الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«هوائم نباتية» على شواطئ رأس الخيمة و «البيئة» تقلل من خطورتها

7 فبراير 2014 00:39
عماد عبدالباري (رأس الخيمة)- أكدت هيئة البيئة والتنمية في رأس الخيمة، أن الهوائم النباتية، التي ظهرت أمس، قبالة شاطئ المدينة القديمة ظاهرة طبيعية تعكس إنتاجية البحر العالية من تلك الهوائم، مقللة من خطورتها على الأسماك والأحياء البحرية، بحسب الدكتور سيف الغيص عضو هيئة التدريس في جامعة الإمارات المدير التنفيذي للهيئة. وقال الغيص إن الهوائم النباتية تعد إحدى آثار وجود نشاط بيولوجي (صبغات الكلوروفيل) الناتج عن المد الأحمر الذي يظهر مرتين في السنة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر ومن نهاية مارس حتى نهاية مايو من كل عام، لافتاً إلى أن ظاهرة النشاط البيولوجي التي تشكل سلسلة غذائية للكائنات البحرية، بدأت بالتلاشي مؤخراً. وأكد في تصريح لـ«الاتحاد» أن هذه الهوائم وصلت إلى المنطقة عن طريق التيارات البحرية، معتبراً المد الأحمر الذي تتعرض له سواحل الدولة بأنه ظاهرة طبيعية مرتبطة بالرياح الموسمية التي يطلق عليها «المنسون» التي تحول تجاه التيارات البحرية من شمالية شرقية إلى جنوبية غربية وفي حالة هذا التغيير تكثر أملاح الفوسفات والنيترات في قاع المحيط وتساهم بدورها في ازدهار العوالق أو الطحالب النباتية وحيدة الخلية أو ثنائية الأوساط ما يؤدي إلى تغيير لون المياه في البحر المعروفة في الساحل الشرقي للدولة باسم «سوكه» وفي الخليج العربي بـ «حيض البحر»، نتيجة قربها من المحيط الهندي الذي يعتبر فريداً من نوعه حيث ينقلب اتجاه التيارات البحرية فيه بشكل موسمي. وقال إن أثر المد الأحمر قد يظهر واضحاً مع الرياح الموسمية وحركة تيارات الصومال التي تسهم في نقل المياه الغنية بالأملاح من قاع المحيط إلى المناطق السطحية لتستغلها الهوائم النباتية في عملية البناء الضوئي وتنمو عندما تكون درجات الحرارة والإضاءة مناسبة في حين تهبط عند انخفاض مستوى المغذيات في الماء إلى قاع البحر وتبقى في حالة سكون حتى تتهيأ لها الظروف مرة أخرى. وأضاف الغيص أن المد الأحمر يمر بـ4 مراحل هي: البدء ثم النمو والثبات التي يستمر خلالها عدة أسابيع، ومرحلة الانهيار التي تنتهي فيها فترة الازدهار وتعود المياه لطبيعتها نتيجة تغير الظروف التي أسهمت في حدوث الظاهرة. وأشار إلى أن الدراسات المستفيضة لهذه الظاهرة أثبتت بشكل علمي دقيق أنها ناتجة من نوع من الطحالب المجهرية السامة أو غير السامة التي تتكاثر بشكل كبير إذا ما توافرت لها الظروف الملائمة في البيئة المائية نتيجة توافر مواد مغذية لهذه الطحالب التي تلعب الرياح والتيارات والأعاصير دوراً كبيراً في حركتها وتنقلها لمسافات بعيدة في البحار والمحيطات. وأوضح أن هذه الظاهرة تعد من أقدم الظواهر البيئية التي عرفها الإنسان ويرجع تاريخها إلى 1000 سنة قبل الميلاد وترجع الحالة الأولى المسجلة تاريخياً لتسمم الإنسان أثناء المد الأحمر إلى عام 1793م. وكان صيادون رصدوا أمس كميات من الهوائم البحرية قرب شاطئ مدينة رأس الخيمة مؤكدين أنها لا تمثل خطرا على الأسماك والأحياء البحرية، لافتين إنها ظاهرة طبيعية اعتاد عليها الصيادون خلال الموسم الحالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©