الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناصر المرزوقي يحلم بإنشاء مصنع للطائرات ووسائل النقل الترفيهية

ناصر المرزوقي يحلم بإنشاء مصنع للطائرات ووسائل النقل الترفيهية
12 ديسمبر 2013 20:29
أشرف جمعة (أبوظبي) - شكلت مرحلة طفولة الفنان التشكيلي وصانع الطائرات الإماراتي ناصر المرزوقي وجدانه، وأثرت تفكيره، وعمقت في روحه الخيال، حيث البداية كانت مع الرسم، والتشكيل بالفرشاة، ومن ثم صناعة ألعابه بنفسه، من دون أن يدري أنه سيوفق في عمل مجسمات لطائرات مختلفة الأحجام والأشكال، وهو ما أسهم أيضاً في اختياره لنسق الدراسة العلمية، وعلى الرغم من تجريب المرزوقي لأكثر من فن في صغره، إلا أن التشكيل بالفخار لعب دوراً مهماً في اتخاذه قراراً بأن يصنع بيده كل ما يطرأ على ذهنة في مرحلة مبكرة. ويعكف المرزوقي حاليا على تصميم سيارة رياضية أطلق عليها اسم «سلطان»، كما يعمل على تصميم قارب رياضي مختلف يحمل اسم «خليفة 1». أما مشروعه الكبير، فيتمركز حول تصميم طائرة صغيرة أطلق عليها اسم «فزاع». محاولات دائبة استطاع المرزوقي بعد أن درس باستفاضة في مجال الطيران أن يقود العديد من الطائرات لكنه دائماً يدين بالفضل لوالده الذي كان يصبر على مشاغباته في الطفولة وإحداثه بين الحين والآخر جلبة في البيت، بسبب محاولاته الدائبة لصناعة طائرة صغيرة، وإطلاقها في الهواء، وهو ما كان يجعلها تتهشم تاركة وراءها أصواتاً مزعجة تتخطى أسوار المنزل في منطقة السمحة بإمارة أبوظبي، وبعد أن اكتملت موهبته يسعى المرزوقي إلى أن تحلق طائرة «فزاع» التي انتهى من تصميمها في الجو. ويرى المرزوقي أن البداية الحقيقية مع عالم تصميم وصناعة مجسمات الطائرات كانت في المرحلة الإعدادية، حين اشترك في مسابقة علمية نظمتها إدارة مدرسة السمحة للطلبة الذين يمتلكون مواهب خاصة، وفي هذه المسابقة استطاع المرزوقي أن يصنع مجسماً لطائرة لاسلكية، على الرغم من أنه جرب في محاولات سابقة أن يصنع نموذجاً ما كان يختمر في ذهنه لهذا النوع من الطائرات، لكنه فور فوزه بالمركز الأول في المسابقة، التي أجرتها مدرسته، قرر والده أن يخصص له معملاً علمياً في أحد أركان البيت ليواصل طريقه في عالم الابتكار والمخترعات. ويلفت إلى أنه استطاع أن يكون مكتبة علمية خاصة بعلوم الطيران، ومن خلال المطالعة في سن مبكرة تعرف على الفرق بين الطائرات ذات الجناح الواحد، والأخرى التي تحلق بجناحين، فضلاً عن العديد من الأسرار التي شجعته على مواصلة القراءة والاطلاع. قيادة الطائرات حول مواصلة طريقه نحو الدراسة الأكاديمية في مجال الطيران، يقول المرزوقي «عندما التحقت بالمؤسسة العسكرية في عام 1995 كنت محظوظاً بكل المقاييس لكوني احتككت بجيل له باع طويل في مجال الطيران، ولا أنكر أنني استفدت منهم بشكل كبير، واستطعت أن أطور من مهاراتي أثناء الدراسة، إذ إنني التحقت بمدرسة دبي للطيران في عام 1997، وبها تدربت على قيادة طائرات متنوعة، وفي عام 2005 انضممت إلى أسرة شركة طيران الإمارات، وبعدها سافرت إلى أستراليا من أجل التدريب على قيادة الطائرات بصورة أكثر عمقاً، وفي أثناء هذا البرنامج التدريبي المكثف قدت طائرة بمحرك واحد وأخرى بمحركين، وحصلت في نهايته على رخصة الطيران التجاري atpl التي تهيئ الطيار مباشرة للعمل عبر الخطوط الجوية»، مشيرا إلى أنه في أثناء ذلك تدرب على قيادة طائرات بوينج 777، ومن ثم انتقل إلى العمل في شركة لها باع طويل في مجال الطيران. وبخصوص مواصلته تصميم وصناعة العديد من المركبات المختلفة أثناء الدراسة والعمل، يوضح المرزوقي «هواياتي لم تفارقني طوال رحلة الدراسة وبداية التحاقي ببعض الوظائف، فقد وجهت فكري لصناعة مجسمات لوسائل النقل والرياضات «الخارقة» كما يطلقون عليها اصطلاحاً، ووصلت إلى مرحلة كبيرة من المعرفة بمفردات الصناعة، ومن ثم التعامل مع المواد الخام من الكربون فيبر والألياف الزجاجية بشتى أنواعها، وطرق إتقان صناعة مجسمات السيارات والقوارب والطائرات، من خلال الخبرة التي اكتسبتها منذ عام 1984 إلى وقتنا الحالي». نموذج الحلم بالنسبة لبعض التصميمات التي أخذت منه جهداً كبيرة، يوضح المرزوقي أنه بعد أن وصل إلى أحد مواقع صناعة الطائرات عبر محرك البحث جوجل، قام بعمل تصميم لطائرة أعجبته بعد ثمانية شهور من الدراسة والاطلاع، من خلال التراسل بينه وبين الموقع، وواصل المرزوقي مشروعه إلى أن أكمله عام 2012 وحصل على موافقة من هيئة الطيران المدني لعرضها كنموذج على كورنيش أبوظبي في المناسبات الوطنية. وفي الوقت الحالي، يجتهد المرزوقي في عمل دراسة مستفيضة لإقامة مصنع خاص لصناعة السيارات الخفيفة ووسائل النقل الخاصة بالنزهات، وكذلك السيارات والطائرات، ومن ثم الحصول على قطعة أرض من الجهات المسؤولة لإتمام هذا الحلم الذي يراوده منذ سنوات طويلة. ويعكف المرزوقي حاليا على صناعة سيارة رياضية إذ إنه انتهى بالفعل من عمل نموذج مصغر لها، وأطلق عليها اسم «سلطان» ويعتزم أن يشارك بها في معارض دولية داخل الإمارات وخارجها، كما يعمل أيضاً على صناعة قارب رياضي مختلف يحمل اسم «خليفة 1». أما مشروعه الكبير، الذي يوفر له جماع طاقته؛ فيتمركز حول صناعة طائرة قد تكون الأصغر في العالم إذ إنها تحمل فرداً واحداً وأطلق عليها اسم «فزاع». ويقول «هذه الطائرة تتمتع بعوامل أمان عالية، وتستطيع تقديم عروض بهلوانية واستعراضات جوية مدهشة». فضلا عن أنه بصدد صناعة قوارب رياضية مختلفة في المفاهيم والأشكال لا تسير على نطاق القوارب التقليدية. ويؤكد أن إتقانه للفن التشكيلي ساعده في استلهام أفكار مجسماته للطائرات والسيارات والقوارب الشراعية. كتاب يغير مساراً عن العلم، الذي أسهم في حدوث نقلة نوعية في أساليب تصميماته وتنوعها، يذكر المبتكر والتشكيلي ناصر المرزوقي أن كتاباً اطلع عليه لعالم مشهور، وهو في المرحلة الثانوية، حول علم ديناميكية الهواء غير مسار حياته حتى أنه وهو في أستراليا كان من المتميزين بفضل هذا الكتاب، الذي أغناه عن قراءة العديد من الكتب. ويلفت إلى أنه تعلم من هذا الكتاب نظرياً كيف يتعامل مع مقاطع رافعات الطائرات، وتقسيم وحداتها، ومن ثم شكل لديه نظرة عملية للطائرة وقدرة خاصة في تفحصها بدقة فائقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©