الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من صنع «داعش»؟؟؟؟؟

26 ديسمبر 2015 22:03
قدرت خسائر العالم العربي حتى اليوم بأكثر من مليوني قتيل وجريح ولاجئ، مع إهدار أكثر من 850 مليار دولار نتيجة مكافحة العمليات الإرهابية التي يتحمل معظمها تنظيم داعش، إضافة إلى تدمير البنيات التحتية للعديد من الدول العربية، مما أعاق فرص التنمية والتطور. ليس ذلك بلا مقابل، بل بمقابل باهظ الثمن، هو التدمير والحرمان والبؤس وتفتيت العالم العربي. من المسؤول عن ذلك؟ ومن هو المستفيد من كل هذا؟هل هو تنظيم داعش؟. كلا بل هو من صنع داعش وخطط لتحقيق هذا التدمير. هل هي الصهيونية الإسرائيلية التي امتهنت واسترخصت الدماء العربية الغالية لتحقيق هدفها الأساسي في تأسيس إسرائيل الكبرى في أرضنا الطاهرة، أم هي إيران التي كانت وما زالت تطمح إلى إقامة الامبراطورية الفارسية على الأرض العربية المقدسة؟ إن ما قام ويقوم به داعش اليوم هو تنفيذ على أرض الواقع لقول الصهيوني ديفيد بن غوريون «أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني» بما معناه: «إن قوتنا تكمن في تفتيت ثلاث دول كبيرة من حولنا، العراق وسوريا ومصر، وبهذا الترتيب، إلى دويلات متناحرة على أسس طائفية ودينية. ونجاحنا في هذا الأمر لا يعتمد على ذكائنا، بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر». بالنسبة للعراق، حاربت إسرائيل جميع الأنظمة التي تولت الحكم فيه حتى استطاعت التغلغل وتحطيم قدراته العسكرية المشهود لها وأدخلته في نفق التفرقة الدينية المظلم بالتعاون مع إيران التي كان لها الدور الأساسي في بث التفرقة الدينية وإيصال الشيعة إلى سدة الحكم. وفي سوريا «الثانية على جدول التفتيت الإسرائيلي»، بعد نشوب الحرب الداخلية التي كان لإسرائيل، بلا شك، دور كبير في توقيت اندلاعها، كثف داعش وتنظيمات إرهابية أخرى مرتبطة بإيران نشاطها ليصبح لها وجود كبير في المحافظات السورية. وحصلت من إسرائيل على أسلحة حديثة ومعلومات استخباراتية لا تتوافر إلا لتنظيمات على مستوى دولي. وعلى دعم عسكري إيراني من خلال مشاركة إيرانية فعلية في الحرب. وما يحدث في سوريا الآن لا يحتاج لأي شرح أو تفسير. أما مصر فكان لها مخطط آخر ابتدأ بتنفيذ التصريح التالي لموشي دايان، وزير الحرب الإسرائيلي عام 1968 إبان فترة حكم الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر «إذا استطعنا إسقاط عسكر عبد الناصر وتصعيد الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر... فسنشم رائحة الموت والدماء في كل بقعة من أراضي مصر. فلتكن تلك غايتنا وحربنا». وانطلاقاً من هذه الاستراتيجية، قامت إسرائيل بدعم الإخوان المسلمين في مصر ضد الرئيس ناصر وساعدتهم في عملية اغتيال السادات وحتى الوصول إلى الحكم بعد تنحي الرئيس مبارك عام 2011. وأعقبتها اليوم بإدخال عناصر داعش إلى سيناء عن طريق العريش المتاخمة لحدودها، ثم عن طريق ليبيا والحبل على الجرار. أما في اليمن، فإن تورط إيران المباشر كان جلياً وواضحاً من خلال الأسلحة الإيرانية التي استعملها الحوثيون. وكذلك الأمر في ليبيا وتونس. وقد امتد هذا التعاون التخريبي بين الحليفين ليشمل العديد من الدول العربية الأخرى، ومحاولات فاشلة في دول الخليج العربي. سؤال يطرح نفسه كل يوم ونحن نرى داعش يفتت الدول العربية تحت ذرائع دينية، ويقتل الأبرياء من السنة المسلمين حرقاً، والأبرياء من المسيحيين ذبحاً ولا يحرك ساكناً باتجاه إسرائيل أو السنة في إيران. هل هي مصادفة إلا يوجد إسرائيلي أو إيراني يستحق الموت على يد داعش سواء كان بريئاً أم مذنباً؟. بالطبع لا فداعش ربيب إسرائيل وإيران والمرء لا يقتل نفسه. وهل هناك من لا يزال مقتنعاً بأن داعش خرج من رحم الأمة العربية الإسلامية لإقامة دولة الخلافة؟ استيقظوا يا عرب، ولنهب هبة رجل واحد لنتصدى بشكل صحيح لهذا الطاعون الذي سيقضي، إذا لم نقف بوجهه، على ما تبقى من أطلال خير أمة أخرجت للعالمين. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©