السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميليشيات الإرهاب تحول الملاعب اليمنية إلى ثكنات عسكرية

ميليشيات الإرهاب تحول الملاعب اليمنية إلى ثكنات عسكرية
26 ديسمبر 2015 19:15
محيي الدين الشوتري (عدن) دفعت الرياضة اليمنية ثمناً باهضاً لتمرد ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح سواء مادياً أو بشرياً لاسيما بعد حولت تلك الميليشيات الملاعب الكروية ومقرات الأندية الرياضية الى ثكنات عسكرية، كما قال العميد الركن أحمد العسيري إن الحوثيون اتخذوا من الملاعب الرياضية مقرات لهم لتخزين سلاحهم واستغلالها كقواعد عسكرية. وتقدر وزارة الشباب والرياضة اليمنية في تقرير لها الخسائر التي تكبدها القطاع الرياضي والشبابي حتى نهاية مايو الماضي بنحو ثلاثين مليار ريال يمني، أي ما يعادل خمسة عشر مليون دولار أميركي، وهي نسبة لاشك أنها شهدت ارتفاعاً عن هذه الخسائر لاسيما بعد مضي زهاء تسعة أشهر من انطلاق عاصفة الحزم، حيث تشير آخر الإحصائيات غير الرسمية الى ارتفاع الخسائر التي منيت بها الرياضية اليمنية الى 80 مليون دولار. وشهدت عدن النصيب الأكبر اذ طال ملعبها الرئيس 22 مايو بمدينة الشيخ عثمان الذي احتضن بطولة خليجي 20 الأخيرة التي جرت في عدن ويتسع الملعب لثلاثين ألف متفرج وفي تصريحات صحفية لمدير مكتب الشباب والرياضة بعدن الدكتور عزام خليفة قال إن الملعب الذي كلف خزينة الدولة قرابة 10 ملايين دولار أضحى خارج نطاق الخدمة مشيراً الى دمار كبير أصاب الملعب وغير بعيد عن ملعب 22 مايو كان ملعب الرائد نصر شاذلي الواقع بمدينة حقات هو ملعب نادي التلال أعرق الأندية اليمنية وعلى مستوى الجزيرة والخليج إذ يرجع تاريخ تأسيسه الى العام 1905 حيث تعرض لعبث من قبل الميليشيات التي احتلت الملعب إبان تواجدها بعدن،كما شهدت ملاعب إب وسط البلاد هي الأخرى احتلال الميليشيات لملاعبها، حيث منعت الأندية الرياضية من مزاولة نشاطها الكروي إضافة الى تعرض ملعبها الشهير 22 مايو أكبر ملعب في المحافظة لقصف من قبل التحالف نتيجة تكديس الميليشيات للسلاح فيه. لم يهدأ للرياضيون اليمنيون البال بعد أن ساهمت الميليشيات في تدمير البنية التحتية للرياضية اليمنية بعد أن جعلت من مقرات الأندية الرياضية وملاعب الكرة مقراً لتخزين عتادها العسكري فسارعوا بالانضمام الى بقية أطياف المقاومين من أبناء الشعب اليمني الرافض لتمرد الانقلابيين بل كانوا الرقم الصعب في معادلة المقاومة، حيث ارتوا التراب بدمائهم الطاهرة التي قدموها فداء للوطن ومن أولئك النجوم كابتن فريق وحدة عدن السابق ولاعب شعب صنعاء النجم علي حسين غرابة الملقب بعلي السعودي الذي استشهد في شهر أغسطس الماضي بعد أن تعرض لإصابة بليغة خلال معارك مع المتمردين الحوثيين نقل خلالها الى العناية المركز بأحد المشافي قبل أن تصعد روحه بعد يومين من إصابته خلال مشاركته في تطهير منطقة الوهط بمحافظة لحج من الحوثيين، كما تعرض الشقيق الأكبر للاعب علي السعودي لإصابة بالغة هو الآخر في معارك مع الحوثيين في فترة سابقة مايزال يعاني من آثارها حتى اللحظة، كما أصيب شقيقه الأصغر منتصر الذي أصيب هو الآخر في معارك مع الحوثيين بعدن ولايتوقف النضال للرياضيين اليمنيين عند اللاعب علي غرابة فحسب فهناك أسماء لامعة أخرى من أبرزها مدافع التلال والمنتخب اليمني علوي فدعق الذي أصيب هو الآخر في معارك مع الحوثيين في ثلاث من الجبهات لم تخمد عزيمته من الإصابة الأولى بل كل مرة يصاب فيها كان يعود مرة أخرى الى ساحات الوغى ومقولته الشهيرة لست آسفاً، إلا لأنني لا أملك إلا حياة واحدة أُضحي بها في سبيل الوطن كما أصيب المدرب الوطني المعروف محمد حسين البعداني خلال معارك مع الحوثيين في تطهير مدينة التواهي من بقايا الميليشيات في شهر يوليو الماضي وشهدت حادثة مقتل لاعب فريق الوضيع جمال الجعدني الكثير من اللغط وهو الملقب بجمال العولقي الذي فارق الحياة بأحد مستشفيات العاصمة الإماراتية أبوظبي بعد إصابته خلال المعارك مع الحوثيين في نقطة العلم المدخل الشرقي لعدن. حيث ظن الكثير أن اللاعب هو الشهير المعروف جمال العولقي هداف المنتخب اليمني للناشئين «منتخب الأمل»، الذي وصل إلى نهائيات كأس العالم للناشئين في فنلندا عام 2003 بعد حصول المنتخب على المركز الثاني في نهائيات الأمم الآسيوية التي أقيمت في الإمارات عام 2002، بعد الخسارة أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح، وحصل فيها العولقي على جائزة أفضل لاعب في القارة الصفراء بفضل المستوى الكبير الذي قدمه خلال مباريات التصفيات والنهائيات. كما اكتست مدينة عدن يوم الخميس 19 يونيو الماضي ثوب الحزن بعد استشهاد حارس نادي الشعلة الواعد عبد الله عارف عبدربه 20 عاماً الذي يعده المراقبون بأنه سيكون من أفضل الحراس اليمنيين مستقبلا هو نجل الحارس الشهير لنادي الشعلة والمنتخب اليمني الأول، عارف عبدربه، الذي توفي إثر حادث سير مع فريقه في طريق صنعاء. في أغسطس من عام99 وذلك خلال معارك مع ميليشيات الحوثي شمال مدينة عدن ، كما فقد نادي الشعلة اللاعبين عبد الله التوتي ومحمد الكازمي اللذين استشهدا مع المقاومة الشعبية الجنوبية في يونيو الماضي ومن العاملين في الأندية الرياضية الذين قدموا أرواحهم في صفوف المقاومة الشعبية، سائق نادي التلال محمد سيف البكري، الذي لبى نداء المقاومة لقيادة إحدى الدبابات التي تم اغتنامها في المعارك، وقد نفدت منه الذخيرة في مواجهات مطار عدن في مطلع أبريل/‏ نيسان الماضي، فلجأ لاستخدام سلاحه الشخصي الذي لم يسعفه في البقاء حياً، فأصيب برصاصتين في فخذه، ولم يتمكن من إسعافه أحد، وفقاً لما كتبه المصور والصحفي الرياضي مختار محمد مشرقي في صفحته على فيسبوك، نقلاً عن أحد زملاء بكري مشرقي الذي يعمل سكرتير تحرير لصحيفة الأيام الرياضية، يضيف أن الشباب غلب عليهم الواجب والشهامة والدفاع عن الدين والعرض والغيرة، وهو ما دفعهم لتقديم أرواحهم في ميادين الشرف والبطولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©