"فانتوم دروب هيد" تدشن عهداً جديداً لصداقة الإنسان والآلة

توسكاني - عدنان عضيمة: توسكاني ·· واحدة من أكثر مناطق الريف الإيطالي جمالاً؛ وهي مقاطعة تنتشر فيها الفنادق والمنتجعات السياحية الراقية وتبعد بنحو 200 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة روما· وقد شهدت مؤخراً حدثاً من شأنه أن يضاف إلى سجلّها الحافل باستضافة الشخصيات والأحداث المهمة عبر تاريخها عندما وقع عليها اختيار شركة رولز-رويس الإنجليزية لإطلاق سيارتها الكوبيه الرياضية الآسرة (فانتوم دروب هيد) Phantom Drophead أمام الصحافة العالمية الأسبوع الماضي· ويروي إيان روبرتسون الرئيس التنفيذي لشركة رولز-رويس سبب هذا الاختيار بالرغم من أن (دروب هيد) هي كبقية طرز رولز-رويس الفاخرة، سيارة ''إنجليزية حتى العظام'' فيشير إلى أنه اجتمع بمجلس إدارة الشركة قبل بضعة أشهر لتحديد المكان الملائم لإطلاق هذه العلامة الفارقة في عالم السيارات الفخمة، وراحوا ينقبون في خريطة العالم وهم يحكّون رؤوسهم، إلى أن وقع الاختيار على منطقة توسكاني التي تنسجم كل الانسجام من حيث روعة ورقي معالمها السياحية مع هذه التحفة الجديدة· وكان لكل من شارك في هذا حدث اختبار هذه السيارة الآسرة أن يلاحظ الانسجام الذي يبلغ حدود التطابق بين بيئة فخامة توسكاني ورفاهية وجمال (فانتوم دروب هيد)· وما كادت قافلة السيارات الثماني من (فانتوم دروب هيد) تنطلق لمسافة الاختبار الطويلة التي تجاوزت الـ400 كيلومتر، مروراً بأجمل القرى وحقول غابات الصنوبر والبلوط والسنديان التي تنتشر حول مدينة جروسّيرو، حتى استشعر الجميع أنهم بصدد سيارة يمكن أن تفتتح عهداً جديداً من الرفاهية والأناقة في عالم السيارات· وما هي إلا فترة قصيرة بعد القفز وراء مقودها حتى يستشعر سائقها نشوء نوع من العلاقة العضوية بينه وبينها· ويمكن أن تترجم كلمة Drophead إلى العربية بعبارة (فاقدة الرأس) وهي كلمة تستخدم لأول مرة بالإنجليزية كبديل لكلمة convertible التي تعني (القابلة للكشف)· ويقول روبرتسون أن (فانتوم دروب هيد) تأتي لتفتتح جيلاً جديداً من السيارات الفخمة في تاريخ رولز-رويس وهي تعجّ بالمظاهر المعبرة عن الفخامة خاصة من حيث سطوحها وخطوطها التشكيلية الخارجية التي تنضح بالجاذبية والرقّة والبساطة وواجهة القيادة الأنيقة والمطعّمة بمساحات وسطوح متعددة من الخشب النادر الذي عمل بتصميمه أشهر فناني حرفة النجارة في بريطانيا· وفازت (فانتوم دروب هيد) أيضاً بالعشرات من أحدث الأنظمة الذكية التي ظهرت على شكل مفاتيح وأزرار متعددة الوظائف توزعت في كل واجهة القيادة وعلى حواف المقود وفوق حواشي الأبواب· ومن بين أهم هذه الأنظمة (نظام الإرشاد والتوجيه) الذي سمح لنا بقيادة السيارة لهذه المسافة الطويلة دون أن نخطىء طريقنا ولا مرة واحدة· وسرعان ما يستشعر سائق (فانتوم دروب هيد) قدرتها الفائقة على الثبات والاستقرار فوق الطريق بالإضافة إلى الشعور بالهدوء بسبب الهندسة الديناميكية للهيكل التي تقلل من مقاومة الهواء، ودقة أداء المحرك الذي تحوّل إلى جهاز يؤدي عمله من دون إصدار الأصوات على الإطلاق· وحرص مسؤولو شركة رولز-رويس على عرض نسخة من هيكل الأساس الذي تبنى عليه (دروب هيد) والذي يتألف من قطعة واحدة من الفولاذ المقسّى المدعم بمئات الصفائح والدعائم الإضافية التي تم ترتيبها في أماكن مختارة بحيث تحمي السائق وبقية الركاب من احتمالات التصادم من كل الجهات· وقال خبراء رولز-رويس من خلال شرحهم لمواصفات فانتوم المكشوفة إن هذه التغيرات الجديدة التي طرأت على تركيب هيكلها ليست فقط من أجل تحقيق أعلى مستويات السلامة بل وأيضاً من أجل زيادة الثبات والتوازن على الطريق· وقال إيان روبرتسون الرئيس التنفيذي لشركة رولز-رويس لـ(الاتحاد): (تعتبر كل من فانتوم، وفانتوم ذات الكابين الممتد التي أطلقت قبل اشهر قليلة، من أهم منتجات شركة رولز-رويس خلال تاريخها الطويل· والآن، تأتي ''فانتوم دروب هيد'' لتمثل جيلاً جديداً في السلسلة؛ وهي الأصغر على الإطلاق، ولهذا فهي تمثل عائلة جديدة تماماً؛ ونحن نشعر بالفخر ببناء هذه السيارة)· وتتلقى (فانتوم دروب هيد) زخمها الهائل من الطاقة الميكانيكية من محرك قوي تبلغ سعته 6,75 لتر ويتألف من 12 أسطوانة مرتبة في صفين V21 ويمكنه توليد 453 حصاناً من القدرة الميكانيكية (338 كيلوواط) و720 نيوتن متر (531 ليبرة قدم) من عزوم التدوير عند 3500 دورة في الدقيقة· ومن المميزات الميكانيكية المتفوقة لهذا المحرك ذي الأداء الدقيق أنه يحرر 75 بالمئة من الطاقة الميكانيكية العظمى عند سرعة دوران للمحرك تبلغ 1000 دورة في الدقيقة؛ وهذا يزيد من هامش الاستجابة لأوامر السائق عندما يتطلب الأمر زيادة سرعة السيارة بعد ذلك وبشكل ينطوي على المرونة الفائقة· وتُعتمد في هذا المحرك تقنية البخ المباشر للبنزين التي يتم التحكم فيها من خلال نظام التواقت المتغير للصمامات الذي ينظم ضخّ رذاذ البنزين في الأسطوانات بحسب الحاجة الحقيقية لتوليد قوة الدفع وبما يتفق مع ظروف القيادة· وتنطوي هذه التقنية على فائدة توفير استهلاك الوقود وتسهم في استجابة السيارة الجديدة للأنظمة الجديدة التي ينتظر البدء في تنفيذها فيما يتعلق بالصداقة مع البيئة· ومن المعلوم أن شركة بي إم دبليو الألمانية استحوذت على شركة رولز-رويس في عام ·1998 وكانت ترمي من وراء ذلك إلى تحقيق إنجاز كبير من خلال إضافة فئة من أفخم السيارات العالمية إلى رصيدها من السيارات التي تحقق نجاحاً في الأسواق العالمية بما فيها سلسلة (بي إم دبليوالفئة الثالثة) و(الفئة الخامسة) و(الفئة السابعة) و(إكس5) و(إكس3) و(إم) إلى جانب طرز (ميني)· وأشار روبرتسون إلى أن الإمارات تمثل واحداً من أهم أسواق رولز-رويس بسبب الطلب الكبير المسجل فيها على السيارات الفاخرة المتميزة؛ ويأتي بعدها من حيث تزايد معدل المبيعات، السوق الصينية التي تنمو بسرعة كبيرة· وحول المشاريع المقبلة لرولز - رويس، قال روبرتسون أن الشركة تدرس الآن مشروعاً لإطلاق أول سيارة سيدان صغيرة في تاريخها، وهي تصنف من حيث الحجم في فئة السيدان (بي إم دبليو الفئة السابعة)، ومن المتوقع أن تظهر في الأسواق عام 2010