استغل الإنسان على مر العصور قدرته على التعرف بالبيئة المحيطة به، وقد ساعد نمو فكره وعقله بتطوير وسائل الاتصال التي سهلت عملية انتقال المعلومات والأفكار عبر الشعوب والقبائل..
إن الاتصال الحكومي الذي طبقته دولة الإمارات قبل سنوات عبر منتديات الاتصال الحكومي المختلفة مفهوم قديم جداً كان يعتبر مجموعة من السياسات الحكومية التي لا تأخذ رأي الجمهور ورغباته بعين الاعتبار. ولكن اليوم يمكن القول إن الاتصال الحكومي هو كل عملية تواصل داخلي وخارجي تقوم بها المؤسسة مع الجمهور والجهات الأخرى لتحقيق التواصل الفعَّال والشامل والمتكامل لوسائل الاتصال المختلفة.
يحقق الاتصال الحكومي إرساء الثقة وتعزيز الشراكة بين المواطن والدولة والقطاع الخاص. ويمكن تحقيق مفهوم الاتصال الحكومي بجوانبه الإيجابية عبر استخدام طرق حديثة ومتطورة والابتعاد عن الوسائل التقليدية القديمة.
ويحتوي الاتصال الحكومي على عناصر خمسة أساسية وهي: المصدر وهو منشئ الرسالة، والرسالة وهي العنصر الأساسي ولابد أن تكون سهلة وواضحة، والوسيلة وهي الأداة التي يتم من خلالها نقل الرسالة من المؤسسة إلى الجمهور، المتلقي وهم الجمهور المتفاعل سواءً كان من القطاع الداخلي أو الخارجي، وأخيراً رجع الصدى أو التغذية الراجحة أو المرتدة وبها يستطيع المصدر تعديل رسالته أو طريقة نقله للرسالة. وعلى الرغم من أهمية هذا الاتصال فإن العديد من الأفراد لا يدركون فاعلية هذا التواصل الممتد ويحول دون ذلك العديد من المعوقات التي تنتج بسبب ضعف الإمكانيات الاتصالية للمؤسسة وعدم استخدام وسائل اتصالية مناسبة للفئات المستهدفة.
إن تطور مستقبل الدولة يكمن في تنظيم التواصل بين المؤسسات والدولة، لأن الاتصال الحكومي ليس فقط حاجة إنسانية بل ضرورة وشرط أساسي لبناء وتطور الدولة ووفق هذه الرؤية يجب علينا أن نعمل معاً تحت سقف الاتصال الحكومي مبينين مزايا هذه التجربة الفعَّالة.
ميثة علي الكندي - كلية الاتصال بجامعة الشارقة
عدد اليوم
