الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عائلتي تقرأ» جرعة ثقافية تحصن المجتمع ضد الجهل

«عائلتي تقرأ» جرعة ثقافية تحصن المجتمع ضد الجهل
12 ديسمبر 2013 20:29
اعتادت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على نشر المعرفة، وتشجيع القراءة في المجتمع الإماراتي، ويأتي ذلك انطلاقاً من توجيهات سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس المؤسسة، التي أطلقت مؤخراً مبادرة «عائلتي تقرأ»، التي سيستفيد منها ما مجموعه 50 ألف أسرة، بواقع حزمة تضم 20 كتاباً متنوعاً لكل أسرة مواطنة، حسب المعايير التي وضعتها المؤسسة لتعم الفائدة على كافة أفراد الأسرة، علماً بأن جميع الكتب التي سيتم توزيعها هي من إصدارات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. ولقيت المبادرة صدى طيباً بين الأسر التي اعتبرت أنها تدق ناقوس خطر تراجع أهمية القراءة في المجتمع. دبي (الاتحاد) - المبادرة التي خصص لها أن تنطلق ابتداءً من يناير، لتستكمل في نهاية العام المقبل 2014، تحمل أهدافاً معرفية وثقافية غاية في الأهمية للعــائلات الإماراتية، التي تقع عليها مســؤولية المواظبة على القراءة والاطلاع للاستفادة من المخزون المعرفي الموجود في الكتب، والذي يعد عصارة جهود مؤلفين لم يبخلوا في عرض تجاربهم وخبراتهم. فوائد ثمينة حول المبادرة، يقول بلال البدور، رئيس جمعية حماية اللغة العربية «عودتنا مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على إحياء المبادرات الاجتماعية والثقافية الهادفة إلى إحداث تغييرات جذرية في المجتمع، وكلنا ثقة بأن تطبيق مثل هذه المبادرات سيكون له عظيم الأثر الإيجابي على أفراد المجتمع، وستلعب المكتبات العامة دوراً مهماً في الحراك المعرفي والقرائي الذي نطمح إلى تحقيقه». ولاقت المبادرة صدى طيبا عند الأسر كونها المستهدفة منها، إلى ذلك، يقول عبد الله المطروشي «رب أسرة» إن إطلاق مبادرة «عائلتي تقرأ» من قبل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ليس غريبا على هذه المؤسسة الطموحة التي يعمل أفرادها على إضافة إنجازات ملموسة على أفراد المجتمع الإماراتي، الذي يحقق نجاحات متوالية على الصعد كافة. ويضيف «تابعت باهتمام كبير تفاصيل هذه المبادرة المجتمعية الهادفة، واطلعت على بعض تفاصيلها بحكم حبي وعشقي للقراءة التي تعودت عليها منذ الصغر، وأستطيع تأكيد أن تنفيذ هذه المبادرة بشكل صحيح سيحقق فائدة ثمينة، لأن القراءة ليست وسيلة ترفيه أو متعة، بل هي ثقافة وموروث يجب أن تحافظ عليه الأجيال من أجل خلق مجتمع واعٍ ومواكب لتطورات العصر ومتغيراته المتنوعة». ويشير خالد آل علي إلى أن مبادرة «عائلتي تقرأ» من المبادرات الرائدة التي تسهم في غرس قيم القراءة في حياة الأسر التي أصبحت التكنولوجيا تسرق الكثير من أوقاتها. ويضيف «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تبادر على الدوام في سبيل إحداث نقلة نوعية في المجتمع، وهذه المبادرة تحديداً تشجيع للعائلات على الارتباط بالكتاب الذي لا نوليه أهمية مقارنة بالأجانب الذين استفادوا منه، وقطعوا أشواطاً واسعة تعرفوا من خلالها على حضارتنا وعلمائنا الذين أسهموا في تطور البشرية في مجالات الطب والرياضيات وعلم الفلك واللغة وغيرها». تطبيق المبادرة لا يخفي خالد المهيري، إعجابه بالمبادرة الرائعة، التي أطلقت تحت شعار «عائلتي تقرأ»، والتي وصفها بالمبادرة الوطنية التي تهدف إلى إحداث تغيير جذري في مفهوم الاطلاع والقراءة بين الأسر. ويتابع «هناك طرق كثيرة يمكن من خلالها تشجيع الأسر على القراءة منها فكرة استخدام الإنترنت كمنبر للتعريف بالكتب المختلفة، وهذا يوفر الكثير من الجهد والمال، حيث لا يتطلب من العائلات البحث عن الكتب في المكتبات أو انتظار المعارض لاقتناء الجديد منها». ويضيف «هذه المبادرة جاءت لتضع الدواء على الداء، خاصة أن هناك عدم اهتمام بالقراءة وهذا انعكاس لواقعنا العربي الذي تشير إحصاءاته إلى أنها تشكو من انتشار الأمية التي اتسعت رقعتها لتصل إلى أكثر من 67 مليوناً بينهم نحو 6 ملايين طفل في سن الدراسة لا يذهبون للمدرسة، وهذه أرقام مخيفة، علينا أخذ الحيطة والحذر وتحصين مجتمعنا من كل ما هو سلبي، وتشجيع المجتمع للتفاعل وتطبيق هذه المبادرات المجتمعية والإنسانية والإيجابية». أما ناصر المنصوري، فيرى أن المبادرة جاءت في وقت مناسب، فهي مبادرة رائدة، تهدف إلى تشجيع القراءة بين العائلات الإماراتية، وهي بذلك تؤكد أهمية الكتب في قضاء أوقات الفراغ لدى الأسرة التي هي في تراجع مستمر، مضيفا أن إطلاق هذه المبادرة جاء ليدق ناقوس الخطر المتمثل في تفضيل العائلات قضاء الوقت أمام التلفزيون أو الكومبيوتر، وهي نتيجة أكدتها كثير من الدراسات الحديثة. وينصح بضرورة تعويد الأطفال منذ الصغر على تعلم القراءة لأن الدراسات أثبتت أن لا غنى عن القراءة لأن فوائدها كثيرة. مسايرة الركب يجزم عمر العوضي، أن مبادرة «عائلتي تقرأ» من المبادرات الثقافية التطوعية المهمة والهادفة إلى تشجيع العائلات على القراءة، وخلق مجتمع قارئ مثقف يسهم بشكل كبير في تطور الدولة وازدهارها، موضحاً أهمية القراءة، كونها تتجسد لهذه الأمة من خلال القرآن الكريم، فكانت أول سورة فيه تبدأ بكلمة «اقرأ»، وهذه دعوة واجبة للقراءة وطلب العلم، مضيفا «من الضروري القيام بواجبنا والاضطلاع بالمسؤولية بلا تخاذل أو تسويف، فدوائر المجتمع ومؤسساته، كوزارات التعليم والمدارس والجامعات والأسرة، عليها أن تلعب دوراً محورياً في خدمة المجتمع من موقعها لمسايرة الركب العالمي الذي لا مكان فيه للكسالى والمتخاذلين والأميين». ويعبَّر راشد المري، عن امتنانه لإطلاق المبادرة، لأنها من المبادرات التي تحمل أهـدافاً سامية وغاية مجتمعية نبيلة تشجع الجميع على القراءة، وتعودهم على المطالعة، وحب المعرفة والعلم عبر أمهات الكتب بمختلف توجهاتها، مؤكداً «مشكلتنا تتمحور في أن الكتاب لا يشكل جزءا مألوفا من حياتنا العائلية، والسبب في ذلك أننا لم نتعود على ذلك منذ الصغر فالتعود على القراءة يجب أن يبدأ في سن مبكرة عبر خلق أجواء مثالية مشجعة للمطالعة والقراءة وليس للجلوس أمام شاشة الكومبيوتر كما هو حاصل الآن». وينصح المري بضرورة القيام بثورة ثقافية شاملة تساعد وتنهض بهذا الجيل، لكي يتجاوز محنته في عدم الاطلاع والرغبة في القراءة المتعددة، وهذا لن يأتي إلا من خلال تطبيق هذه المبادرة بصرامة، مشيراً إلى أن البداية يجب أن تكون عبر ترغيب وتعويد الأطفال على عشق القراءة من خلال اصطحابهم إلى المكتبات، وشراء الكتب لهم كهدايا، وهو ما سيخلق عندهم رغبة للقراءة في المستقبل، وحينها سيكون للطفل كتابه المفضل، وستكون المكتبات ملاذه الأول والأخير لكي يستقي وينهل من العلم والمعرفة الكثير. عناوين تضمها المبادرة اختارت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العديد من عناوين الكتب المهمة لتكون حاضرة بين المجموعة، منها: كتاب «ومضات من فكر» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي اختزل فيه سموه عصارة أفكاره كخريطة طريق لكل من يسعى لتميز وطنه. وسلسلة «تاريخ العظماء» من إنتاج ناشيونال جيوجرافيك بالتعاون مع بوك هاوس، وهي موجهة لفئة الفتيان، وتضم بين دفتيها سير عظماء التاريخ والعباقرة العلماء مثل جاليليو وموزارت والاسكندر. وسلسلة «المواد» بالتعاون مع دار روائع مجدلاوي، وهي مجموعة تعليمية مسلية حول المواد واستخداماتها كالمطاط والزجاج والخشب، موجهة للأطفال دون سن السابعة. يضاف إلى ذلك سلسلة «قصص مسلية من التراث الإماراتي» من إنتاج قسم التربية بكليات التقنية العليا بالتعاون مع دار اليربوع الإماراتية. وموسوعة «كنوز الإسلام» بالتعاون مع دار أكاديميا، وهو كتاب مصور للتاريخ الإسلامي والدويلات التي مرت بتلك الحقبة الزمنية. وسلسلة «هارفرد للإدارة» بالتعاون مع دار العبيكان، وهي سلسلة من كتيبات صغيرة تضم معلومات كثيرة حول مهارات الإدارة الحديثة وفنون النجاح المؤسسي. وسلسلة متنوعة للأم مثل المهارات المنزلية للأم، وأخرى حول كيفية التعامل مع الأطفال في السنوات الثلاث الأولى من مرحلة الأمومة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©