«الأحزاب» حرمت التّبني

القاهرة (الاتحاد) سورة الأحزاب، مدنية، من المثاني، عدد آياتها 73، ترتيبها الثالثة والثلاثون، نزلت بعد سورة «آل عمران»، بدأت بأسلوب نداء «يا أيها النبي»، والأحزاب أحد أسماء غزوة الخندق، وفي الآية 56 أمر للمسلمين بالصلاة والتسليم على النبي، وإقرار بأن الله وملائكته يصلون عليه. سميت «سورة الأحزاب» في المصاحف وكتب التفسير والسنة، وكذلك ورد عن الصحابة، وقال ابن عباس «نزلت سورة الأحزاب بالمدينة»، ولا يعرف لها اسم غيره. بدأت السورة بأمر الله للمؤمنين في شخص نبيهم بالتقوى، وعدم طاعة الكافرين والمنافقين، وباتباع الوحي والتوكل على الله، وبيّنت أن الأزواج لا حق لهم في تحريم زوجاتهم كأمهاتهم، وأن التبني غير مشروع في الإسلام، وأن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض، وأحق بالميراث، ناسخا بذلك التوارث بينهم بالتآخي في الإسلام في أول الهجرة، ثم بيّن الله للمؤمنين فضله عليهم في الانتصار في غزوة الأحزاب، حيث أرسل على أعدائهم الأحزاب ريحا وجنودا لم يرها المسلمون، ففر الكفار منهزمين، ونعى على المنافقين تخاذلهم ومعاذيرهم الكاذبة للفرار من المعركة، وأثنى على المؤمنين الصادقين الذين ثبتوا مع رسولهم. وتناولت تخيير النبي لزوجاته، وأمر الله بنصحهن، وأعقبه نصائح للمسلمين والمسلمات، وذكرت قصة الخلاف الذي وقع بين زيد ابن حارثة وبين زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها، وانتهت بطلاق زيد لها وتزوجها النبي، تأكيدا لنسخ التبني وآثاره، ثم بيّن الله عدم وجوب الِعدة على المرأة إذا طُلقت قبل الدخول، وبيّن ما أحله لنبيه من الزوجات، وذكرت طائفة من الآداب نحو بيوت النبي وتحريم الزواج بزوجاته من بعده، وبين وجوب لبس الثياب الساترة للمسلمات عند خروجهن، وهددت المنافقين والمرجفين بسوء المصير، وأمر الله تعالى رسوله أن يذكر لسائليه عن الساعة أنه لا يعلمها إلا هو سبحانه. واختتمت بآية تكشف العبء الملقى على عاتق البشرية والمسلمين بصفة خاصة وهي أمانة العقيدة.