السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة

يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة
12 ديسمبر 2013 20:33
ذهاب النساء للمقابر ? ما حكم ذهاب النساء للمقابر خلف الرجال لحضور الدفن مع الالتزام باللباس وعدم رفع الصوت؟ ?? الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.. فنسال الله العلي القدير أن يتغمد أموات المسلمين بواسع رحمته، ويجوز للنساء السير في موكب تشييع الجنازة ويستحب أن يكن خلف الرجال، قال العلامة الخرشي رحمه الله في شرحه لمختصر خليل: «كما يستحب للنساء التأخير وراءها للستر». ويجوز للمرأة زيارة المقبرة لعموم الحديث الذي في سنن أبي داود: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإن في زيارتها تذكرة». قال العلامة محمد بن رشد رحمه الله في البيان والتحصيل: «وما روي من «أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن زوارات القبور»، معناه - عند أهل العلم - أن ذلك كان قبل أن يرخص في ذلك، فلما رخص فيه، دخل في الرخصة النساء مع الرجال»، والله تعالى أعلم. الاغتسال بماء المطر ? هل ورد شيء عن الاغتسال بماء المطر ؟ ?? اعلم أن الوارد الصحيح هو كشف بعض البدن للتعرض لأول المطر النازل؛ فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه، حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: «لأنه حديث عهد بربه تعالى». وأما الاغتسال من ماء المطر إذا اجتمع وسال فمستحب، فقد جاء فيه حديث لكنه ضعيف، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه المجموع: «ويستحب إذا سال الوادي أن يغتسل فيه ويتوضأ منه لما روى أنه جرى الوادي فقال النبي صلى الله عليه وسلم «أخرجوا بنا إلى هذا الذي سماه الله طهورا حتى نتوضأ منه ونحمد الله عليه».. وحديث الوادي رواه الشافعي في الأم بإسناد منقطع ضعيف مرسلا»، ونوصي من أراد أن يطبق السنة في التعرض للمطر أن يراعي التعليمات الطبية وأن يقوم بذلك بطريقة لا تضر بصحته حتى لا يعرض نفسه للمرض، والله تعالى أعلم. صلاة النافلة ? هل صلاة النافلة واجبة ولماذا سميت نافلة ومتى نصليها وكيف نصليها؟ ?? صلاة النافلة ليست واجبة وإنما هي مندوبة في أي وقت تباح فيه الصلاة وسميت نافلة لزيادتها على المطلوب، ولكن لا تجب إلا بالشروع فيها، والنافلة هي ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يداوم عليه، أي يتركه في بعض الأحيان ويفعله في بعض الأحيان، أما السنة فهي ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأظهر فعله وداوم عليه ولم يقم دليل على وجوبه، قال العلامة الدسوقي رحمه الله في حاشيته على الشرح الكبير: «النفل لغة الزيادة.. واصطلاحا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يداوم عليه.. وأما السنة فهي لغة الطريقة واصطلاحا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأظهره حالة كونه في جماعة وداوم عليه ولم يدل دليل على وجوبه». ومن الأمثلة على النوافل: قيام الليل وصلاة التطوع نهارا، والله تعالى أعلم. الإنفاق على الوالدة والإخوة ? هل النفقة على الوالدة والإخوان بعد وفاة الوالد تعتبر صدقة؟ ?? النفقة على الوالدة واجبة، وعلى الإخوان صدقة، لكنها أعظم أجراً من جميع الصدقات لما فيها من أداء الواجب وصلة الرحم. قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة:215). وقال العلامة ابن كثير رحمه الله في تفسيره: «أي: اصرفوها في هذه الوجوه. كما جاء في الحديث: «أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك». وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك». وبذلك فإن النفقة على الوالدة واجبة، وعلى الإخوان صدقة، لكنها أعظم أجراً من جميع الصدقات، لما فيها من تأدية الواجب وصلة الرحم، والله تعالى أعلم. مكانة الزوجة وعدم الإساءة إليها ? أعطاني الله زوجة أعتبرها أحسن شيء في حياتي.. ورزقني الله منها بنتا جميلة، ومع ذلك أسيء معاملة زوجتي لأتفه الأسباب، وبعد ذلك أندم، وأدعو الله بعد الصلاة أن يعافيني من العصبية وينصرني على الشيطان، أرجو المساعدة والنصيحة؟ ?? نسأل الله العلي القدير أن يديم المودة والرحمة بينك وبين زوجتك، وإن إحساسك بخطئك هو بداية الحل والذي ننصحك به بعد حمد الله على ما في زوجتك من الصفات الحميدة، لذا: احذر من كل ما يدعو له الغضب من النزغات، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: «لا تغضب» فردد مرارا، قال: «لا تغضب». وقال العلامة الباجي رحمه الله في كتابه المنتقى شرح الموطأ: «لا تغضب»: يريد والله أعلم لا تمض ما يبعثك عليه غضبك وامتنع منه وكف عنه، وأما نفس الغضب فلا يملك الإنسان دفعه، وإنما يدفع ما يدعوه إليه. ثم واصل ما ذكرت من الدعاء فإن من وفقه الله للدعاء لم يحرمه من الإجابة. وحتى تكون زوجاً عادلاً ناجحاً يجب أن تستشعر طبيعة العلاقة الزوجية وجسامة الأمانة وعظم مسؤوليات الزوجة، فهي التي تتحمل العبء الأكبر في التنشئة، فتحمل وتلد وتقاسي مصاعب التربية. ونجد في القرآن الكثير مما يوضح للزوج كيف يكون عادلاً محسناً في تعامله مع زوجته. كما ورد في الكثير من آيات القرآن الكريم الحض على الصبر والدفع بالتي هي أحسن والزوجة هي أولى الناس بذلك. وفي السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين منهج العدل والنجاح في الحياة الزوجية ومن ذلك أن ينظر الزوج إلى إيجابيات زوجته قبل النظر إلى سلبياتها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ». وقال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم: «أي ينبغي أن لا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقا يكرهه وجد فيها خلقا مرْضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها ديِّنة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك». وقد وردت أحاديث كثيرة في الحض على حسن معاملة الزوجة والصبر عليها، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «واستوصوا بالنساء خيراً...». وفي سنن الترمذي وصحيح ابن حبان: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي». وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني أحرج عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة». وفي سنن أبي داود من حديث إياس بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ». والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©