الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رفض شعبي وسياسي عراقي لإعلان ديالى إقليماً

رفض شعبي وسياسي عراقي لإعلان ديالى إقليماً
13 ديسمبر 2011 23:31
أثار إعلان ديالى نفسها إقليما مستقلا إداريا ردود فعل سياسية وشعبية في العراق رافضة له، وأجج أمس التصريحات والتظاهرات ضد الإعلان، وقطع قضائي الخالص والمقدادية في المحافظة الطريق الرئيسي الرابط بين بغداد وإقليم كردستان المار بهما، وسط مخاوف تسود الساحة العراقية من الانسحاب الأميركي الذي يكتمل نهاية العام الجاري. فيما انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للولايات المتحدة حاليا. وقد وصف نائب رئيس البرلمان العراقي قصي السهيل أمس “قرار مجلس محافظة ديالى بإعلانها إقليما إداريا واقتصاديا كان مستعجلا ولم يراع الظروف التي يمر بها العراق حاليا والمتمثلة بانسحاب القوات الأميركية منه، والتحديات الأخرى التي تواجهه”. وطالب السهيل “جميع الكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني وشيوخ العشائر والوجهاء في المحافظة الجلوس إلى طاولة الحوار وإرسال وفد منها إلى الحكومة المركزية لمعرفة المشاكل التي تعاني منها محافظتهم، والتراجع عن قرارهم بإعلان المحافظة إقليما”. وذكر أن “إعلان المحافظة إقليما سيهدد سيادة ووحدة البلد وعلى الجميع النظر إلى المصلحة الوطنية للعراق والابتعاد عن المشاريع التي تتخذ كردة فعل على سياسات يمكن أن يتم معالجتها عن طريق الحوار والقنوات الرسمية”. وحث “جميع الجهات في المحافظة إلى ضبط النفس وعدم إثارة أية مشكلة قد تؤثر سلبا على الشعب وتساهم بزرع الفتنة”. وطالب السهيل الحكومة العراقية “بالاستماع إلى الأسباب الحقيقية التي دعت عددا من أعضاء مجلس محافظة ديالى إلى المطالبة بإعلانها إقليما وإيجاد الحلول المناسبة لها”. وفي نفس الشأن قال رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون في مجلس محافظة ديالى عصام شاكر إن “أهالي 18 منطقة في المحافظة بعضها وحدات إدارية وأحياء وقرى، خرجوا في تظاهرات عفوية شعبية رافضين تشكيل الإقليم”. وذكر أن “بعض المناطق تستعد حاليا لتنظيم اعتصامات شعبية للمطالبة برفض القرار”. وأكد شاكر أن “التظاهرات لم تكن مسيسة وهي تعبر عن قرار الأهالي الواضح”، لافتا إلى أن “جميع أطياف المجتمع العراقي شاركت فيها للتأكيد على وحدة الموقف الوطني”. ودعا المتظاهرين إلى” ضبط النفس لتحقيق الصالح العام وتفويت الفرصة أمام أعداء الوحدة الوطنية”. واعتبر أن القرار “لم يكن دستوريا أو قانونيا لأنه لم يجر في أروقة المجلس وبجلسة رسمية، وكان مفاجئا لجميع أطياف المجتمع العراقي”. لكن عضو مجلس ديالى سهاد الحيالي أكدت أمس أن رئيس المجلس المتواجد خارج العراق موافق على إقامة الإقليم. وأضافت الحيالي وهي عضو في القائمة العراقية أن “التصويت تم وفقا للدستور والتوقيع على الطلب بالأغلبية وسيرفع الطلب إلى رئيس المجلس عند عودته من الخارج”. وذكرت أن “الأسباب التي تعاني منها المحافظات الوسطى والجنوبية بخصوص الصلاحيات هي نفسها دعت مجلس ديالى للتصويت لاعتبار المحافظة إقليما”. وأوضحت أن “المناطق المتنازع عليها ستشكل ورقة ضغط بيد الحكومة المركزية للتلاعب بها مع المحافظات التي تعاني من القضية”، مستدركة “أن هذه المحاولة لن تنجح لأن الدستور يمنعها، والأمر بيد المركز وليس المحافظة، حتى إقليم كردستان ليس لديه الصلاحية بذلك”. وذكر مصدران محليان في مجلس قضائي الخالص والمقدادية، أن القضائيين قررا قطع الطريق الرئيسي الرابط بين بغداد وإقليم كردستان المار بهما وتعطيل الدوام الرسمي في كافة الدوائر احتجاجا على إعلان ديالى إقليما. وأضافا أن هناك تظاهرات حاشدة تعم شوارع أقضية الخالص والمقدادية وبلدروز وبعقوبة في ديالى، طالبت بالعدول عن القرار منددة بالأقاليم. وفي السياق وصفت جبهة الحوار الوطني برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك في ديالى، قرار إعلان محافظة ديالى إقليما بـ”المتسرع”. وقال القيادي في الجبهة المنضوية في القائمة العراقية أسعد المشايخي إن “توقيت إعلان تشكيل إقليم ديالى غير مناسب”، مضيفا “نحتاج في هذا الظرف إلى التهدئة والعمل المشترك لضبط الأمن والاستقرار”. واعتبر المشايخي وهو رئيس اللجنة الدينية في ديالى، أن “القرار لا يصب في تحقيق مصلحة المحافظة وفرض الاستقرار والهدوء، وقد كان متسرعا ونحن نرفضه حاليا”. ودعا رئيس الكتلة البيضاء في مجلس النواب قتيبة الجبوري أعضاء مجلس ديالى إلى “التراجع عن إعلان الإقليم وعدم ارتكاب الخطأ ذاته الذي وقعت فيه صلاح الدين”. وقال “كان الأجدر بمجلس ديالى التحاور مع الحكومة المركزية لحل المشاكل العالقة بما يضمن مصلحة أهالي ديالى وحقوقهم، بدلا من التفريط بوحدة العراق بهذه الطريقة المؤلمة “. في غضون ذلك انتقد مقتدى الصدر أمس زيارة المالكي للولايات المتحدة حاليا. وقال “إن في ذهاب المالكي للولايات المتحدة، ضعفا سياسيا وبخاصة مع الضغوطات الأميركية ضد الحكومة لإعطاء الحصانة للقوات الأميركية الباقية”، مضيفا أن “ذلك سيجعل شعبية المالكي تتراجع، خاصة أن أغلب الشعب لايحبذ ذلك”. وطالب الصدر المالكي زيارة “الجالية العراقية في أميركا والاعتذار للثكالى والمعتقلين والأسرى والجرحى والمتضررين والمحرومين بسبب أميركا، بدلا من موتى الجيش الأميركي ومقابرهم”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©