الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طحنون بن محمد يفتتح سوق القطارة في العين

طحنون بن محمد يفتتح سوق القطارة في العين
2 ديسمبر 2012
العين (الاتحاد) - افتتح سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، أمس، سوق القطارة التاريخي في مدينة العين، الذي يعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن العشرين، وذلك بعد أن انتهت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أخيراً من ترميم السوق وتطوير المكان المحيط به، بهدف تجديده ليحتضن الحرف اليدوية والفنون التقليدية، وذلك في إطار الاحتفالات باليوم الوطني الـ 41. حضر الافتتاح معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والشيخ هزاع بن طحنون، وعدد كبير من الزوار وممثلي وسائل الإعلام. بعد ذلك قام سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، بجولة في السوق تفقد خلالها المعروضات التراثية والشعبية، كما شهد عروض العيالة وشارك فيها. وتضمن مشروع سوق القطارة، ترميم المبنى وإعادة إحيائه وتجديده، وإضافة الخدمات الأساسية لتشغيله، وتأثيثه بمواصفات تراثية ليضم الفنون التقليدية والأنشطة الحرفية. ويهدف المشروع أيضا إلى ربط المبنى مع مركز القطارة للفنون، عبر تنظيم البرامج الثقافية والفعاليات الفنية المكملة لبعضها البعض، واستخدام وسائل الخدمات المهيأة في المركز. وتستمر فعاليات الافتتاح حتى اليوم، حيث يستقبل السوق زواره من 10 صباحا ولغاية 9 ليلا، في حين سيفتح السوق أبوابه لاستقبال الزائرين لمدة شهرين، ابتداءً من الثالث من ديسمبر من 10 صباحا ولغاية 9 مساء يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع، ومن 4 ساء ولغاية 9 ليلا في باقي أيام الأسبوع. وتضمن برنامج افتتاح سوق القطارة باقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والتراثية، منها أعمال الحرف اليدوية التراثية، وعروض العيّالة، وعروض حية للطرق التقليدية للبناء بالطين، وصناعة العريش “سعف النخيل” بمشاركة الجمهور من مختلف الأعمار، لإثراء تجربتهم في زيارة السوق ومركز القطارة للفنون. وسيتم في سوق القطارة، تنظيم ندوات في مجال التراث الإماراتي والمواقع الأثرية في مدينة العين، ومعارض لفنون الرسم والتصوير الفوتوغرافي، منها المعرض الفني “لمسة من التراث” لفنانين من دولة الإمارات، وإقامة استديو تراثي، إضافة إلى عدد من النشاطات الموجهة للأطفال والعائلات، ومعرض كتب لدار الكتب الوطنية التابعة للهيئة. وأكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أنّ الآثار والمباني التاريخية عناصر أساسية للبيئة التاريخية لإمارة أبوظبي، كما أنّها تمثل إرثاً حضارياً يعتزّ به أبناء الإمارة. وأن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحرص على حماية هذا الإرث والحفاظ عليه، والعمل على إعادة إحيائه وتطويره وفق الأساليب العلمية، وتوظيفه بشكل ينسجم وروح العصر لإبراز العمق الحضاري للإمارة. وأوضح معاليه، أنّ إعادة افتتاح سوق القطارة، بعد أن خضع لعملية ترميم أعادت البناء للحياة من جديد، تأتي ضمن هذا السياق، نظراً لما يشكله هذا السوق من أهمية تاريخية، وما لعبه من دور تجاري واجتماعي في حياة أهالي مدينة العين فيما مضى، مؤكدا أن هذا السوق الذي يعود بتاريخه لعشرات السنين لم يكن سوى امتداد لما كانت تشهده المنطقة عموما ومدينة العين على وجه الخصوص من نشاط اقتصادي، حيث أظهرت الأدلة العلمية التاريخية والأثرية حركة التبادل التجاري الكبيرة بين المدينة في الماضي وكبرى حضارات الشمال “بلاد ما بين النهرين” و”بلاد فارس”، والشرق “الهند وباكستان”، وذلك عبر طرق تجارية طويلة وهامة. وأكد أنّ إعادة سوق القطارة إلى الحياة مرة أخرى هي استعادة لبعده الاجتماعي والاقتصادي، وتجسيداً لرمزيته ودلالاته المتعددة بالنسبة لشعب الإمارات، وستسهم في إعادة الاعتبار للسوق والمنطقة المحيطة به، وإحياء الحرف التقليدية واستعادة مكانتها في المجتمع المحلي، وتنشيط الحراك الاجتماعي والاقتصادي لأهالي مدينة العين، وفتح نافذة سياحية جديدة فيها، يتعرف من خلالها المقيمون والسياح على جوانب مختلفة من أوجه النشاط التقليدي للمجتمع الإماراتي. من جهته أكّد سعادة مبارك حمد المهيري مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، تواصل جهود إعادة إحياء الواحات ودورها في منطقة العين، واستحداث برامج تساهم في دعم البنية التحتية السياحية والثقافية لإمارة أبوظبي، عبر إعادة إحياء الاستخدامات الأصلية للمباني التاريخية وتخصيصها للأغراض التي أنشئت لها أساساً، ومنها السوق التقليدي القديم في القطارة، وفي نفس الوقت استخدام تلك المباني لأغراض جديدة بهدف دمجها في البنية التحتية للمدينة، وبالتالي ضمان المحافظة عليها لزمن طويل. وكانت الهيئة قد افتتحت مؤخرا مركز القطارة للفنون ضمن جهودها لتطوير واحة القطارة التاريخية، لتضمّ مركزا يوفر مكانا لدراسة الفنون والثقافة وممارستها من قبل جميع شرائح المجتمع الإماراتي، وبالتالي تعزيز التواصل بين السوق والمركز في إطار البرامج والفعاليات المختلفة، خاصة أنه تم الحفاظ على جميع جوانب البناء الأصلي للمركز بعد ترميمه، بهدف تحقيق التوازن بين التراث والحداثة التي تعد إحدى التحديات الرئيسة للحياة الثقافية عموما. سوق تاريخي بُني منتصف القرن العشرين يعود تاريخ بناء سوق القطارة التاريخي في مدينة العين إلى منتصف القرن العشرين، عندما أمر المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي آنذاك، ببنائه في منتصف الطريق الفاصل بين واحتي القطارة والجيمي، وهو يعد نموذجا للأسواق العربية القديمة التي كانت تنبض بالحياة وتعد قلباً لأي مدينة، فهو مركز للتبادل التجاري، ونقطة التقاء مهمة لسكان المنطقة الذين كانوا يقصدونه للتزود باحتياجاتهم الأساسية، وفي نفس الوقت التواصل الاجتماعي. وشهد السوق أعمال توسعة في السبعينات بتوجيهات من سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية. يذكر أنّ السوق كان يضم في البداية 15 دكانا، ثم أضاف إليها سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان أربعة أخرى في السبعينات، ومُنحت للتجار مجانا، وكانت تباع فيها المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والطحين والسكر والتمر، وأنواع من البهارات والصابون، وبعض المستلزمات المنزلية التي كانت تجلب من أبوظبي ودبي، إلى جانب بعض المنتجات المحلية، كما تضمن السوق محال للخبازين والخياطين وحرفيين مختلفين مثل صاغة الذهب والفضة. وكان السوق يفتح أبوابه فقط في وقت الظهيرة حتى وقت المغرب، وبعد نحو عشر سنوات أصبح يعمل على فترتين صباحية ومسائية. غير أن توسع المدينة وافتتاح سوق العين في عام 1960 أثر على الحركة التجارية في سوق القطارة لسهولة المواصلات إلى سوق العين، فبدأت تضعف حركة البيع تدريجيا حتى هجر التجار المكان قبل نحو خمسة عشر عاما، وبقي السوق مهجورا منذ تلك الفترة. ويقع السوق في موقع متميز ذي رؤية واضحة، خاصة أنه محاط بمجموعة من المباني التاريخية، خاصة قلعة “بن عاتي الدرمكي”، والتي أعيد استخدامها كمركز للفنون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©