الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تستعيد 250 عاما من تاريخها

أبوظبي تستعيد 250 عاما من تاريخها
15 ديسمبر 2011 00:34
تشهد العاصمة أبوظبي في التاسع عشر من الشهر الجاري حدثا ثقافيا تراثيا نوعيا إن لم يكن استثنائيا، على مستوى الاحتفاء بالمكان والذاكرة الشعبية، وعلى مستوى الموضوع الذي يستمد أهميته من تركيزه وتسليطه الأضواء على نشأة مدينة أبوظبي قديما وحديثا من الجانبين العمراني والهندسي، كما سيتم التوثيق للإمارة وما شهدته من نهضة وتطور في عهد آل نهيان، باعتبارها ركنا أساسيا من تاريخ المنطقة، ومن جانب أصالة المدينة وإنسانها في مواجهة عالم يتغير بإستمرار من خلال دراسات وبحوث وأوراق عمل بحثية متخصصة يناقشها كوكبة من الخبراء والباحثين والاكاديميين والمثقفين والمفكرين من الامارات والوطن العربي والعالم، بحضور العديد من الشخصيات الدولية البارزة وممثلين عن هيئات دولية وعربية ذات صلة بالتراث الانساني والحضاري. يتمثل هذا الحدث بالندوة العلمية الدولية التي يطلقها نادي تراث الامارات في فندق “فيرمونت باب البحر” بعنوان “أبوظبي 250 عاما من التطور” يومي 19 و20 الجاري بتوجيهات ورعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الامارات، وضمن برنامجه المخصص للاحتفالات باليوم الوطني الأربعين للدولة. ربما كان علينا قبل الدخول في تفاصيل الندوة من جانبها النظري، الإشارة الى جانبها التطبيقي الذي يعتمد “قصر الحصن” كنموذج للدراسة باعتباره المكان المثالي الذي يعد واحدا من أهم المعالم التاريخية التي تحكي قصة إنسان ابن الامارات مع الأرض والتاريخ والأصالة والعراقة. وفي الدراسات التاريخية والآثارية نذكر أن قصر الحصن مرتبط ارتباطا وثيقا بإمارة أبوظبي بدءا من إكتشاف الماء العذب فيها وتشييده في قلب العاصمة، وكان في ما مضى عبارة عن برج طيني أقيم لحماية بئر المياة العذبة التي تم اكتشافها عام 1761، ليصبح مع مرور الوقت مكانا أثيرا يضم في جنباته عائلة الحاكم وحاشيته، وحصنا منيعا لحماية مدخل المدينة الصغيرة التي بدأت تتوسع بسرعة مذهلة لتصبح اليوم من أجمل وأروع المدن التي تجمع معادلة الأصالة والمعاصرة، حيث يأتي الاحتفاء بها بما يليق بمكانتها وتاريخها الحضاري والانساني والثقافي. يرجع تاريخ هذا القصر الى حوالى 250 عاما، فقد أنشئ في العاصمة كقلعة للشيخ شخبوط بن ذياب، حينما نقل مقر حكم آل نهيان من واحة ليوا الى جزيرة أبوظبي عام 1761، ويتكون من جزأين رئيسيين: قلعة قديمة لا تزال فيها آثار البناء والتعديلات منذ عهد الشيخ سعيد بن طحنون، الذي حكم إمارة أبوظبي من عام 1854 الى 1855م. وتذكر الدراسات الآثارية أنه في أيام الشيخ شخبوط بن سلطان وتحديدا عام 1936، تمت إضافة جزء جديد الى هذه القلعة القديمة، وقد شهد القصر في مراحله العديد من الأحداث المهمة منها أنه كان بمثابة ديوان للقائد المؤسس المغفور له باذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وذلك بعد توليه الحكم في إمارة أبوظبي، وفي مرافق هذا القصر العريق وضعت الخطط والمشاريع والملامح الأساسية لبناء الامارة الحديثة، كما تم التنسيق والاعداد للاتفاقيات التي أفضت الى تأسيس دولة الامارات العربية المتحدة بجهود واهتمام ورعاية فقيد الوطن الكبير الشيخ زايد “رحمه الله” وكان أثناء حياته قد أولى هذا المعلم التاريخي اهتماما خاصا، فقد أمر بترميمة واعادة تأهيله أكثر من مرة، باعتباره كان وما يزال يشكل جزءا مهما من التراث الوطني ورمزا تاريخيا له هويته وسجله الحافل في مسيرة الدولة، فقد كان يضم في مرافقه مكتبا لحاكم إمارة ابوظبي، كما كان يضم العديد من دوائر الحكومة والقضاء، كما كان جزءا منه بمثابة مسكن للحاكم ومجلس لأعيان البلاد كما كان للقصر ماض إداري وسياسي وثقافي واقتصادي خاص. تتميز ندوة “أبوظبي 250 عاما من التطور” بحجم ونوعية المشاركة فيها، اذا تستقطب نحو 30 جهة من الامارات والعالم العربي والعالم، مثل: مركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام، هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، مركز البحوث في المجلس الوطني للاعلام، ديوان صاحب السمو رئيس الدولة في مجال البحوث والدراسات، المركز الوطني للوثائق والبحوث التابع لوزارة شؤون الرئاسة، متحف المرأة في دبي، بلدية أبوظبي، جامعة كفر الشيخ بمصر، جامعة سوربون أبوظبي، جامعة الاسكندرية، جامعة واشنطن، مركز الحصن للدراسات والبحوث بأبوظبي، جامعة الشارقة، جامعة الامارات العربية المتحدة، مركز الامارات للبحوث الانمائية بابوظبي، جامعة القاهرة، جامعة عين شمس، جامعة قطر، جامعة جورج تاون بواشنطن، مركز زايد للدراسات والبحوث بابوظبي، ديوان حاكم عجمان، دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، دائرة الترميم والصيانة بالشارقة، بالاضافة الى مشاركة كل من جريدة “الحياة” بلندن، ومجلة الشجرة المباركة بجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر. سيناقش المجتمعون نحو 31 باحثا وباحثة من خلال محورين هما: ابوظبي قديما، وأبوظبي حديثا، جملة من القضايا ذات صلة بتاريخ المدينة وروحها وتأثيراتها في المنطقة من حيث تطورها ومرجعيتها التاريخية ذات الصلة بالحضارة العربية والاسلامية، ومن المتحدثين الأجانب في الندوة: بيتر هيللر، مدير البحوث في المجلس الوطني للاعلام، وسيقدم دراسة بعنوان “قيام الركائز الاربعة لامارة أبوظبي”، وبحث بعنوان “قصر الحصن رمز تاريخ وتراث ابوظبي”، والدكتور جونيتي مايترا، مستشار البحوث بمكتب مدير عام المركز الوطني للوثائق والبحوث التابع لوزارة شؤون الرئاسة، والدكتورة بريجيت دومورتييه، رئيس قسم الدراسات الجغرافية والتخطيط في جامعة باريس سوربون ابوظبي، والدكتورة دورثي سيزلر استاذ الشرقيات في جامعة واشنطن “أبوظبي والمياه والذاكرة التاريخية”، والدكتورة فراوكه هيردبي الباحثة في مركز الوثائق والبحوث بابوظبي وتشارك بدراسة تحمل عنوان “أبوظبي في كتابات الرحالة والوثائق الاجنبية منذ القرن الثامن عشر”. وعلى المستوى المحلي يتحدث في الندوة كل من حمدان الدرعي الباحث في ديوان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة ويلقي ورقة عمل بحثية بعنوان “البعد الاستراتيجي والسياسي والاقتصادي لاختيار جزيرة أبوظبي”، الدكتورة فاطمة سهيل محمد المهيري من المكتب الخاص لسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان ـ مركز الحصن للدراسات والبحوث وتقدم بحثا موثقا بعنوان “نظرة جديدة الى تاريخ امارة أبوظبي بني ياس في البر والبحر”، الدكتورة مريم سلطان لوتاه استاذة جامعية بقسم العلوم السياسية بجامعة الامارات “زايد والمشروع التنموي”، شمسة الظاهري ببحث بعنوان “دور سيدات البيت النهياني في ادارة مجتمع أبوظبي/ النصف الاول من القرن العشرين”، وفاطمة المنصوري من مركز زايد للدراسات والبحوث العلاقات التاريخية ودراسة بعنوان “العلاقات التاريخية بين أبوظبي وعمان 1793 ـ 1969، قراءة وثائقية في عمق العلاقات ونتائجها السياسية والاقتصادية على امارة أبوظبي”، وناصر العبودي خبير في مجال الآثار والتراث الحضاري ودراسة بعنوان “ابوظبي النشوء والمعمار”، الدكتورة أمينة خليفة آل علي الأمين العام لمجلس سيدات عجمان، الدكتور سيف البدواوي باحث رئيس في ديوان حاكم عجمان “أبوظبي من خلال الصور القديمة”، الدكتور محمد أحمد الدرعي ومشاركة ببحث بعنوان “التطورات الاقتصادية في أبوظبي خلال 250 عاما”، والدكتورة فاطمة السويدي “شعر عوشة بنت خليفة ـ فتاة العرب ـ سجل لأحداث اجتماعية وتاريخية في بداية التأسيس”. كما يشارك في بحوث الندوة عدد من الباحثين والخبراء والمختصين العرب من بينهم: الدكتور مسعود ضاهر استاذ زائر الى جامعات طوكيو ومعاهدها وجامعة جورج تاونت بواشنطن، والدكتور رشيد الخيون كاتب وباحث عراقي في مجال الفلسفة الاسلامية، الدكتور عبد الستار العزاوي خبير الترميم والصيانة بدائرة الثقافة والاعلام بالشارقة “دراسة مقارنة في المواد المستخدمة بين قصر الحصن وحصن جسر المقطع”، ابراهيم محمود كاتب ومفكر سوري “أبعد من المرئي في الزمان والمكان أبوظبي أنموذجا”، الدكتور جمال حجر جامعة الاسكندرية “أبوظبي في تقارير المسؤولين البريطانيين في بداية عهد زايد”، الدكتور يحيى محمود جامعة الامارات “التطورات النقدية في أبوظبي في 250 عاما”، الدكتور أحمد رجب جامعة القاهرة ببحث بعنوان “التوافق مع البيئة في العمائر التراثية بأبوظبي”، والدكتورأحمد زكريا الشلق جامعة عين شمس ويشارك ببحث بعنوان “زايد بن خليفة آل نهيان 1855 ـ 1909 وعصر من الاستقرار والقوة”، والدكتور عبد العزيز عبد الغني “كاميرا الرحالة الالماني هيرمان بورشارت في ابوظبي 4 الى 9 فبراير 1970”، الدكتور سليمان خلف “ابوظبي بين المحلية والعالمية: الخصائص الاجتماعية والثقافية لمدينة حديثة”، والمهندس عماد سعد مدير تحرير مجلة “الشجرة المباركة” التبعة لجائزة خليفة لنخيل التمر ببحث بعنوان “الفكر البيئي عند صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة”، الدكتور نور الدين الصغير “من ليوا الى أبوظبي مسيرة تاريخية وميلاد أمة”. وهناك العديد من البحوث وأوراق العمل التي سيشارك أصحابها في أعمال الندوة وهي ذات صلة بالموضوع في جوانبه المختلفة. وحسب المنظمين فإن هذه الندوة المهمة التي ستنقل مواضيعها الى الحضور عبر اللغات العربية والانجليزية والفرنسية، ستفتح المجال أمام المشاركين لمناقشة العديد من القضايا ذات الصلة بالموضوع ومن هذه القضايا على سبيل المثال لا الحصر: دراسة النشأة والتطور التاريخي لمدينة ابوظبي منذ القرن الثامن عشر، وأبوظبي في كتابات الرحالة وفي الوثائق الاجنبية منذ القرن الثامن عشر، التراث المعماري في أبوظبي والمواد المستخدمة “قصر الحصن نموذجا تطبيقيا” وتحديات نشوء الدولة الحديثة وشخصية القائد المؤسس في السياسة والحكم، النهضة الثقافية والفكرية والانفتاح على الثقافات الأخرى، التطور المعماري في مدينة أبوظبي حديثا ودور المجلس التنفيذي وهيئة ابوظبي للتخطيط العمراني في النهضة العمرانية. تبقى الاشارة الى أن اللجنة المنظمة لاحتفالات النادي باليوم الوطني الاربعين برئاسة حبيب يوسف الصايغ، قد وفقت في توزيع برنامج الندوة، فمن حيث رؤساء الجلسات فقد تم اختيار نخبة من الباحثين والخبراء والمفكرين لترأس جلسات يومي الندوة ومنهم: الدكتورة رفيعة غباش والدكتور رياض نعسان آغا، والدكتور يوسف الحسن والدكتور حمد بن صراي والباحث عبد العزيز المسلم، وماجد عبد الله الشليبي. وعلى مستوى آخر فقد نظمت اللجنة للمشاركين برنامجا مصاحبا لتعريفهم بالعاصمة ابوظبي وبعض معالمها التاريخية المهمة الى جانب عروض الأفلام الوثائقية عن مدينة ابوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©