سأل صحفيون مغاربة مدرب ريال مدريد، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، في سانتياجو برنابو، وبطل أوروبا في طريقه للمغرب للمشاركة لثاني مرة في كأس العالم للأندية، عن الذي يمثله لناديه أن تلعب نسخة هذا المونديال بالمغرب، فقال ببراءة كاملة: «أعرف أننا سنلعب فوق أرض يعشق ناسها كرة القدم، وتملك ملاعب جميلة تساعد على تقديم الفرجة، وأنتم تعرفون أن ريال مدريد ناد كوني أينما ذهب سيجد جماهيره في انتظاره».
ويوم وضع الريال لأول مرة بمراكش النجمة المونديالية على صدره وهو يتوج بكأس العالم للأندية، عاد نفس الصحفيين المغاربة الذين استجوبوا أنشيلوتي بمدريد لسؤاله عن هذا الذي شاهده من الجماهير المغربية في نصف النهائي أمام كروز أزول المكسيكي، وفي النهائي أمام سان لورينزو، فتبسم الرجل، وقال من دون أن يتنازل عن ذرة واحدة من الصدق: « لقد وقفت على حقيقة مدهشة، كنت أظن مثل غيري أن لريال مدريد عاشقين بالملايين في كل دول المعمور، لكن ما شاهدته من هذه الجماهير المغربية شيء يصعب وصفه، لا أجد ما أقول حياله إلا أن ريال مدريد يمكنه أن يعتبر المغرب بلده الثاني، أعتقد أننا مطالبون بعد الاعتراف لهذه الجماهير بالفضل في إنهاء سنتنا الخرافية بهذا اللقب الغالي، بأن نكافئها على أن نعود إليها ثانية وثالثة».
بالقطع لم يكن أنشيلوتي وحده من أبهرته كل الصور الجميلة والاحتفالية التي أرسلتها الجماهير المغربية العاشقة لريال مدريد، فقد وقف رئيس الريال فلورنتينو بيريز مشدوها لما شاهده، حتى أنه وفاء للآلاف من المناصرين وقف لساعات يلتقط المئات من الصور مع المتيمين بحب الملكي، وعجز أسطورة الريال بوتراجينيو عن إيجاد الكلمات ليصف روعة ما رآه وهو يستجوب من الصحف الإسبانية التي قالت بالحرف إن عاشقي الريال بالمغرب وضعوا جماهير الريال بإسبانيا في ورطة.
في النسخة العاشرة لمونديال الأندية كان الرجاء وهو يقفز من الدور التمهيدي إلى المباراة النهائية التي نازل خلالها العملاق البافاري وخسر منه ليحصل على مركز الوصافة، هو الملح الذي جمل الطبخة، أما النسخة الحادية عشرة فكان مذاقها الجميل هو الآلاف من الجماهير العاشقة لريال مدريد.
قطعا ليس في الذي شاهدناه استلابا ولا اغترابا ولا هروبا من حقائقنا الكروية الموجعة، كل ما فيه تعبير عن كونية كرة القدم التي لا يخضع العشق فيها لرسوم.
عدد اليوم
