الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتمردون على شفا الانهـيار الكامل

المتمردون على شفا الانهـيار الكامل
26 ديسمبر 2015 19:15
حسن أنور (أبوظبي) فيما تواصل قوات الشرعية اليمنية المكونة من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس عبد ربه هادي منصور، والمدعومة من التحالف العربي تقدمها على مختلف الجبهات، سيطرت حالة من الرعب والهلع صفوف ميليشيات المتمردين الحوثيين وحلفائهم من أنصار المخلوع صالح، والتي تصر على انتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلن تمديده الأحد الماضي في ختام محادثات سلام بين طرفي النزاع أفضت إلى تشكيل لجنة للإشراف على الهدنة الهشة التي دخلت حيز التنفيذ 15 ديسمبر الجاري. واستمرت انتصارات قوات الشرعية في المعارك على الأرض في بلدة «نهم» على بعد 40 كيلومتراً شمال شرق العاصمة التي يحتلها المتمردون الحوثيون منذ أواخر سبتمبر 2014، فيما اعترف زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي ضمنياً بالهزائم التي منيت بها ميليشياته في جبهات القتال مؤخراً، لكنه دعا أنصاره إلى مواصلة القتال، معتبراً أن الرهان على الأمم المتحدة «مضيعة للوقت». ومثل دخول قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محيط محافظة صنعاء وسيطرتها على عدد من الجبال والمعسكرات والمواقع الاستراتيجية، ضربة موجعة لميليشيات الحوثي وصالح وأدى إلى انهيار كبير في صفوفهم التي فر مقاتلوها أمام زحف قوات الشرعية، فيما استنفرت الميليشيات كل قواتها في صنعاء لإدراكها حتمية دخول قوات الشرعية المحافظة في أي لحظة، وزاد من الضغوط على المتمردين نجاح قوات الشرعية في السيطرة على منطقتي جبل اللوز في مديرية خولان، وجبل القرود الاستراتيجي في مديرية نهم على تخوم صنعاء، وهو ما يعني قطع الإمدادات العسكرية عن الحوثيين في صنعاء، والتحضير لمعركة العاصمة. ونتيجة هذه النجاحات المهمة لقوات الشرعية، سواء على تخوم صنعاء أو المكاسب التي تحققت في مأرب والجوف خلال الأيام الماضية، دبت خلافات قوية في الصف الأول لقيادات ميليشيا الحوثي وصالح مخلوع، خاصة مع تكبد قواتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وإعلان رجال القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء، وبشكل رسمي، عن استعدادها لخوض معركة التحرير إلى جانب قوات الجيش الوطني، ومنع تمدد قوات ميليشيا الحوثي وصالح، التي قاربت على الانهيار الشامل والتراجع. وجاء التقدم المهم لقوات الشرعية في مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء، وسط مواجهات عنيفة وتبادل القصف المدفعي مع ميليشيات الحوثي وصالح، فيما أحبطت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية محاولة لمليشيات الحوثي وصالح لاستعادة السيطرة على جبال «الصلب». كما واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمها بمدينة حرض الحدودية لتحرير مدينتي حجة والحديدة من المليشيات الحوثية، واستمرت في التقدم من جهة الجوف إلى منفذ البقع لتضييق الخناق على صعدة، واندلعت مواجهات شرسة جنوب مدينة الحزم عاصمة المحافظة بعد أن هاجم المتمردون معسكر اللبنات لاستعادته من القوات الحكومية والمقاومة، فيما اندلعت أيضاً معارك عنيفة في منطقة المرازيق التي حررتها المقاومة مؤخراً في بلدة خب والشعف شرق الجوف، وحملت المقاومة الشعبية في الجوف الحوثيين وصالح مسؤولية تفجر الصراع في المحافظة بعد رفضهم جهوداً قبلية للتهدئة تقضي بانسحاب المتمردين الذين استقبلوا تعزيزات مسلحة كبيرة قدمت من محافظتي عمران وصعدة الشماليتين. وأصبحت المقاومة الشعبية والجيش الوطني تسيطر على نحو 90% من مساحة محافظة الجوف الكبيرة، بما تتضمنه من معسكرات مهمة مثل معسكر اللبنات، ومعسكرات أخرى في مدينة الحزم مركز المحافظة الجوف ما زاد من حالة الاضطراب في صفوف المليشيات، نظراً لما تتمتع به الجوف من أهمية استراتيجية، فهي على تخوم 3 محافظات تخضع لسيطرة تلك المليشيات، ودفع ذلك المليشيات إلى الفرار غرباً نحو «حرف سفيان» التابعة لمحافظة عمران، وكذلك ما تبقى من مناطق خاضعة لسيطرتهم في الجوف وملاصقة لصعدة. وباتجاه محافظة صعدة باتت المقاومة الشعبية على مشارف «كتاف» التابعة لهذه المحافظة الخاضعة بالكامل للحوثيين، أما باتجاه محافظة عمران فباتت المقاومة الشعبية على مشارف مناطق سدبأ والغيل وعقبة خب والشعف. وقتل وأسر عشرات المتمردين في اشتباكات وكمين للمقاومة الشعبية في مدينة دمت شمال محافظة الضالع الجنوبية، حيث نجح رجال المقاومة في إفشال هجوم المتمردين وغنموا عتاداً وأسلحة كثيرة، كما قتل قيادي في الجماعة الحوثية، وأصيب خمسة من مرافقيه في كمين للمقاومة الشعبية استهدفهم في قرية القدام بالمنطقة ذاتها، وتبادل المتمردون والمقاومة إطلاق النيران والقذائف في بلدة حزم العدين بمحافظة إب وسط البلاد. وشهدت قرى الأعبوس التابعة لمديرية حيفان بمحافظة تعز اشتباكات عنيفة بالمنطقة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة حيث قوبل الحوثيون وحلفاؤهم بمقاومة شرسة زاد من قوتها تلك التعزيزات العسكرية التي وصلت للجيش الوطني، مما أدى تقهقر الميلشيات الغازية قبل أن ترحل عن المنطقة بعدما سقط منها عشرات القتلى والأسرى علاوة على أسلحة كثيرة ومتنوعة غنمتها المقاومة من ضمنها مصفحات ومدرعات. في غضون ذلك، شن طيران التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع وتجمعات المتمردين الحوثيين وقوات صالح في صنعاء وعدد من مدن البلاد بما في ذلك معسكر الاستقبال التابع للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح في بلدة همدان شرق العاصمة. وأصابت ضربات جوية تجمعات للحوثيين في بلدات رازح، والصفراء، وغمر، ومنبه بمحافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة المتمردة في شمال البلاد، كما طال القصف الجوي مواقع وتجمعات لمتمردي الحوثي وصالح في محافظات حجة، الحديدة، تعز، لحج، في حين سيطرت المقاومة الشعبية على موقعين في محافظة البيضاء (وسط) بعد هجومين خلفا قتلى وجرحى في صفوف المتمردين. انتفاض القبائل انتفضت قبائل عدة ضد ميليشيات الحوثي وصالح في محافظة عمران شمال اليمن، وذلك من جراء الانتهاكات المستمرة من قبل المتمردين ضد أبناء الشعب اليمني، وقامت مجموعة من القبائل بحصار إدارة الأمن في منطقة خمر، وقامت بإخراج المعتقلين لدى جماعة الحوثي من الشباب الذين ينتمون إلى المنطقة بالقوة. وجاء ذلك بعد أن حذر ملتقى شباب حاشد من المحاولات الاستفزازية التي تمارسها مليشيا الحوثي ضد مرافقي الشيخ صادق عبد الله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ حاشد، وفي بيان صادر عنه أكد الملتقى أن على المليشيا أن تعلم يقيناً أن قبيلة حاشد لا يمكن أن تسكت على تلك الاستفزازات غير المسؤولة من دون أن تأخذ موقفاً حازماً تجاه تلك التصرفات. وأضاف البيان الذي نشرته مواقع يمنية على الإنترنت أن ملتقى شباب حاشد، وهو يحذر المليشيا الانقلابية من أي تصرف يمس بالشيخ صادق الأحمر، فإن عليها أن تعي جيداً أن قبيلة حاشد بفروعها الأربعة (العصيمات – بني صريم – عذر – خارف) سيكون لها موقف موحد، وأن أي تطاول تجاه رمز القبيلة من شأنه أن يفجر الأوضاع في كل مديريات القبيلة، كما دعا الملتقى كل أبناء القبيلة للعمل على الحفاظ على وحدة الصف وجمع الكلمة، في وجه كل الممارسات التي تطال رجال القبيلة وأبناءها، وفي مقدمتهم رموزها ومشايخها. تطبيع أوضاع عدن وفي إطار جهودها لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في عدن وضعت الأجهزة الأمنية بالمحافظة خططاً ستعمل على فرض الاستقرار وتثبيته في العاصمة عدن في ظل الجهود المقدمة من دول التحالف العربي، وعلى رأسها السعودية والإمارات في دعم المنظومة الأمنية التي تضررت في الحرب، كما كثفت إدارة الأمن في المدينة دورياتها ووجودها في مداخل المديريات ومخارجها ونصبت نقاط التفتيش في الجولات والشوارع الرئيسية، ناهيك عن التحريات والمخابرات التي عادت للعمل بصورة أولية في معظم مناطق محافظة عدن. ولقيت الإجراءات الأمنية في عدن ارتياحاً شعبياً في أوساط السكان الذين أكدوا أن هذه الإجراءات ستعزز من فرض الأمن واستتبابه في المدينة. كما استعاد ميناء عدن نشاطه التجاري والملاحي بشكل تدريجي في ظل التوجهات القادمة من قبل الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي، وعلى رأسهم الإمارات التي تلعب دوراً حيوياً وبارزاً في تطبيع الأوضاع وإعادة الحياة إلى طبيعتها عقب تحرير المدينة من سيطرة المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح في منتصف يوليو الماضي. إقبال اليمنيين على التجنيد فتحت المقاومة اليمنية الموالية للشرعية باب التجنيد التطوعي أمام الشباب للمشاركة في عملية تحرير محافظة تعز (جنوب غرب) من المتمردين الحوثيين وحلفائهم، وغداة توجيهات رئاسية بتشكيل لواء قتالي من الجيش الوطني لقيادة العملية العسكرية التي انطلقت الشهر الماضي وحملت اسم «نصر الحالمة». وفور الإعلان أقبل شباب تعز على التجنيد في مناطق متفرقة من المحافظة الاستراتيجية على أمل المشاركة في طرد المتمردين وإنهاء أعمالهم الوحشية بأبناء الشعب اليمني الذي ذاق كل أنواع العذاب منهم، ولعل آخر انتهاكات الحوثيين في المحافظة المهمة تمثل في قيامهم بقصف الأحياء السكنية بمدينة تعز (جنوب غرب) بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، كما قام الحوثيون بتفجير مبنى تابع للتلفزيون الحكومي ومدرسة في المدينة، وقصفوا بالمدفعية الثقيلة أحياء سكنية في منطقتي وادي الدحي وحبيل سلمان، كما استخدم المتمردون الحوثيون المدنيين في منطقة «الشريجة» دروعاً بشرية بعد إجبارهم على البقاء في منازلهم بعد تلغيمها بمتفجرات، وذلك في محاولة لتفادي الضربات الجوية للطيران العربي أو هجمات القوات الحكومية. محاولات فاشلة في إطار محاولات فاشلة للمتمردين لتحقيق أي مكاسب لرفع بها الروح المعنوية في صفوف مقاتليهم، اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي، صاروخاً بالستياً قال المتمردون الحوثيون إنهم أطلقوه على قاعدة عسكرية في منطقة «عسير» جنوب المملكة. ولم يسفر إطلاق الصاروخ لم يسفر عن وقوع أي إصابات بشرية أو مادية، حيث اعترضتها الصواريخ المضادة التابعة للدفاع الجوي السعودي «باتريوت»، وفجرتها قبل الوصول إلى أي هدف. وهذا الصاروخ هو السادس الذي ترصده وتعترضه الدفاعات الجوية السعودية والعربية منذ يوم الجمعة الماضي من بين ثمانية صواريخ بالستية أطلقها المتمردون على السعودية ومناطق في اليمن تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف. وسقط صاروخان في منطقتين نائيتين في مأرب شرق اليمن ونجران جنوب السعودية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©