الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مفتاح التربية والثقافة

25 ديسمبر 2015 21:24
وبما أننا الآن نحتفي بعام القراءة، فإن هنالك ما يذكرنا بشيء كالسؤال كيف يمكن للثقافة أن تضيء حياتنا الشخصية وحياة مجتمعنا، بعدما تحولت مجتمعاتنا إلى مجتمعات آلية كئيبة، وتحول أبناؤنا إلى أدوات لهذا المبدأ؟ وفي ذاكرتنا البعيدة صور قديمة من مراحل مختلفة (نترحم عليها) كانت الثقافة فيها جزءاً لا «يتجزأ» من ممارستنا عبر المنهج المدرسي البسيط. مناسبات كثيرة تجمعنا أحياناً بأخوات وأخوة من «الميدان» من معلمي ومعلمات وزارة التربية، نستمتع بأحاديثهم، ونستمع إليها باهتمام لأنها تهمنا، لكن نكتشف القطيعة بينهم وبين الثقافة، وهو شيء حقيقي يمكن التعرف إليه بسهولة، فمعلم اللغة العربية لايجد وقتاً يسمح له بتفعيل دور المكتبة، أو المسرح المدرسي، أو حصة الفنون والموسيقى، وغيره مما له صلة بالثقافة تحت وطأة المنهج. ولأنه ينبغي لنا أن نكون صرحاء مع أنفسنا، نتساءل بعد ذلك: أين هي الأرضية المشتركة المفترضة بين التربية والثقافة والمجتمع، بينما مدارسنا فقيرة في الترويج للثقافة والإبداع الذي يمكن تقديمه من خلال الفهم المشترك؟ الفهم المشترك أن الثقافة مصيرية، وأنها تؤثر سلباً وإيجاباً في الكيفية التي يُقرَب من خلالها الفرد من التعليم، والواقع أن الثقافة لا تحتوي على هذا الشيء فقط، بل إن أهميتها تكمن في تعليمها لأبنائنا القيم الإنسانية التي ترقى من خلال الممارسة، وفي النهاية هي التي تعزز لدينا الشعور بالانتماء والهوية. وإذا كانت دول كثيرة في هذا العالم قد سبقتنا إلى تطبيق مبدأ الفهم المشترك بالتكامل بين التعليم والثقافة، ودعمت مثل هذا المشروع بالبحوث التي تقيس حجمه على مستوى المراحل التعليمية من رياض الأطفال إلى الثانوي، ومدى مواكبته للحياة المعاصرة، فإنه مازال لدينا متسع من الوقت للتطوير ولتقييم التجربة الحالية بواسطة هيئة بحثية وطنية مثلاً تتميز بالشفافية يشارك فيها الميدان التربوي، والمعلمون تحديداً، فهم «مفتاح» التربية، ونحن يوجد لدينا من المفاتيح ما هو جدير بالثقة، بل ويمكنه أن يكون مفتاحاً واحداً للتربية والثقافة. هؤلاء يمتازون بأن لديهم اقتناعاً كافياً بأن مجتمعنا شأنه شأن غيره من المجتمعات قد تغير، وأن دور المدرسة والمعلم قد تغير، وأن عليهم أن يلبوا حاجة حياتنا الراهنة في عالم سريع التغير والتبدل في كل شيء يتصل بحياتنا مع الآخرين على كوكب واحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©