الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شباك الصيادين العراقيين بلا أسماك

27 مايو 2007 23:30
الكوت (العراق) - ا ف ب: لم تسلم أسماك العراق في الأنهر من الانتهاكات التي تتعرض لها نتيجة الاستخدامات اللامسؤولة من قبل الصيادين مثل اللجوء الى المتفجرات والسموم والصعق الكهربائي للصيد دون رادع في هذا البلد الذي تمزقه الحروب· وبات الصيادون العراقيون الذين احترفوا المهنة لكسب رزقهم منذ آلاف السنين على ضفاف نهري دجلة والفرات يعانون من سلوك اشخاص غير محترفين لا علاقة لهم بمهنتهم يستخدمون السموم والمتفجرات والصعق الكهربائي للصيد بعد تراجع دور الاجهزة الرقابية والحكومية بسبب أعمال العنف المتواصلة· ويقول فائق سالم وهو احد اقدم صيادي الاسماك في مدينة الكوت (170 كلم جنوب شرق بغداد) ان ''السمك العراقي يتعرض لانتهاكات خطيرة ومروعة بفعل الاساليب التي يتبعها الصيادون والمتمثلة باستعمال السموم والمبيدات والصعق الكهربائي، اضافة الى اسلوب التفجيرات بالقنابل اليدوية لصيد اكبر عدد من الاسماك على اختلاف انواعها واحجامها''· واضاف ان ''هذه العملية تؤدي الى هلاك معظم السمك''، مشيرا الى ان ''هذه الاساليب تستخدم من قبل الدخلاء على المهنة والخارجين عن القانون وفاقدي الضمير في ظل غياب دور الاجهزة الرقابية''· وتابع هذا الصياد الذي احترف مهنة الصيد ابا عن جد ان ''الصيد بات اليوم لا يسد رمق عائلة واحدة بفعل هذه الانتهاكات من قبل هؤلاء''، مؤكدا ان ''حصيلتي من صيدي اليوم هي ثلاثة اسماك واحيانا لا شيء، بعد ان كانت الكمية التي يتم صيدها بحدود 30 الى 40 من اسماك الكطان والبني والشبوط التي تشتهر بها مدينة الكوت''· وتؤكد احصائيات من دائرة الزراعة في مدينة الكوت ان اكثر من 450 طنا من اسماك البني والكطان الحر كانت حصيلة الصيادين من مناطق الصيد المختلفة اسبوعيا، الا انها انخفضت الى اقل من 20 طنا· وقال فاضل الجعيفري احد الصياديين (40 عاما) إن ''مثل هذه الممارسات مخالفة لقوانين صيد الاسماك''، مؤكدا ان ''الكثير من الصيادين الجدد يعمدون الى الصيد في موسم التكاثر المحصور بين منتصف فبراير الى اوائل ابريل اي بحدود 60 يوما''· واضاف ''ان الصيادين المحترفين يحترمون هذا الموسم لأنه يعني أن رزقا سيأتي في الأيام المقبلة؛ لذا نوقف الصيد فيها ولا نتجاوز القانون''· وتابع الجعيفري ''نستخدم في الصيد الشباك التي نحصل عليها من الدولة وفق اجازة رسمية في زمن النظام السابق''· ويرى هاني محمد أحد باعة الاسماك ''ما يجري حاليا امام اعين المسؤولين في الدولة امر مؤسف وخطير وتخريب لاقتصاد البلد دون ردعهم''· وأشار الى ان هذه ''الاساليب الوحشية قد تعرض كميات كبيرة من الاسماك المعروفة في الاسواق مثل الكطان والبني والشبوط والتي لها روادها من مدن مختلفة الى الانقراض''· وشدد علي سيد أحد الصياديين على ضرورة محاسبة المخالفين، قائلا اذا ''لم تردع الدولة الخارجين عن القانون من الصيادين الذين يستخدمون السموم والمتفجرات في الصيد فسيعرضون حياة آلاف من الناس الى مخاطر صحية كذلك''· واضاف ان ''افضل الوسائل في الصيد هي الشباك التي كنا نحصل عليها من الدولة في السابق، والتي كانت تتميز بمواصفات جيدة وحسب حجم السمكة التي نريد صيدها''· واشار الى ان الشباك المستخدمة تعرف بالسبيعي والثميني والعشيري والدودي وغيرها وجميعها ذات مناشئ عالمية· ويشتكي مهند علي أحد الصيادين وبائعي الاسماك من قلة الدخل بسبب عزوف السكان مؤخرا عن اكل السمك النهري بسبب الانتشال اليومي للجثث منه· وقال ان ''عدد زبائني قل بصورة كبيرة وآخرين عزفوا اصلا عن اكلها بسبب الاخبار التي تنناقل عن تناول الاسماك للحوم البشرية المتحللة في دجلة''· وتنتشل الشرطة العراقية بصورة يومية عددا من الجثث المتحللة من نهر دجلة خصوصا في جنوب بغداد· واضاف ''بات الكثير منهم يفضل اسماك المزارع''· ووصف الشيخ أحمد راضي أحد رجال الدين الصيد ''بواسطة السموم والصعق الكهربائي بالصيد ''الحرام'' لأنه مثل ما يهدد الثروة السمكية بالاندثار يؤثر ايضا على صحة الانسان''، داعيا الى ''ضرورة تفعيل دور القانون واتخاذ اجراءات رادعة من قبل الاجهزة الحكومية لمحاسبة مرتكبي تلك الاعمال''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©