يوسف البستنجي (أبوظبي)
استردت أسواق المال المحلية أمس أكثر من 12,65 مليار درهم، لتعوض بذلك الخسائر التي تكبدتها خلال جلسة التداول أول أمس، بعد أن تعززت ثقة المستثمرين بأداء الأسواق، وتجاوز حالة القلق التي تسربت إلى نفوسهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وارتفع مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع، خلال جلسة تداول الأمس بنسبة 1,76% ليغلق على 4608,30 نقطة.
وشهدت القيمة السوقية ارتفاعاً إلى 732,85 مليار درهم.
وتم تداول ما يقارب 0,92 مليار سهم بقيمة إجمالية بلغت 1,26 مليار درهم خلال جلسة التداول من خلال 11057 صفقة، بحسب البيانات الصادرة عن «الهيئة».
وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطنية للخدمات المالية، إن الأسواق بدأت مع نهاية الأسبوع الحالي ببناء قاعدة سعرية جديدة، وبناء مراكز استثمارية جديدة، وهي مرحلة أفقية يتوقع أن تستمر لأسبوعين قادمين في ظل غياب الاستثمار الأجنبي بسبب موسم الأعياد.
وأضاف: تعتبر هذه المرحلة مهمة جداً بعد مرحلة التقلبات العالية منذ بداية ديسمبر، لكي يستطيع المستثمرين إعادة جزء من الثقة، ووضع استراتيجيات استثمارية جديدة تتلاءم مع وضع محافظهم بعد الخسائر التي تكبدها الكثير منهم.
وقال: نتوقع أن تحكم نتائج الشركات أداء السوق ونوعية الأسهم التي سيتم انتقاؤها من قبل المستثمرين، بالإضافة إلى توقعات التوزيعات، وإن كان سيظهر تأثيرها بشكل أكبر ابتداء من نهاية يناير المقبل.
وبخصوص موضوع الإقراض على الهامش أو الاقتراض مقابل الأسهم، قال ياسين، إنها عملية جارية في كل العالم وليست جديدة، ولكن يجب أن تكون هناك صورة واضحة عن حجم الإقراض على الهامش لدى الجهات الرقابية، بحيث يتم حصر ومعرفة حجم ألإقراض وما يمثله كحصة من حجم التداول الفعلي بالسوق.
وأضاف: في حال حدث انخفاض أو «هلع» غير متوقع أو غير مبرر، يجب أن تكون هناك آلية دقيقة لمعرفة حجم قيمة الإقراض اليومي مقابل الأسهم في السوق المحلية.
وأوضح أنه من الضروري إيجاد أدوات وأليات للمساعدة في التخفيف من وطأة الضغوط السلبية متى ما وجدت، خاصة إذا كانت نتيجة لعوامل خارجية غير مرتبطة بأي تطور اقتصادي محلي.
ودعا ياسين إلى التأكد دائماً من أن الضوابط التي وضعت من قبل الجهات الرقابية سواء كانت المصرف المركزي أو «الهيئة»، هي مفعلة وملتزم بها بشكل كامل ولا توجد تجاوزات تفاقم من الآثار السلبية.
من جهته، قال وضاح الطه الخبير المالي استرد السوق الخسائر التي تكبدها أمس الأول، رغم الانخفاض في قيمة التداول، منذ قرار أوبك يوم 27 نوفمبر لأول مرة السوق يفك الارتباط مع أسعار خام نفط برنت في السوق العالمية، الأمر الذي يعزز ثقة لمستثمرين في أسواق المال والاقتصاد الوطني.
وتابع: نأمل أن يتم تعزيز هذا الاتجاه بالإعلانات المبكرة النتائج أعمال الشركات السنوية.
وقال: ما زلنا في طور استرداد الخسائر التي تكبدتها الأسواق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية؛ لذا نحتاج لمحفزات محلية على الأقل عن طريق الإفصاحات الأولية، كما يحصل في السوق السعودية على سبيل المثال حالياً، ما يمكن أن يساعد على تعزيز الثقة، وبما لا يترك مجالاً للقلق للتسلل إلى نفسية المستثمرين، بعد انخفاض قاس خلال الأسابيع الماضية.
وأوضح أن نتائج الشركات تبشر بالخير وأداء جيد وتستمر البنوك بالهيمنة على معظم الأرباح للشركات المساهمة العامة بالدولة التي كانت تشكل في التسع شهور الأولى كانت تشكل 54? من إجمال أرباح الشركات المساهمة المدرجة بالسوق.
بدوره، قال جمال عجاج مدير عام مركز الشرهان للأسهم، إن أداء السوق كان جيد أمس، وسط تحسن في الأسعار لدى السوقين، وكذلك تعززت الثقة على أسواق المنطقة عامة.
وأضاف: نتوقع استمرار استقرار السوق مع تحسن خلال الفترة المقبلة.
وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 65 من أصل 125 شركة مدرجة في الأسواق المالية.
وحققت أسعار أسهم 46 شركة ارتفاعاً، في حين انخفضت أسعار أسهم 12 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم بقية الشركات.
وجاء سهم «إشراق العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، حيث تم تداول ما قيمته 178,61 مليون درهم موزعة على 215,02 مليون سهم من خلال 1315 صفقة.
وجاء سهم «شركة إعمار العقارية» في المركز الثاني من حيث الشركات الأكثر نشاطا، حيث تم تداول ما قيمته 159,18 مليون درهم، موزعة على 21,02 مليون سهم من خلال 1059 صفقة.
حقق سهم «إشراق العقارية» أكثر نسبة ارتفاع سعري، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 0,87 درهم، مرتفعاً بنسبة 14,47% من خلال تداول 215,02 مليون سهم بقيمة 178,61 مليون درهم.
وجاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم «مجموعة أغذية» ليغلق على مستوى5,80 درهم مرتفعاً بنسبة 13,73% من خلال تداول 2,09 مليون سهم بقيمة 11,1 مليون درهم.
سجل سهم «المجموعة العربية للتأمين - أريج» أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول، حيث أقفل سعر السهم على مستوى 1,55 درهم، مسجلاً خسارة بنسبة8,82% من خلال تداول 8367 سهماً بقيمة 12,97 ألف درهم، تلاه سهم «شركة أبوظبي الوطنية للفنادق» الذي انخفض بنسبة 7,86% ليغلق على مستوى 3,40 درهم من خلال تداول 1000 سهم بقيمة 3400 درهم.
ومنذ بداية العام، بلغت نسبة الارتفاع في مؤشر سوق الإمارات المالي 6,832%، وبلغ إجمالي قيمة التداول 519,57 مليار درهم.
وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 49 من أصل 125 وعدد الشركات المتراجعة 62 شركة.
ويتصدر مؤشر قطاع «البنوك» المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى ومحققا نسبة ارتفاع عن نهاية العام الماضي بلغت 18,4206% ليستقر على مستوى 3448,67 نقطة، مقارنة مع 2912,22.
عدد اليوم
