تطبيق إجراءات أمان إضافية، مثل تعزيز مراقبة الحدود، وفرض قيود على النقل العام، وتعزيز الوجود العسكري في مواقع مهمة، وندرس اتخاذ المزيد من الإجراءات». وعززت السلطات أيضاً إجراءاتها الأمنية حول المنشآت النووية حسبما أوردت الوكالة الفدرالية للرقابة النووية. فيما نفى القصر الملكي البلجيكي نبأ إخلائه، وفق ما جاء في تقارير إعلامية ذكرت أن الملك فيليب والملكة ماتيلد في حالة صدمة. وأغلقت كل الأنفاق في بروكسل التي يفوق طولها 300 متر، وكذلك نفق حلف شمال الأطلسي. وكان من الصعب إجراء اتصالات هاتفية في بروكسل خلال النهار، بسبب الضغط الشديد على الشبكة. وأغلقت المراكز التجارية الكبرى والسوبرماركتات في بعض أحياء بروكسل أبوابها. وأخليت أيضاً جامعة بروكسل الحرة، التي لديها ثلاثة فروع في بروكسل، وواحد في منطقة شارلروا. وقال المتحدث باسم الجامعة: «إن هذا القرار يتعلق بـ26 ألف طالب و5 آلاف موظف، أي ما مجموعه 31 ألف شخص». ووصف رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال التفجيرات بأنها عشوائية وعنيفة وجبانة. وقال: إن بلاده تعيش لحظة مأساة، لحظة سوداء، وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع المدعي العام الفدرالي فريديريك فان: «كنا نخشى اعتداء وها أنه وقع». وقال: «إن الشعب يجب أن يظل قوياً، وأن يتحلى بالهدوء في ظل استمرار العمليات»، وأضاف: «أهم ما يشغلنا الآن هو الضحايا وأسرهم، وكذلك الذين ينتظرون اليوم أي خبر من أحبائهم.. نحن نعلم أننا نواجه لحظة مأساوية، ونناشد الجميع بالهدوء والوحدة في هذه الظروف الصعبة». فيما اعتبر فان أنه لا يزال من المبكر جداً الربط بين اعتداءات بروكسل وهجمات باريس في 13 نوفمبر 2015، وقال «لا يزال من المبكر جداً إقامة صلة مع اعتداءات باريس».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©