الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع السياحة في سوريا يواجه تحديات كبيرة

28 مايو 2007 21:36
دمشق-(رويترز): نظرا لموقعها في قلب منطقة الشرق الأوسط المضطربة قد تبدو سوريا مقصدا سياحيا يصعب ترويجه، لكن الحكومة ترى في السياحة قطاع نمو حيويا خاصة وان موارد النفط بدأت الآن تتقلص· وبآثارها التاريخية الغنية وأسواقها الحيوية ومواقعها الدينية وتقاليدها العريقة في الضيافة فإن سوريا لديها الكثير الذي تقدمه للمهتمين بالثقافة والمستعدين في الوقت نفسه لقبول نوعية من الخدمة لا ترقى إلى مستويات المقاصد السياحية الأكثر تمرسا في هذا المجال· كما يتعين على سوريا ايضا مواجهة ما يعترف وزير السياحة سعد الله اغا القلعة بأنه ''مشكلة صورة نمطية'' متصلة بحالة عدم الاستقرار في لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية· وقال الوزير لرويترز في مقابلة: ''سوريا جزيرة في منطقة مضطربة، لذا يحتاج السياح إلى شخص كان هنا ليبلغهم بأنها آمنة ومستقرة· وبإمكان السياح الحصول على تأشيرة زيارة بسهولة والسفر بحرية في أنحاء سوريا''· لكن الولايات المتحدة تنصح رعاياها بإرجاء السفر لسوريا وذلك في اعقاب هجوم شنه متشددون على السفارة الاميركية في دمشق في سبتمبر، كما تنصح بريطانيا رعاياها بتوخي الحذر· لكن أجواء الهدوء والترحيب بالضيوف هي السمة السائدة في سوريا، ففي البازرات القديمة في حلب ودمشق يبادر التجار بدعوة الزوار إلى تناول قدح من الشاي أثناء معاينة بضائعهم· ويقول أغا القلعة إن الفنادق الفاخرة القليلة في كبرى المدن السورية تشهد معدلات إشغال عالية ويعتزم مستثمرون معظمهم من دول الخليج إقامة مشروعات بقيمة 3,4 مليار دولار لتلبية الطلب المتوقع من السياح الذين ينمو عددهم بنسبة 15 بالمئة سنويا· وقال: ''من الصعب للغاية العثور على غرفة في دمشق أو حلب أو على الساحل خلال الموسم· في عامي 2008 و2009 سنتجاوز مشكلة غرف الفنادق''· وبحلول عام 2010 ستضيف المشروعات الحالية التي تستفيد من الاعفاءات الضريبية السخية 30 ألف غرفة إلى العدد المتاح حاليا في سوريا وهو 45 ألف غرفة· وتظهر أرقام الوزارة أن 3,1 مليون زائر (من بينهم لاجئون عراقيون ولبنانيون) زاروا سوريا في عام 2006 مقارنة مع 1,7 مليون زائر في عام 2000 وهو العام الذي تولى فيه الرئيس بشار الأسد الحكم· وقال أغا القلعة إنه عند توليه سدة الحكم رأى الرئيس الشاب في السياحة ركنا أساسيا للاقتصاد وجسرا إلى التفاهم الدولي ومحركا للتنمية الإقليمية· وأضاف أن السياحة تمثل الآن سبعة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي وينتظر أن تزيد هذه النسبة الى تسعة بالمئة بحلول عام ·2010 وتمثل الطاقة أكبر قطاع في الاقتصاد بنحو 28 بالمئة· وبينما ينتظر أن تستورد سوريا أكثر مما تصدر من النفط بداية من العام المقبل فإن السياحة لا يمكن أن تدر على الفور نفس الحجم من العائدات بالعملة الصعبة الذي كانت صادرات النفط تدره خلال 15 عاما مضت· وقال الاقتصادي نبيل سكر إنه ليس هناك أي قطاع مستعد على الفور لسد الفجوة· وأضاف ''الزراعة والصناعات التحويلية والسياحة كلها واعدة لكن كلها تحتاج إعادة هيكلة''· وتابع: ''معظم العمل كان في قطاع السياحة الذي يدر عملة صعبة لكنه سريع التأثر بالسياسة''· وقال القلعة إن عمليات المسح التي تجريها الوزارة تظهر أن 77 بالمئة من السياح جاؤوا الى سوريا بتوصية شفاهية من اشخاص آخرين زاروها وليس بفضل أي جهد تسويق منظم بيد أن سوريا شرعت الآن في حملة دعاية أكثر منهجية· وزادت ميزانية التسويق لدى وزارة السياحة إلى 5,5 مليون دولار هذا العام من 1,5 مليون دولار فقط في عام ·2006 وتسعى الوزارة لميزانية حجمها عشرة ملايين دولار في عام ·2008 وقال القلعة: إن حملات الترويج هذا العام تستهدف الدول الأوروبية الكبرى وروسيا والصين والهند بالإضافة إلى دول الخليج العربية والدول الإسلامية مثل تركيا وإيران· والسياحة الجماعية ليست هدف سوريا وذلك لأسباب منها أن سوريا ليس لديها سوى ساحل صغير على البحر المتوسط تفتقر شواطئه نسبيا للجاذبية· يقول القلعة: ''نريد سياحا يفهمون سوريا ويرغبون في اكتساب خبرات جديدة وليس السياح الذين يمضون أسبوعين هنا على شاطئ بدون أن يعرفوا أين هم؟''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©