الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

بيوت الشَّعر.. أيقونة البيئة الصحراوية

بيوت الشَّعر.. أيقونة البيئة الصحراوية
25 ديسمبر 2015 21:27
موزة خميس (دبي) البيوت المصنوعة من شعر الماعز، أو الإبل تتعلق بها القلوب، حتى لو كان الناظر إليها ليس من أبناء البيئة الصحراوية، وكلنا نشعر بالحنين إلى الماضي، ولذلك نبحث دوماً عما يجعلنا أقرب إلى ما كنا عليه ذات يوم، فقد أنعم الله علينا بالخير والتطور والتقنيات في كل أمور حياتنا، لكن هناك جزءاً منا يشعر بالراحة حين يجد أداة أو مكاناً له علاقة بالطفولة أو بحقبة كان عليها الأجداد، رغم أن الكثيرين ربما لم يلتقوا بأجدادهم، فهناك دائماً قصص عن حياة صعبة عاشها الأجداد، فكان على الإنسان أن يصنع بيته من شعرة إلى جانب شعرة وخيط مع خيط، ثم يجمع القطع ليصنع منه مكاناً لمنامه وراحته، حتى بات يتم النظر لأي بيت مصنوع من الشعر على أنه مكان يبني بشراً أقوياء لديهم القوة على تحمل الشدائد، وفي ذات الوقت هو مكان للكرم وإيواء عابر السبيل. واليوم نجد انتشاراً كبيراً لبيوت الشعر في مختلف أنحاء دولة الإمارات بشكل خاص، ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، رغم توفر أفخم وأفضل البيوت الحديثة التي تتمتع بكل أنواع الرفاهية، وربما في فترة من الفترات كانت تلك البيوت المصنوعة يدوياً من شعر الماعز يتم تركيبها في فصل الشتاء. أنواعها ويقول محمد سعيد القحطاني، شاب إماراتي تخصص في بناء بيوت الشعر، وممن يتقنون تصميمها حسب الأذواق وبشكل حديث، بحيث توفر داخلها كل ما يلزم الحياة الحديثة: رغم انتقال الإنسان إلى حياة الاستقرار والرفاهية بدلاً من حياة الترحال والتنقل خلف الماء والكلأ، ورغم أنه انفتح على أنماط كثيرة من الحياة العصرية، فإنه لا يزال يشعر بالحنين ليعيش ساعات أو أياماً في بيت من الشعر أو خيمة شعر، ولذلك منذ عهد الاتحاد الذي بلغ 44 عاماً، لم تختفِ خيام الشعر من أمام البيوت وخاصة في إمارة أبوظبي ومدينة العين وبعض المدن والمناطق الصحراوية في مختلف أنحاء الدولة، وكانت هذه البيوت قديماً ربما بدون كهرباء، ومع الوقت تم إدخال أسلاك لإنارتها، وبعد ذلك تطور الوضع وأصبح الشباب يهتمون بأن يكون فيها جهاز تلفزيون لمتابعة المباريات والأخبار، حتى أصبحت خيمة الشعر اليوم فخمة وتحقق الكثير من الرفاهية لمن يستخدمها. ويضيف القحطاني: هناك أنواع لبيوت الشعر ومنه «القطبة»، وهي أصغر أنواع البيوت، ولا يستخدم عند البدو إلا بصورة نادرة، وهو البيت المؤلف من خانتين باهرتين، و«الفازة» وهو من ثلاث خانات باهرة، وأيضاً «المروبع» وهو البيت المؤلف من خمس خانات، ولدينا «المخومس والمسودس» والأسماء تأتي حسب عدد القطع والحجم، وهذه الخيام في قديم الزمان كانت مقسمة من الداخل حسب العادات والتقاليد، والنساء كن يغزلن الشعر ويحولنه إلى خيوط، ثم يبدأن في النسيج بحيث يصنعن قطعاً تساعد على دخول الهواء صيفاً، وفي موسم الشتاء تمنع تسرب الماء للداخل في حال سقوط الأمطار. تركيبها ويكمل القحطاني: اليوم هناك طلب وخاصة من العنصر النسائي لتركيب بيت شعر داخل المنزل أو في مزرعة، والأمر غير مكلف إلا في حال تم طلب مواصفات خاصة، والمساحة المتوفرة داخل المنزل هي التي تفرض حجم بيت الشعر، وهناك بيوت شعر قمنا بتركيبها في تل مرعب والبداير، وأيضاً نشارك بها في المهرجانات مثل المزاينة والظفرة ومهرجان زايد التراثي. ويوضح: يتم اليوم تركيب بيوت الشعر على مكان مرتفع يتم بناؤه من الأسمنت، وبعد تركيب الأنابيب التي ستحمل الخيمة يتم توصيل الأسلاك الكهربائية بمواصفات السلامة والأمان ثم يتم تركيب السيراميك أو الرخام، ثم نعمل على وضع بطانة مزخرفة من السدو وصوف الغنم، والبعض يفضلها مجرد بيت شعر حسب الشكل التقليدي، ولكن مع ضمان عدم تسرب الماء وعدم تغير اللون، وتتم عملية المتابعة لما بعد البيع، لإجراء الصيانة في حال رغب الزبون، وأغلب القطع التي تتكون منها الخيام اليوم والمصنوعة من الشعر يتم استيرادها، لكن قديماً كانوا يغزلون ويحيكون بيوتهم، ويجب أن نعلم أن القطع المصنوعة من شعر الماعز لا يتغير لونها مثل تلك المصنوعة من شعر الخراف، لكن اليوم دخل الصوف الصناعي، والذي لا يتجاوز عمره الافتراضي سنتين، لأنه ليس ذا جودة عالية. وفي هذه الفترة من السنة يحلو قضاء الوقت في بيوت الشعر، حتى في فصل الصيف بإمكاننا أن نقضي وقتاً جميلاً بداخلها، بعد أن أصبحت تحتوي على الإنارة والتكييف ودلة القهوة في ظل تجمع الأهل والأصدقاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©