الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الكويتيون يهزمون المقاطعة في انتخابات مجلس الأمة

الكويتيون يهزمون المقاطعة في انتخابات مجلس الأمة
2 ديسمبر 2012
عاش الكويتيون أمس يوماً مشهوداً في تاريخ بلادهم، وما بين مؤيد للانتخابات ومقاطع لها، انقسم الشارع الكويتي الذي عبر بصدق عن تجربة ديمقراطية قلما تتكرر في بلاد كثيرة. ورغم دعاوى المقاطعة احتجاجاً على قانون الصوت الواحد، الذي تجري الانتخابات على أساسه، كانت نسبة التصويت في ساعات الصباح الأولى معقولة، ارتفعت مع ساعات المساء، واصطف كبار السن من الناخبين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم، فيما كان لافتاً المشاركة النسائية الواسعة. والرهان الكبير في الانتخابات هو نسبة المشاركة، فالمعارضة توقعت أن تكون نسبة الامتناع عن التصويت بحدود السبعين في المئة، في حين يأمل المرشحون المقربون من الحكومة أن تبلغ نسبة المشاركة خمسين في المئة. ويتنافس في الانتخابات 306 مرشحين، بينهم 13 امرأة، على 50 مقعداً. ويتم الاقتراع في حوالي مائة نقطة اقتراع في المدارس. ويبلغ عدد الناخبين حوالى 422 ألف شخص، وسن الاقتراع 21 عاماً، فيما يمنع القانون عناصر الجيش وقوى الأمن من الانتخاب. ويشكل النساء حوالي 54% من إجمالي الناخبين. وكان لافتاً مشاركة متطوعين ومتطوعات من جمعية الهلال الأحمر في تقديم خدمات للناخبين في انتخابات مجلس الأمة، وهو ما يعكس الوجه الحضاري والإنساني لدولة الكويت. وتفاوتت نسب المشاركة من الناخبين خلال الفترة الصباحية، حيث زادت في دوائر انتخابية وانخفضت في دوائر أخرى. وأكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ أحمد الحمود الجابر الصباح، أن سمو أمير الكويت، اتخذ قراره بشأن مرسوم تحديد الأصوات الانتخابية بصوت واحد “بعد أن وجد أن هناك بعض الأمور التي لا تصب في مصلحة البلاد”. وقال الشيخ أحمد الحمود للصحفيين عقب تفقده مركزاً انتخابياً “إن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هو المسؤول عن البلد، وهو خير من يعلم بشؤون استقرارها، ونحن نعيش تحت مظلة سموه، ونأمل أن يوفقه الله من أجل هذه البلد ومن يعيش على أرضها”. وحول التسهيلات التي قدمتها وزارة الداخلية للفريق الدولي التابع للمفوضية العليا لشفافية الانتخابات للاطلاع على سير العملية الانتخابية، أكد أن وجود هذا الفريق يعزز عمل وزارة الداخلية بشأن نزاهة وشفافية انتخابات مجلس الأمة، مشيراً إلى أن التقارير التي سبق لهذا الفريق أن أصدرها، بالتعاون مع جمعية الشفافية الكويتية في انتخابات مجلس الأمة الماضية، أكدت مدى الشفافية والنزاهة التي تتمتع بها الانتخابات في الكويت، مؤكداً أن الكويت كانت ولا تزال سباقة وستبقى “الشعلة في الوطن العربي” فيما يتعلق بشفافية ونزاهة الانتخابات. ووصف رئيس اللجنة الوطنية العليا للانتخابات ورئيس محكمة الاستئناف الكويتية المستشار أحمد العجيل، بعد أن زار أحد المراكز الانتخابية بالدائرة الأولى، الإقبال بأنه “جيد”، حيث إن عدد الأصوات الذي سجل في ذلك المركز عند الساعة التاسعة صباحاً بلغ 113 صوتاً من أصل 650 صوتاً، متوقعاً أن يصل عدد الأصوات في هذا المركز إلى 500 صوت عند إغلاق باب التصويت “ما يبشر بالخير”. من جانبه، وصف وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح، حضور الناخبين إلى أحد مراكز الاقتراع بالدائرة الانتخابية الثانية بالإيجابي والجيد. وقال للصحفيين لدى تفقده مركزاً للاقتراع في منطقة الصليبخات، إن توافد الناخبين على هذا المركز “ملحوظ وإيجابي”، على الرغم من أن الفترة الصباحية في العادة تشهد حضوراً ضعيفاً. من جهتها، قالت وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية ووزيرة الدولة لشؤون مجلس الأمة الكويتي الدكتورة رولا دشتي، إن الانتخابات والمشاركة فيها “هي الخطوة الأساس لبناء مستقبل مشرق لدولة الكويت بسواعد شبابها” وأشارت إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لإنجاز ملفات مهمة “ستسهم بإذن الله في ازدهار الكويت ورفع مستواها الاقتصادي والتنموي إلى مصاف الدول المتقدمة”. ومع بدء مراكز الاقتراع في استقبال الناخبين الكويتيين الذين يدلون بأصواتهم لانتخاب أعضاء مجلس الأمة أمس، استحوذ كبار السن على أكبر نسبة حضور كعادتهم في الانتخابات البرلمانية السابقة. وانتشر منذ الصباح الباكر رجال الأمن، حيث لوحظ توزعهم بشكل منظم على جميع المقار الانتخابية، فيما كان القضاة المشرفون على اللجان يمارسون عملهم بعد التحقق من تنفيذ الإجراءات اللازمة، وتوافر المواد والمستلزمات الخاصة بالعملية الانتخابية. ووجد عدد من المرشحين في بعض مقار الاقتراع، فيما لوحظ وجود مندوبي المرشحين وأهاليهم ومناصريهم في الخارج لاستقبال الناخبين لحثهم على انتخاب مرشحيهم. وتميزت العملية الانتخابية في الساعة الأولى من بدء الاقتراع بالسلاسة والتنظيم، علماً بأن وزارة الداخلية لا تسمح بالدخول إلى المراكز إلا بعد إظهار هويات الناخبين. وحرصت بعض النساء على اصطحاب أطفالهن كي “يشاهدوا عملية التصويت”. وأكدت أخريات أنهن “حرصن على القدوم والمشاركة في عرس الكويت الديمقراطي.. وأن التصويت اليوم هو واجب وطني”. ولم يصدر أي تصريح رسمي حول المشاركة، لكن وزير الإعلام الشيخ محمد عبد الله الصباح، أعلن أن “نسبة المشاركة إيجابية حتى الآن”. وصباحاً، في مركز سلوى الانتخابي (15 كلم جنوب العاصمة)، لم يصل إلى مركز الاقتراع إلا عدد قليل من الناخبين، بينما يبلغ عدد المسجلين في هذا المركز حوالى 4600 شخص. وقال المقترع محمود عابدين لوكالة فرانس برس بعد الإدلاء بصوته “أنا انتخب لأني أُحب هذه الديرة. أنا ضد الدعوات للمقاطعة”. وأضاف عابدين (47 عاماً) الذي يعمل موظفاً في القطاع العام “الحكومة والأمير يؤمنان كل شيء لنا، خدمات الإسكان والرواتب الجيدة والكثير من الخدمات المجانية تقريباً، فلماذا نقاطع”. ومع بدء عمليات الاقتراع، بدا مركز انتخابي في منطقة قبلية شبه خال عدا من رجال الشرطة ومسؤولي الانتخابات، فالغالبية الساحقة من القبائل تقاطع الانتخابات. وكان أبناء القبائل قد صوتوا بكثافة في الانتخابات السابقة، حيث كانوا يصطفون في طوابير طويلة انتظاراً للإدلاء بصوتهم. أما منطقة الرميثية القريبة، فقد شهدت حركة أفضل بكثير، مع العلم أن أهالي هذه المنطقة لا يقاطعون الانتخابات.
المصدر: الكويت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©