الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بدء استخدام الخط الملاحي القطبي من الصين إلى أوروبا

12 ديسمبر 2013 21:13
تعد السفينة الصينية يونج شنج، أول سفينة نقل حاويات تبحر إلى أوروبا من الصين عبر محيط القطب الشمالي بدلاً من قطع المسار الجنوبي المعتاد عبر قناة السويس، مختصرة أسبوعين من زمن الرحلة المألوفة. وغادرت يونج شنج ذات حمولة 19 ألف طن والتي تشغلها الشركة الحكومية الصينية كوسكو جروب، ميناء دليان في 8 أغسطس لتصل حسب الجدول المخطط إلى روتردام في هولندا عبر مضيق بيرنج في 11 سبتمبر، وتستغرق هذه الرحلة حوالي 35 يوماً بدلاً من 48 يوماً المعتادة في السابق عبر قناة السويس والبحر المتوسط. ووصفت مؤسسة الإعلام الحكومية الصينية مسار البحر الشمالي البالغ طوله 5400 كيلومتر بأنه الحل الأكثر توفيراً للشحن من الصين إلى أوروبا وقالت كوسكو إنه من الممكن نقل البضائع الآسيوية عبر الممر الشمالي بأحجام كبيرة. ويعتبر مسار البحر الشمالي البالغ طوله 8100 ميل بحري أقصر بنحو 2400 ميل بحري من مسار قناة السويس للسفن التي تقطع رحلة شنغهاي إلى روتردام التقليدية حسب مكتب معلومات مسار البحر الشمالي. وقالت كوسكو حين أعلن عن رحلة يونج شنج في وقت سابق من هذا العام: “في إمكان المسار القطبي اختصار ما يتراوح بين 12 إلى 15 يوماً من المسارات التقليدية ولذلك تسميه صناعة النقل البحري التجاري الممر المائي الذهبي”. تأتي رحلة يونج شنج فيما تتسارع زيادة أحجام الشحن في المسار القطبي في ظل مناخ أكثر دفئاً جعل الممر خالياً نسبياً من الجليد لفترة أطول مما كانت عليه الأوضاع في العقود القليلة الماضية. يذكر أن مؤسسة مسار البحر الشمالي الخاضعة لإدارة روسية أصدرت حتى الآن 393 تصريحاً في هذا الصيف لاستخدام المياه شمالي سيبيريا، مقارنة بـ46 تصريحاً العام الماضي وأربعة تصاريح فقط عام 2010، وعادة ما تفتح فترة الرحلات البحرية في شهر يوليو وتغلق في أواخر شهر نوفمبر الذي تبدأ فيه كثافة الجليد إعاقة الإبحار. وقال سيرجي بالماسوف رئيس مكتب معلومات مسار البحر الشمالي: “أفضل أشهرنا هما سبتمبر وأكتوبر اللذان يكادان يخلوان من الجليد بطول المسار”. وأضاف بالماسوف: “نتوقع زيادة كبرى في طلبات التصاريح لو ظلت درجات الحرارة في الصعود خلال السنوات المقبلة، ولكن المناخ يمكن أن يتغير في اتجاهين، ولذلك لو انخفضت درجات الحرارة سيصبح المسار مستحيلاً دون سفن مرافقة كاسحة للجليد”. وذكر بالماسوف أنه حتى السفن غير المزودة بإمكانيات كسح الجليد حصلت على تصاريح نظراً لأن الجو أضحى أكثر دفئاً، وقال “هذا يقلص من تكاليف المشغلين بالنظر إلى خلو الممر البحري من الجليد وقصر زمن الرحلة بشكل كبير”. في العام الماضي كان الجليد القطبي يغطي 2.15 مليون كيلومتر مربع، بانخفاض نسبته 53% من 4.53 مليون كيلومتر مربع عام 1979 حسب المركز الوطني الأميركي لبيانات الثلج والجليد. وذكر مارك سيريز مدير مركز كولورادو الذي يمول من خلال منح من جماعات تشمل مؤسسة العلوم الوطنية والإدارة الوطنية للبحار والمناخ، أن معدل التغير أذهل الأوساط العلمية. وقال سيريز: “يتزايد بحر القطب الشمالي دفئاً بمعدل شديد الارتفاع، ولن أستغرب لو شاهدنا مواسم صيف خالية من الجليد تماماً في السنوات العشرين المقبلة، وهذا هو سبب تفاؤل شركات الشحن بما يحمله هذا المسار من مصالح لها”. وأضاف سيريز: “في الخمسين سنة الماضية ارتفعت درجات الحرارة في القطب الشمالي بنحو أربع درجات مئوية، ما يعد ارتفاعاً دراماتيكياً، وهذا أعلى كثيراً من المتوسط العالمي بنحو درجة مئوية واحدة”. يشكل خط شحن آسيا إلى أوروبا القياسي 15% من إجمالي التجارة، حيث تبحر السفن من الصين عبر مضيق بيرنج ثم خلال البحر السيبيري الشرقي ثم عبر مضيق فيلكنسكي ثم إلى أوروبا. ولم تخف الصين اهتمامها بالممر الملاحي القطبي الجديد، ففي شهر مايو حصلت بكين على وضع “مراقب دائم” في المجلس القطبي المؤلف من ثماني دول لها أراض في المنطقة. ويدرك أصحاب السفن إمكانيات هذا الخط الملاحي، غير أنهم يقولون إن الأمر سيستغرق سنوات لتحديد ما إن كان هذا الخط سيصبح مجدياً تجارياً. وقال صاحب سفن يوناني تؤجر سفنه عدد من الشركات الصينية التي تتبادل التجارة مع أوروبا: “نحن نتطلع إلى هذا المسار وإن كان لا يزال هناك العديد من المجاهيل”، وأضاف: “فترة الرحلات قصيرة وإذا تكوّن الجليد على نحو غير متوقع سيترتب على ذلك قلق العميل وارتفاع التكلفة بشكل حاد بسبب البحث عن كاسحات جليد، ولكن لو ظل تغير المناخ يرفع درجات الحرارة سيصبح المسار بالتأكيد شديد النشاط والاستخدام”. عن «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©